هل أثرت جائحة كوفيد-19 على درجات حرارة القمر؟
![هل أثرت جائحة كوفيد-19 على درجات حرارة القمر؟](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67ac1ae3f238f.webp)
حظيت دراسة أجريت عام 2024 باهتمام كبير بين العلماء بعد ربط عمليات الإغلاق العالمية بسبب جائحة كوفيد-19 بانخفاض الإشعاع الحراري المنتقل من الأرض إلى القمر.
لكن بحسب روسيا اليوم، يقول العلماء الآن إن هذه الفرضية غير صحيحة، ويقدمون تفسيرا جديدا يعتمد على تحليل أكثر تفصيلا للبيانات.
كانت الفرضية السابقة هي أن عمليات الإغلاق العالمية في عام 2020، والتي أدت إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أدت أيضًا إلى انخفاض الإشعاع الحراري للأرض – أي الحرارة التي يمتصها القمر.
وفي شهري أبريل ومايو 2020، لوحظ انخفاض في درجات الحرارة على سطح القمر خلال فترات الليل، تزامناً مع فرض حظر التجول في العديد من البلدان.
وفي الدراسة الجديدة، قام علماء من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا وجامعة جزر الهند الغربية (UWI) بفحص البيانات عن كثب ووجدوا أن العلاقة بين جائحة كوفيد-19 ودرجات حرارة القمر ليست بهذه البساطة.
وقال ويليام شوينبيرج، مهندس مدني بجامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا: “إن فكرة أن نشاطنا أو تقاعسنا على الأرض يمكن أن يكون له مثل هذا التأثير الكبير على درجة حرارة القمر، الذي يبعد عنا نحو 384 ألف كيلومتر، لم تبدو منطقية بالنسبة لنا، لكننا قررنا إجراء المزيد من التحقيق”.
وتوصل العلماء إلى أن انخفاض درجات حرارة القمر الذي لوحظ في عام 2020 لم يكن حالة معزولة، إذ حدث انخفاض مماثل في عام 2018 وكان هناك أيضًا انخفاض تدريجي منذ عام 2019، على الرغم من أن هذا لم يكن مرتبطًا بتوقيت الوباء والإغلاقات المرتبطة به.
ما أهمية استخراج “الهيليوم 3” من القمر؟
تشير البيانات التي جمعتها مركبة الاستطلاع القمرية التابعة لوكالة ناسا إلى أن درجات الحرارة على القمر تخضع لتقلبات دورية وليست مجرد انخفاض في درجة الحرارة لمرة واحدة مرتبط بالوباء.
وبالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن أي انخفاض في الانبعاثات بسبب كوفيد-19 أثر فقط على الطبقات السفلى من الغلاف الجوي للأرض.
اقترح العلماء أن انخفاض التلوث وصفاء السماء ليلاً قد يؤدي في الواقع إلى زيادة الحرارة المنعكسة من الأرض إلى القمر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة القمر بدلاً من انخفاضها.
وخلصت الدراسة الجديدة إلى أن التغيرات في النشاط البشري، بما في ذلك تلك المرتبطة بجائحة كوفيد-19، من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير على درجات حرارة القمر.
وقال شونبيرج: “خلال الليل القمري، هناك احتمال ضئيل بأن تؤثر الحرارة والإشعاع القادمان من الأرض على درجة حرارة سطح القمر، ولكن هذا التأثير سيكون صغيراً للغاية بحيث لا يمكن قياسه أو ملاحظته”.