متطوعون في فالنسيا يسابقون الزمن لإنقاذ ذكريات غمرتها الفيضانات
![متطوعون في فالنسيا يسابقون الزمن لإنقاذ ذكريات غمرتها الفيضانات](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67ac46f417efe.webp)
بعد أشهر من الفيضانات الشديدة التي ضربت مدينة فالنسيا الإسبانية، والتي خلفت وراءها دمارًا هائلاً، لا تزال الجهود جارية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لقي أكثر من 220 شخصا حتفهم عندما ضربت الفيضانات شرق إسبانيا. أدت مياه الفيضانات إلى غمر المنازل، وتغطية المدن بالطين والحطام، وإلحاق أضرار جسيمة بالمباني.
وفي الأيام التي أعقبت الكارثة، تدفق المتطوعون من جميع أنحاء إسبانيا إلى الضواحي المتضررة في فالنسيا لتقديم المساعدة. ومن بينهم طلاب من جامعة البوليتكنيك في فالنسيا، الذين قاموا بالبحث بين الأنقاض عن صور العائلات التي نجت من الكارثة.
وقالت إستر نيبوت، أستاذة الحفاظ على الآثار في الجامعة وواحدة منسقي المشروع، إنهم ركبوا دراجاتهم الهوائية عبر المدينة، ونشروا الملصقات ونشروا الدعوات لإعادة اللوحات التالفة.
ورغم تلوثها بالمياه والطين، فإن الصور المستخرجة تتمتع بطابع فني فريد، إذ تم استبدال الألوان القديمة بألوان زاهية، فيما ظلت بعض ملامح الوجه والذكريات محفوظة بوضوح. إحدى الصور مكتوبة بخط اليد بعنوان “صيف 1983” وتوثق رحلة إلى نهر في شرق إسبانيا. ومع ذلك، في الصورة نفسها لا يمكن رؤية سوى بقع أرجوانية متناثرة. وفي صورة أخرى، تنظر امرأة أكبر سناً إلى الكاميرا من زاوية، وكأنها تستحضر زمناً آخر.
وفي حين تتواصل الجهود لإنقاذ أكبر عدد ممكن من هذه الصور، فإن المشاركين في المشروع ينظرون إليها على أنها أكثر من مجرد صور فوتوغرافية: بل هي شهادات على الحياة البشرية والماضي الذي لا يمكن تعويضه.