أبو الغيط: تهجير الفلسطينيين من غزة يمس مباشرة أسس وقواعد القانون الدولي

منذ 3 ساعات
أبو الغيط: تهجير الفلسطينيين من غزة يمس مباشرة أسس وقواعد القانون الدولي

انطلقت اليوم أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية في دورته (115) على المستوى الوزاري بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وعبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة والسفير الدكتور أحمد بن حسن الحمادي رئيس مجلس إدارة الجامعة. أطلقت المشروع الدكتورة هيفاء أبو غزالة، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس القطاع الاجتماعي.

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن اجتماع اليوم يأتي في ظل تطورات متسارعة ومتلاحقة لم تتوقف في المنطقة العربية، مشيراً إلى أنه مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ والذي طال انتظاره قرابة عام ونصف العام، استأنف الاحتلال الإسرائيلي مخططاته التوسعية في الضفة الغربية وأعاد تموضع معداته العسكرية واستمر في ارتكاب جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني بأكمله، وظهرت من جديد أصوات إسرائيلية وأميركية سلبية تدعو إلى طرد الفلسطينيين أصحاب الأرض وترحيلهم من ديارهم.

وفي كلمته، أكد أبو الغيط على الموقف الثابت للجامعة العربية باعتبارها منظمة جامعة لكل الدول العربية. وترفض بشكل كامل ومطلق كل المحاولات الرامية إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم تحت أي ذريعة. ويرى أن هذا يؤثر بشكل مباشر على أسس وقواعد القانون الدولي التي يقوم عليها التنظيم الدولي اليوم.

وأكد أن هذه القضية تمثل ظلماً صارخاً لحقوق الشعب الفلسطيني، وتهديداً مباشراً بتصفية القضية الفلسطينية، القضية المركزية للعرب، وأنا أتحدث هنا عن الشعوب والحكومات على حد سواء.

وقال أبو الغيط إن غزة ليست للبيع. وبالنسبة للفلسطينيين والدول العربية فهي جزء من أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية ضمن حدود عام 1967، جنباً إلى جنب مع الضفة الغربية دون فصل بين الاثنتين، وفي إطار حل الدولتين الذي اتفق عليه العرب.

ودعا أبو الغيط المجلس إلى اعتماد خطط إغاثة عاجلة لإنقاذ الأشقاء الفلسطينيين الذين يعانون من الإجرام الإسرائيلي، ووضع ضوابط محددة لمراقبة تنفيذ هذه الخطط بشكل متكامل، وتنسيق المساعدات العربية المقدمة لهم بهذا الخصوص.

وتمت الإشارة بشكل خاص إلى خطة الطوارئ التي أعدتها دولة فلسطين للتعامل مع آثار العدوان الإسرائيلي. وأخذت قمة البحرين علماً بهذه الخطة، ودعت إلى تمويلها وتنفيذها بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

من جانبه، قال عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن هذا الاجتماع يأتي في وقت استثنائي وظروف صعبة تمر بها منطقتنا العربية، مع تحديات كبرى وأزمات مستمرة، مصحوبة بظروف اقتصادية واجتماعية متغيرة، ولها تداعيات قوية على مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وهذا يتطلب، أكثر من أي وقت مضى، تعزيز التعاون المشترك والتضامن والتلاحم من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمساعدتنا على التغلب على هذه التحديات.

وأضاف في كلمته أن التركيز على بعض مجالات التعاون التي لها أثر إيجابي وملموس وتعزيز دورها وتعظيم الاستفادة منها سيساعد في النهوض بمنظومة العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن دولة الإمارات كان لها شرف رئاسة الاجتماع الأخير للمجلس. وتم اتخاذ العديد من المبادرات الهامة التي تؤكد الالتزام بدعم النهج العربي المشترك. ومن الجدير بالذكر “مبادرة تطوير قدرات المنظمات العربية المتخصصة”.

وقال: “نظراً لتركيز هذه الجلسة على منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والتطورات في الاتحاد الجمركي، فإننا نؤكد التزام دولة الإمارات الكامل بتنفيذ أحكام الاتفاقية لتسهيل وتنمية التجارة بين الدول العربية”.

وشدد على أهمية اتخاذ المبادرة لتطوير هذه الاتفاقية بشكل أكبر بما يتوافق مع التطورات والتحديات الاقتصادية الراهنة. دخلت اتفاقية تسهيل وتنمية التجارة بين الدول العربية حيز التنفيذ في عام 1986، وفي عام 2005 انبثقت عنها منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. ويعتبر من أهم الإنجازات على طريق العمل الاقتصادي العربي المشترك ولذلك فإن من الأهمية بمكان الحفاظ عليه ودعمه.

من جانبه، قال يوسف عبدالله الحمود وزير الدولة بوزارة المالية والشؤون الاقتصادية في البحرين، إن البحرين ومن خلال رئاستها للقمة العربية وبناء على توجيهات الملك حمد، تؤكد على الأهمية الاستراتيجية لتوحيد الجهود العربية وضرورة تهيئة الظروف لبناء الشراكات والعمل نحو التنمية الشاملة بالشكل الذي يلبي مطالب الشعوب العربية.

وأضاف أنه في ظل الوضع الحالي فإن للشعب الفلسطيني الحق في رفض التهجير القسري، وبالتالي فإن الحل الوحيد للوضع هو إقامة الدولة الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية.


شارك