مفتي الجمهورية يؤكد تأييده التام للرؤية المصرية بشأن إعادة إعمار غزة

منذ 5 أيام
مفتي الجمهورية يؤكد تأييده التام للرؤية المصرية بشأن إعادة إعمار غزة

دكتور. استنكر سماحة الشيخ نذير محمد عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، التصريحات الاستفزازية وغير المسؤولة التي تتجاوز كل الأعراف الدولية والمواثيق الأخلاقية والإنسانية وتسعى إلى فرض واقع زائف على حساب الحقوق الثابتة. وهم بذلك يتجاهلون حقائق التاريخ ومقتضيات العدالة، ويحاولون عبثاً تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك ديارهم، وكأن مصير الشعوب أصبح يتحدد بقرارات أحادية الجانب أو تنقلب عليه تصورات واهية.

وأكد أن هذه المحاولات البائسة، مهما استندت إلى موازين قوة مؤقتة، لن يكون لها سوى صدى خافت أمام الحقائق الثابتة. إن حق العودة ليس ورقة يمكن تقديمها في أسواق التفاوض، ولا هو نقطة يمكن إلغاؤها بتغيير المعادلات. بل هو جزء أصيل من ذاكرة الأمة، محفوظ في ضميرها ومختوم بدماء الفلسطينيين الذين رفضوا أن يتم محو هويتهم أو اغتصاب أرضهم. والذين يعتقدون أنهم يستطيعون محو هذا الحق بفرض المشاريع يعتمدون على وهم زائل، فالتاريخ لا يكتب بإرادة عابرة، وحقائقه لا تفرضها سلطة القوة وحدها.

وحذر مفتي الجمهورية من العواقب الوخيمة لهذه المحاولات الظالمة، مؤكدا أن التدخل في مصائر الشعوب وتجاهل حقوق الفلسطينيين لن يجلب إلا المزيد من الفوضى والاضطرابات في المنطقة، وأن أي حل يفرض بالقوة لن يكون إلا بذور صراع أكثر خطورة. ويشهد التاريخ أن القضايا العادلة لا تموت وأن إرادة الشعوب أقوى من محاولات المحو والتعتيم وأن أية محاولة للالتفاف على الحقوق الفلسطينية أو فرض تسويات تتجاهل عدالتها التاريخية ما هي إلا تلاعب صارخ بميزان العدالة وانحراف صارخ عن طريق الحقيقة.

وأضاف في بيان: “إن من يعتقد أنه يستطيع فرض واقع يتناقض مع التاريخ والجغرافيا والشرعية الدولية يخاطر بإشعال حرائق لن تنطفئ أبدا”. لأن العدالة عندما تُعارض لا تضعف، بل تستمر جمرتها في الاشتعال، وتنتقل من جيل إلى جيل حتى يتحقق النصر. “إن الشعوب التي تعلمت الصمود في وجه أقسى التجارب لن تستسلم لمحاولات التزوير، ولن تقبل أن تتحول قضيتها العادلة إلى ورقة تفاوضية تلعب وفق أهواء المحتلين”.

وجدد مفتي الجمهورية دعمه الكامل للرؤية المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة. ويرتكز هذا على اعتبار إعادة الإعمار حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، ويضمن في الوقت نفسه الحق الدائم للشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه. ويرفض كل المحاولات لفرض واقع يتعارض مع حقوقه المشروعة.

وأكد أن إعادة إعمار قطاع غزة لا يجب أن تكون مشروطة أو مرتبطة بخطط تهدف إلى طرد الفلسطينيين أو تقويض وجودهم على أرضهم. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح يطالب القوة المحتلة بوقف اعتداءاتها ويضمن حق الفلسطينيين في بناء وطنهم وإقامة دولتهم المستقلة دون تهديد وجودهم أو محاولة فرض حلول غير عادلة عليهم.

ودعا أيضاً العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي وكل أحرار العالم إلى دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بكل قوة ورفض كل المساعي الرامية إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم وإفشال قضيتهم العادلة على حساب الأطراف الأخرى، والعمل بكل الوسائل الممكنة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.


شارك