توزيع الأرباح أم السعي للتوسع .. ما الأفضل للمساهمين الشركات المدرجة بالبورصة؟
![توزيع الأرباح أم السعي للتوسع .. ما الأفضل للمساهمين الشركات المدرجة بالبورصة؟](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67ae1d959b9c9.webp)
ويرى محللون في البورصة تحدثوا إلى ايجي برس، أن سعي الشركات المدرجة لتوزيع أرباحها نقداً على مساهميها يصب في مصلحتها وليس الاستثمار في التوسع. ويوضحون أن أكثر من 50% من الشركات التي تحتفظ بالأرباح لضخها في استثمارات توسعية لا تنفذ هذه الخطط لتأجيل الأرباح من أجل استثمارها في أشياء أخرى، مثل سداد الالتزامات أو الديون التي قد لا يتم الإفصاح عنها.
يجب على بعض الشركات الاحتفاظ بالأرباح التي تختلف باختلاف عوامل مختلفة، بما في ذلك سداد الديون أو الخسائر، لأن الشركة لا تستطيع توزيع الأرباح على المساهمين حتى تسدد الخسائر أو الديون القائمة. وتحتاج الشركات الأخرى إلى الاحتفاظ بالأرباح لزيادة رأس مالها وتعزيز قاعدتها الرأسمالية والقيام بالتوسعات.
قال سعيد الفكي العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، إن أفضل شيء لمساهمي الشركات المدرجة بالبورصة هو العائد السنوي على أسهمهم، خاصة عندما يستثمرون في شركات ذات تصنيف ائتماني مرتفع مثل «السويدي إليكتريك، والبنك التجاري الدولي»، وغيرها من الشركات المدرجة في مؤشر إيجي إكس 30 الرئيسي.
وأوضح أن مساهمي الشركة كانوا يتوقعون هذه الأرباح السنوية كعائد خال من المخاطر على استثماراتهم في الشركة، “وكأنهم وضعوا أموالهم وديعة في البنك”، مضيفاً أن العائد السنوي قد يصل إلى 10% أو أكثر، وذلك حسب أداء الأعمال وربحية كل شركة.
وأضاف الفقيه أن الشركات تستطيع توزيع الأرباح من خلال توزيعات نقدية (كوبونات) أو إصدار أسهم مجانية. وأوضح: «إذا كان أحد المساهمين يملك أسهم في شركة مثل فوري، فإنه يستطيع الحصول على سهم مجاني مقابل كل عشرة أسهم يملكها». وهذا يعني زيادة في عدد الأسهم وبالتالي في قيمتها الإجمالية أيضًا.
وأوضح أن هناك عدداً كبيراً من الشركات تحتفظ بالأرباح وتؤجل التوزيعات لوضعها في استثمارات وتوسعات مستقبلية، وهذا الأمر يتم الموافقة عليه من قبل مجلس الإدارة. وأوضح أن هناك شركات تتخذ مثل هذه القرارات بما يتوافق مع مصالحها الشخصية، والتي تتعارض في كثير من الأحيان مع مصالح المساهمين الذين يتطلعون إلى توزيعات منتظمة.
وأضاف أنه إذا رأى المساهمون أن قرار مجلس الإدارة لا يتوافق مع مصالحهم، فيجب مناقشة الأمر في الجمعية العامة السنوية للشركة، حيث يعتمد الأمر في النهاية على طبيعة الشركة. وقال: “بعض الشركات العائلية قد تتخذ قرارات مختلفة عن الشركات العامة لأنها تديرها مجموعة من الأفراد وليس شخص واحد”.
قال رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية ياسر عمارة إن قرار توزيع الأرباح أو الاحتفاظ بها هو أمر يتخذ ويوافق عليه مجلس إدارة الشركات وفقاً للتبريرات المقدمة لمجلس إدارة الشركات، موضحاً أن 50% من الشركات التي تعلن عن خطط توسعية مع الاحتفاظ بالأرباح لا تطبق الإجراءات المعتمدة.
وأضاف أن هيئة تنظيم البورصة يجب أن تعالج هذه القضية لحماية حقوق المساهمين، مشيرا إلى أن بعض الشركات تلجأ إلى الاحتفاظ بالأرباح. نظرًا لعدم وجود تدفق نقدي كافٍ، يتم الاحتفاظ بالأرباح لاستخدامها كرأس مال عامل أو أصول.
وأضاف أن بعض الشركات قد تعتمد أيضاً على الأرباح المحتجزة لسداد التزاماتها أو ديونها – وقد لا يتم الإفصاح عن ذلك – ولم يتم ذكر التغييرات التي طرأت على الأرباح المحتجزة. وأكد أن الأرباح المحتجزة ترتبط بالدرجة الأولى بقدرة الشركة على التوزيع وفقاً للسيولة المتوفرة.
وأكد أنه لتحديد الاستخدام السليم للأرباح المحتجزة، من الضروري مقارنة إجمالي الميزانية العمومية للشركة للسنة الحالية مع السنة السابقة، وأوضح أنه عند النظر إلى بنود الأصول والتوسع يجب أن يكون هناك تغيرات في الأرقام؛ وأكد أن جزءاً من الأرباح تم تخصيصه بالفعل لهذه التوسعات، وأوضح بشكل أكثر تفصيلاً أن قيمة الأرباح المحتجزة المخصصة تبقى كما هي في الميزانية العمومية الجديدة، لكن تأكيد استخدامها يظهر في التدفقات النقدية والأصول.