“مُعبرة ولا تحتمل التأويل”.. وزير أردني سابق يعلق على تصريحات الملك عبدالله أمام ترامب
اعتبر وزير الدولة الأردني للشؤون القانونية الأسبق محمود الخرابشة، أن تصريحات الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل الأردن خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض بشأن “رفض الطرد” كانت “معبرة وغير قابلة للتأويل”.
وأضاف الخرابشة في تصريحات خاصة لموقع ايجي برس من عمان، أن موقف الأردن من هذه القضية “ثابت وواضح، وقد عبر عنه الملك عبد الله في مناسبات عديدة”. إن الشعب الأردني بكل أطيافه المختلفة يرفض التهجير بكل أشكاله، ويرفض كل الخطط الهادفة إلى تحرير غزة من سكانها.
وأشار إلى أن هذا الالتزام لا يقتصر على الأردن بل يمتد إلى مصر حيث عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري عن رفضهم التام لكل المشاريع التي تستهدف التهجير أو التوطين. ويأتي ذلك استكمالاً لموقف المملكة العربية السعودية الواضح، حيث أكدت المملكة مراراً وتكراراً على أنه لا يمكن إقامة علاقات مع إسرائيل دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة وإقامة دولته المستقلة.
وقال العاهل الأردني خلال لقائه ترامب إن بلاده تعتقد أن هناك طريقا لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة، مشيرا إلى أنه سيكون هناك رد من عدة دول على مقترح ترامب بشأن غزة.
وعندما سئل عما إذا كانت هناك قطعة أرض يمكن للفلسطينيين العيش عليها، أجاب العاهل الأردني: “يجب أن أفعل ما في مصلحة بلدي”، مضيفا: “علينا أن ننتظر خطة من مصر”.
وأكد الوزير الأردني السابق أن الملك عبدالله الثاني أكد خلال زيارته للولايات المتحدة على أهمية وجود موقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية والتنسيق بين الدول العربية لإيجاد حلول عادلة لها. وأكد أن مصر والدول العربية الأخرى تبذل جهوداً من أجل صياغة خطة واضحة لتحقيق السلام في المنطقة.
وأشار أيضاً إلى أن هناك مقاومة واسعة النطاق في العالم العربي لأي ضغوط أو تهديدات ضد الدول المعنية، مما يوحي بأن حماية المصالح الوطنية والإقليمية تظل أولوية.
واعتبر الخرابشة أن المقترح الأميركي بالسيطرة على غزة بهدف تنميتها اقتصاديا وتوفير فرص العمل “غير منطقي ولا يتوافق مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
كيف تقيّم وزارة الداخلية الأردنية تصريحات الملك؟
وحول موقف وزارة الداخلية الأردنية من تصريحات الملك عبدالله الثاني، أكد الخرابشة: “موقف الأردن واضح وهناك توافق بين موقف الأردن على المستوى الرسمي والشعبي ومواقف الأردن ومصر والسعودية وجامعة الدول العربية”.
وأضاف: “لا مجال للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، وكلام الملك يعكس مصالح الجميع، الأمة العربية والفلسطينيين”.
وأكد الوزير الأردني السابق أن الملك الأردني لم يحمل مصر المسؤولية وحدها، بل أكد في تصريحاته “على دور الشقيقة الكبرى مصر، وتنسيق المواقف عبر الحوار العربي”.
وأضاف: “أكد الملك خلال لقائه ترامب أن الأردن لن يقبل بأي إجراءات تمس أمنه الوطني، وأن القضية الفلسطينية يجب أن تحل وفق رؤية عربية موحدة تحفظ حقوق الفلسطينيين وتضمن استقرار المنطقة”.
ماذا قال الملك الأردني بعد لقائه ترامب؟
وبعد لقائه ترامب، غرد الملك الأردني عبر حسابه الرسمي على تويتر قائلا: “إن مصلحة الأردن واستقراره وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار”.
وأضاف: “أكدت موقف الأردن القوي ضد طرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية”. وهذا هو الموقف العربي الموحد. ويجب أن تكون أولوية الجميع إعادة بناء غزة دون تهجير سكانها ومعالجة الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة”.
لقد أجريت للتو مناقشات بناءة مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض. نحن ممتنون للضيافة. وناقشنا الشراكة القوية بين الأردن والولايات المتحدة وأهميتها في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن المشترك.
– عبدالله بن الحسين (@KingAbdullahII)، ١١ فبراير ٢٠٢٥
