وزير الاقتصاد الفلسطيني: لدينا خطة طموحة للإغاثة وإعادة الإعمار في قطاع غزة

منذ 4 ساعات
وزير الاقتصاد الفلسطيني: لدينا خطة طموحة للإغاثة وإعادة الإعمار في قطاع غزة

قال وزير الاقتصاد الفلسطيني محمد العمور، اليوم، إن قطاع غزة تعرض لحرب عدوانية مريرة خلفت دماراً هائلاً في كافة مجالات الحياة.

وأشار الوزير إلى أن عدد الشهداء بلغ أكثر من 50 ألف شهيد وأكثر من 120 ألف جريح. وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال هناك ما يقرب من 10 آلاف شخص تحت الأنقاض، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال إن الإحصائيات الأولية تشير إلى أن الاحتلال دمر أكثر من 213 مبنى حكوميا بشكل كامل، واستهدف المؤسسات التعليمية بشكل ممنهج. على سبيل المثال، تم تدمير 135 مدرسة وجامعة بشكل كامل و353 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، مما أدى إلى فقدان أكثر من 785 ألف طالب لحقهم في التعليم. كما أدى العدوان إلى استشهاد 12 ألفاً و780 طالباً وطالبة و756 معلماً وموظفاً تربوياً.

وأشار خلال كلمته في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته (115) فيما يتعلق بالقطاع الصحي إلى تدمير 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً واستهداف 136 سيارة إسعاف، فضلاً عن استشهاد واعتقال العشرات من الأطباء والممرضين والمسعفين والعاملين في القطاع الصحي، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية بشكل كبير.

وأعلن أن نسبة الدمار في القطاع الصناعي بلغت نحو 60 إلى 70 بالمئة. تم تدمير أكثر من 300 مصنع بشكل كامل وتضرر حوالي 700 مصنع بشكل جزئي. وتقدر الأضرار بأكثر من 500 مليون دولار.

وأضاف الوزير أن القطاع الخاص تضرر بشدة أيضا، حيث دمرت آلاف المؤسسات التجارية كليا أو جزئيا، ما أسفر عن خسائر مالية تقدر بنحو 300 مليون دولار.

وأشار أيضاً إلى أن القطاع الزراعي تكبد خسائر كارثية. ودمرت أكثر من 17 ألف دونم من الأراضي الزراعية، وتضرر أكثر من 2000 بيت زجاجي. وبالإضافة إلى ذلك، نفق أكثر من 50 ألف رأس من الماشية، مما أسفر عن خسائر تجاوزت 200 مليون دولار.

وأوضح أن العدوان امتد إلى الضفة الغربية، حيث توغل جيش الاحتلال ويواصل اجتياح مدن وقرى ومخيمات الضفة، خاصة في الشمال. إنهم يقتلون ويعتقلون العشرات من الناس ويدمرون الطرق ويدمرون البنية التحتية بشكل منهجي. كما تعمل سلطات الاحتلال على قطع التواصل بين المدن والتجمعات الفلسطينية في مختلف المحافظات عبر الحواجز العسكرية وإغلاق الطرق وإقامة بوابات حديدية. هناك أكثر من 900 نقطة تفتيش عسكرية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد الوزير الفلسطيني وجود تدهور واسع النطاق في مختلف القطاعات الاقتصادية نتيجة عدوان قوات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية. وهناك، من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الفلسطيني بنسبة 28% في عام 2024، مقارنة بانخفاض قدره 5.4% في عام 2023، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل البطالة إلى 51% في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإلى أكثر من 80% في قطاع غزة المدمر.

وأضاف أن نسبة الفقر في غزة وصلت خلال الحرب إلى 100%، فيما يعاني مئات الآلاف من سكان غزة من الجوع وانعدام سبل العيش. كما أدت هذه الأزمة إلى ارتفاع حاد في مستوى الأسعار في قطاع غزة بنسبة تزيد عن 227% في عام 2024، يرافقه ارتفاع في أسعار المستهلك في الضفة الغربية بنحو 3%.

وأشار إلى أن القدرة الشرائية للمستهلك الفلسطيني ستنخفض بنسبة 33% عام 2024، بنسبة 70% في قطاع غزة، و3% في الضفة الغربية.

وعلى صعيد المالية العامة، أكد الوزير أن الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية والحكومة تفاقمت، خاصة بسبب قرصنة إسرائيل لإيرادات المقاصة واحتجاز نحو 60% من قيمة إيرادات المقاصة الشهرية. وأشار إلى أن إيرادات المقاصة تشكل العمود الفقري لإيرادات الحكومة الفلسطينية وتبلغ نسبتها نحو (68%) من الإيرادات الحكومية. ويبلغ حجم الأموال الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل منذ العام 2019 نحو (2.5) مليار دولار، فيما يبلغ حجم ديون والتزامات السلطة الفلسطينية تجاه البنوك والموردين والموظفين والصناديق المختلفة نحو (12) مليار دولار.

وأكد الوزير أن غزة لن تُدمر، وفلسطين لن ترفع الراية البيضاء، والشعب الفلسطيني لن يُهزم وقادر على النهوض من جديد.

وأشار إلى خطة الحكومة الفلسطينية الشاملة للإنعاش والإعمار وإعادة الإعمار، والتي تغطي قطاعات رئيسية مثل التعليم والصحة والزراعة والإسكان والبنية التحتية، كما توفر الدعم المالي اللازم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال الحوافز الاستثمارية التي من شأنها تنشيط الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة.

وأشاد الوزير بدور مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني على موقفهما الثابت والراسخ في رفض أي شكل من أشكال التهجير. كما ثمن دور المملكة العربية السعودية وموقفها العربي والأصيل في دعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة. كما شكر كافة الأشقاء العرب على كل ما قدموه لدعم الشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية.

وأكد أن الحكومة الفلسطينية اعتمدت خطة طموحة للإغاثة الطارئة والإنعاش وإعادة الإعمار، والتي ستركز بعد موافقة الرئيس محمود عباس عليها على معالجة الاحتياجات العاجلة وإعادة بناء المرافق الأساسية وتعزيز القدرة على الصمود الاقتصادي والاجتماعي.


شارك