بعد الصحابة والتابعين.. كيف اهتم العلماء ببيان فضل ليلة النصف من شعبان؟
![بعد الصحابة والتابعين.. كيف اهتم العلماء ببيان فضل ليلة النصف من شعبان؟](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67ad17133f86f.webp)
ويعتبر شهر شعبان من الأشهر المباركة في التقويم الهجري. ويقع بين شهر رجب المبارك وشهر رمضان المبارك. وقد وردت فيه أحاديث نبوية شريفة كثيرة، وقد فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام هذا الشهر لأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل.
تعتبر ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة ولها قيمة روحانية كبيرة في نفوس المسلمين في جميع أنحاء العالم لأنها فرصة للتقرب إلى الله بالدعاء وطلب المغفرة والعبادة.
ولكن ماذا قال الصحابة والتابعون في فضل ليلة النصف من شعبان؟ لماذا اهتم العلماء ببيان فضائل ليلة النصف من شعبان؟
أقوال الصحابة في فضل ليلة النصف من شعبان وبحسب ما ذكرته دار الإفتاء المصرية عن فضل ليلة النصف من شعبان، فإن الصحابة كانوا يذكرون فضل ليلة النصف من شعبان كثيراً. ونقلاً عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: يعجبني أن يتجرد الرجل في أربع ليال: ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان، وأول ليلة من رجب، كما ذكره الحافظ ابن الجوزي في التبصرة.
“عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلتا العيدين) رواه عبد الرزاق في “مصنفه”، والبيهقي في “شعب الإيمان”، و”فضائل الأوقات”.
ماذا روى التابعون في فضل ليلة النصف من شعبان؟
“ومما روي عن التابعين وخلفائهم: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطأة عامله على البصرة: عليك بصيام أربع ليال في السنة، فإن الله يكثر فيها من فضله: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة عيد الفطر، وليلة عيد الأضحى” كما ذكره العلامة قوام السنة في “الترغيب والترهيب”، والحافظ ابن الجوزي في “التبصرة”.
قال خالد بن معدان: في السنة خمس ليال. من حافظ على ليالي رجب محتسبا ثوابها مؤمنا بوعدها أدخله الله الجنة: أول ليلة من رجب يقوم ليلها ويصوم نهارها. ليلة النصف من شعبان، يقوم فيها الليل ويصوم النهار؛ ليلة عيد الفطر، التي يقوم فيها ليلها ويصوم نهارها؛ “وليلة الأضحى حين يقوم ليله، ويصوم نهاره، وفي ليلة عاشوراء حين يقوم ليله ويصوم نهاره”، كما ذكره أبو بكر الخلال في “فضائل شهر رجب”.
“عن عطاء بن يسار قال: ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من تلك ـ يعني ليلة النصف من شعبان ـ ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيغفر إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم” ذكره العلامة اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة.
– اهتمام العلماء ببيان فضائل ليلة النصف من شعبان
وبحسب دار الإفتاء، فقد اهتم العلماء بهذه الليلة المباركة. ولقيمتها ازداد اهتمامهم بها حتى خصصوا لها أبواباً من الأحاديث والرسائل، لقيمتها وإحيائها وبيان خصائصها، منها: «الليلة النصف من شعبان وقدرها» للحافظ ابن الدبيثي صاحب «تاريخ بغداد»، و«التوضيح والبيان لما يكون في ليالي الرغائب والنصف من شعبان» للإمام ابن حجر الهيتمي.
“ومن ذلك: “التبيان في بيان ما في النصف من شعبان” للملا علي القاري، و”فضائل ليلة النصف من شهر شعبان” للعلامة سالم السنهوري، و”رسالة في فضائل ليلة النصف من شهر شعبان” للعلامة محمد حسنين مخلوف، و”الحديث الحسن في ليلة النصف من شهر شعبان” للعلامة عبد الله بن الصديق الغماري، و”ليلة النصف من شهر شعبان في ميزان العدالة العلمية” للإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم وغيرهم.”
لقد اختار الله تعالى ليلة النصف من شهر شعبان واليوم الأوسط منه وفضلهما على سائر الأيام والليالي. وحث الناس على إحياء هذه المناسبات واغتنام فرصتها بالقيام بالليل والصيام بالنهار. سعياً لنيل فضيلته، ونيل مكافأته، وتجربة الخير والبركات التي تأتي معه.
وقد ثبت ذلك بنصوص القرآن الكريم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم قديماً وحديثاً، ويجري العمل به إلى يومنا هذا.