وزيرة البيئة تستقبل سفير اليابان بالقاهرة لبحث التعاون المشترك في مجال تغير المناخ
![وزيرة البيئة تستقبل سفير اليابان بالقاهرة لبحث التعاون المشترك في مجال تغير المناخ](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67abddf40f66b.webp)
دكتور. استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، السفير إيواي فوميو سفير اليابان بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجال تغير المناخ والحد من المخلفات البلاستيكية، وذلك بحضور السفير رؤوف سعد مستشار الوزيرة للاتفاقيات متعددة الأطراف، وممثلي منظمة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) في مصر.
دكتور. وثمنت ياسمين فؤاد التعاون مع الجانب الياباني في المجال البيئي والذي يمتد لأكثر من 30 عاماً. ومن أولى ثمار هذا التعاون إنشاء مركز الفسطاط التعليمي الثقافي البيئي، وهو أول مركز بيئي متخصص في مصر. وشمل التعاون العديد من المجالات البيئية، بما في ذلك إدارة النفايات.
دكتور. مؤكد. وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال اللقاء، إنه على الرغم من محدودية انبعاثات مصر من الغازات الدفيئة، والتي تمثل أقل من 1% من الانبعاثات العالمية، إلا أنها ملتزمة بالوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق باريس للمناخ. ويتضح ذلك من خلال الخطوات العديدة التي اتخذتها الدولة، بما في ذلك نشر الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050 وتحديث خطة المساهمة الوطنية مرتين في عامي 2022 و2023 بأهداف طموحة للتخفيف من آثار تغير المناخ. وتعمل الدولة حالياً على التحديث الثالث للخطة رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، وقدمت أول تقرير للشفافية في نهاية عام 2024، والذي يوضح نجاح مصر في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات في عدد من القطاعات، بل وتجاوز المستهدف في قطاع النقل. ويعكس هذا مدى التزام الدولة المصرية بتخفيف آثار تغير المناخ على الرغم من محدودية التمويل العالمي للمناخ وأولوية مصر للتكيف.
وأشار وزير البيئة إلى أن مصر تعتزم اتخاذ عدة خطوات هامة في التحديث الحالي لخطة مساهمتها الوطنية، وهي عرض الخطة على المجلس القومي للتغيرات المناخية برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعلى المستوى الوزاري، ومراجعة ملف المناخ على المستوى الوطني لتحديد الأولويات ومستوى التمويل المناخي المتاح. ويجري العمل أيضًا على إضافة هدف محدد لحماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، حيث تتبنى مصر فكرة مبتكرة تربط التنوع البيولوجي بتغير المناخ.
وتحدث وزير البيئة عن أهمية التكيف لدولة مثل مصر وإمكانية اتخاذ المزيد من إجراءات التكيف مع تقليل تكاليف الخسائر والأضرار بشكل أكبر. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال زيادة التمويل المخصص للمناخ. لقد تم تحقيق بعض التقدم في مؤتمر المناخ الأخير COP29، مع زيادة التمويل إلى 300 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2035. وأشارت إلى أنها مسؤولة عن تمثيل البلدان النامية في قيادة المشاورات بشأن الهدف الجماعي الكمي الجديد لتمويل المناخ، إلا أن هذا المبلغ لا يزال لا يلبي احتياجات البلدان النامية. وأكدت معاليها أن مصر تفي بالتزاماتها المناخية رغم الفجوة الكبيرة في تمويل التكيف مع تغير المناخ، وهو ما يمثل أولوية بالنسبة للدولة.
كما أشاد وزير البيئة بدعم الجانب الياباني لمصر والدول النامية بشكل عام في مواجهة تحدي الحد من التلوث البلاستيكي، معرباً عن تطلعه إلى التوصل إلى اتفاق عالمي ملزم في هذا الصدد. وأشاد بالدعم الفني الذي قدمته الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) في إطار مشروع تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري في سلسلة قيمة البلاستيك المستخدم لمرة واحدة، وفي تنفيذ الدراسات الفنية للحد من كمية النفايات البلاستيكية وآليات تعزيز إعادة التدوير، وفي تطبيق مسؤولية المنتج الممتدة بموجب قانون النفايات. وأشارت إلى أن مجلس الوزراء وافق الأسبوع الماضي على تطبيق مسؤولية المنتج الموسعة على الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، حيث يدخل القرار حيز التنفيذ بعد ثلاثة أشهر من إعلام الجهات المعنية بإجراءات التنفيذ، وأنها ملتزمة بالانتقال العادل في التنفيذ دون فرض أعباء إضافية على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف وزير البيئة أن القرار جاء نتيجة لعملية تشاور طويلة مع الجهات المعنية، بما في ذلك وزارتي المالية والصناعة، لإيجاد بدائل مناسبة لهذه الأكياس بقرار من وزير الصناعة، وتضمين البدائل في المناطق التي ستحصل على حوافز خضراء في قانون الاستثمار الجديد، وفي ضوء إقرار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوجه مصر نحو الاقتصاد الدائري. ويجري العمل أيضًا على إطلاق مشروع بحثي مشترك حول البدائل الممكنة لإنشاء رابط بين السياسة والعلم وجمع العناصر المختلفة لعملية الحد من التلوث البلاستيكي، سواء من خلال إجراءات منظمة، وتوفير البدائل المناسبة، والحوافز المالية، وآلية التنفيذ المدعومة بالعلم ومشاركة أصحاب المصلحة المتعددين التي تسرع التنفيذ الفعلي.
كما بحث وزير البيئة مع السفير الياباني إمكانية الاستفادة من المشروع المشترك “مبادرة بورسعيد لتحسين كفاءة إدارة المخلفات البلاستيكية” وخلق فرص اقتصادية للشباب ورواد الأعمال في مجال بدائل البلاستيك.
من جانبه، أكد السفير الياباني أن مصر دولة مهمة للتعاون في المجالات البيئية والمناخية، خاصة في مجالات احتواء وتقليل التلوث البلاستيكي، وهو ما يمثل أولوية بالنسبة لليابان. كما أن التعاون الجاري في مشروع مبادرة بورسعيد لتحسين كفاءة إدارة المخلفات البلاستيكية، ومشروع تحسين ممارسات الاقتصاد الدائري في سلسلة قيمة البلاستيك أحادي الاستخدام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، فضلاً عن العمل على مشروع بحثي مشترك في مجال الاستفادة من المخلفات الزراعية، سيحقق فوائد كبيرة للبلدين، خاصة في ضوء الاتفاق الذي توصل إليه رئيسا مصر واليابان خلال قمة مجموعة العشرين حول أهمية تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري لمكافحة آثار تغير المناخ.
وأشاد السفير أيضاً بالتزام الحكومة المصرية بالتكامل السياسي، والتعاون المثمر مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) في تنفيذ عدد من المشروعات، والتزام القطاع الخاص الياباني بالاستثمار في المشروعات البيئية في مصر، والجهود المبذولة لتنفيذ برنامج تدريب مشترك حول أدوات قياس الانبعاثات مع عدد من الوزارات في إطار إعداد مصر لتقرير الشفافية.