كيف علقت الصحف الأمريكية والإسرائيلية على لقاء الملك عبدالله بترامب؟

منذ 3 ساعات
كيف علقت الصحف الأمريكية والإسرائيلية على لقاء الملك عبدالله بترامب؟

حظيت زيارة العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة ولقاءه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب باهتمام واسع في الصحف الأميركية والإسرائيلية، خاصة في ظل الشائعات حول خطط لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الدول المجاورة، وخاصة الأردن ومصر. وكان التغطية الإعلامية لهذه الزيارة متباينة: ركزت الصحف الأميركية على الدبلوماسية الأردنية الحذرة، في حين سلطت الصحف الإسرائيلية الضوء على تأثير الموقف الأردني وعواقبه على المنطقة.

صورة 1_1

دبلوماسية حذرة

وركزت الصحف الأميركية على التعامل “الحذر” للعاهل الأردني مع الحكومة الأميركية. ورغم أن الملك عبد الله رفض بوضوح خطة الطرد، إلا أنه لم يدخل في مواجهة مباشرة مع ترامب. وهذا يدل على أن الأردن ملتزم بالحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع واشنطن دون تقديم تنازلات غير مقبولة.

وركزت صحيفة وول ستريت جورنال على أن الملك عبد الله الثاني تعامل بحذر مع مقترح ترامب، مؤكدا رفض بلاده القاطع لأي محاولات لتوطين الفلسطينيين في الأردن.

وذكرت الصحيفة أن الملك الأردني أكد خلال اللقاء أن “الأردن لن يكون بديلا عن فلسطين”، وهو الموقف الذي كرره أكثر من مرة من قبل. وأشارت الصحيفة إلى أن العاهل الأردني حرص على إبقاء قنوات الاتصال مع واشنطن مفتوحة من دون تصعيد مباشر. واعتبرت ذلك بمثابة نهج دبلوماسي مدروس لتجنب أي ضغوط أميركية مستقبلية.

صورة 2_2

وبحسب موقع بوليتيكو، فإن ترامب أراد أن يعرض خلال اللقاء “صفقة إنسانية”، تتضمن قبول عدد محدود من الفلسطينيين في الأردن ومصر كخطوة أولى قبل مناقشة “حل طويل الأمد” للوضع في قطاع غزة. ولكنها أشارت إلى أن الملك عبد الله الثاني رفض هذه الفكرة لأنه يعتقد أن أي تهجير قسري للفلسطينيين من شأنه أن يشكل تهديدا لاستقرار المنطقة. الحل الوحيد المقبول هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967.

وفي الوقت نفسه، أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن دونالد ترامب يبدو راضياً إلى حد ما عن تصريحات الملك عبد الله. وأعرب عن استعداد عمان لاستقبال 2000 طفل مصاب بالسرطان للعلاج في الأردن. وقال الرئيس الأميركي، الذي كان يأمل في الحصول على عرض أكبر، إن المبادرة “لفتة جميلة”، وإن تعليقات الملك الأردني كانت “موسيقى في أذنيه”.

من جهتها، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن موقف العاهل الأردني لم يكن مفاجئا، خاصة أنه حافظ باستمرار على معارضته للاستيطان أو الطرد في السنوات الأخيرة، ويحظى بدعم واسع في الأردن. وأضافت الوكالة أن القصر الملكي الأردني يدرك حساسية الموضوع وأن رد الملك عبد الله الثاني كان مدروسا ومبنيا على مبدأ أن “الأردن لن يشارك في حلول تأتي على حساب الفلسطينيين”.

صورة 3_3

قلق بشأن موقف الأردن

لكن التقارير الإسرائيلية كانت مختلفة. وكان هناك قلق واضح من أن الموقف الأردني قد يعقد تنفيذ الخطط المستقبلية لإعادة رسم خريطة اللاجئين الفلسطينيين. وذكرت تقارير صحفية عبرية أن تل أبيب كانت تأمل بدور أكثر علانية من الأردن في هذه المسألة، لكن الرد الأردني الحازم دفع الصحافة الإسرائيلية إلى الاعتراف بأن الأردن لن يشارك في أي حل يتطلب طرد الفلسطينيين من غزة.

وأكدت صحيفة هآرتس أن معارضة الأردن لطرد الفلسطينيين تشكل عقبة كبيرة أمام أي خطط إسرائيلية وأميركية بشأن غزة بعد الحرب. وأكدت الصحيفة أن “إسرائيل كانت تأمل بدور أكثر مرونة من الأردن في هذا الأمر، إلا أن الموقف الأردني المتصلب يزيد الأمر تعقيداً”. وتعول تل أبيب على دعم بعض الدول الأخرى للحصول على خطط بديلة إذا استمر الرفض الأردني.

صورة 4_4

وسلطت صحيفة تايمز أوف إسرائيل الضوء على تصريحات الملك عبد الله الثاني التي قال فيها إن “فلسطين ملك للفلسطينيين ولن تكون هناك حلول على حساب الأردن”، وقالت إن هذا الموقف يعكس “قلق الأردن المتزايد من أي محاولات لإعادة رسم خريطة اللاجئين الفلسطينيين”. وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن الأردن يخشى من تأثير موجة جديدة من النزوح، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد.

من جهتها، رأت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تراقب الزيارة عن كثب، خاصة وأن واشنطن حاولت إقناع العاهل الأردني بأن قبول عدد من اللاجئين قد يكون خطوة إنسانية وليس سياسية. لكنها أكدت أن رد الأردن كان حازماً، حيث يرفض العاهل الأردني أي دور للأردن في أي اتفاق جديد بشأن قطاع غزة، وأكد أن الحل يجب أن يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وليس في توطين سكان غزة في الدول المجاورة.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة الملك عبد الله إلى واشنطن تكتسب أهمية استراتيجية، ليس بسبب موقف الأردن فحسب، بل بسبب تأثير هذا الموقف على الخطط الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.


شارك