كيف يمكن إحياء ليلة النصف من شعبان المباركة؟.. الإفتاء تجيب
![كيف يمكن إحياء ليلة النصف من شعبان المباركة؟.. الإفتاء تجيب](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67ae73d44fdb8.webp)
ويعتبر شهر شعبان من الأشهر المباركة في التقويم الهجري. ويقع بين شهر رجب المبارك وشهر رمضان المبارك. وقد وردت فيه أحاديث نبوية شريفة كثيرة، وقد فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام هذا الشهر لأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل.
ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي لها قيمة روحية عظيمة في نفوس المسلمين في كافة أنحاء العالم. إنها فرصة للتقرب إلى الله بالدعاء وطلب المغفرة والعبادة.
لقد اختار الله تعالى ليلة النصف من شهر شعبان واليوم الأوسط منه وفضلهما على سائر الأيام والليالي. وحث الناس على إحياء هذه الفرص واغتنامها. بالصلاة في الليل، والصيام في النهار؛ سعياً لنيل فضيلته، ونيل مكافأته، وتجربة الخير والبركات التي تأتي معه.
ولكن كيف نحيي ليل نصف شعبان؟ ماذا ينبغي للمسلم أن يفعل لإحياء هذه الليلة المباركة؟
وأجابت دار الإفتاء المصرية على هذا التساؤل بأن السنة النبوية المطهرة تحث على إحياء ليلة النصف من شعبان.
عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا كان الليل من النصف من شعبان فأقيموا الليل وصوموا النهار». ففيها ينزل الله إلى السماء الدنيا حين تغرب الشمس فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل لا يوجد من يبحث عن لقمة العيش فأستطيع أن أوفر له احتياجاته؟ هل يوجد أحد مريض أستطيع أن أشفيه؟ أليس كذلك؟ أليس كذلك؟ «حتى يطلع الفجر» رواه ابن ماجه في سننه.
وفي هذه النقطة تكررت أقوال علماء الأمة؛ قال شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في تفسيره: [إن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة، وليلة الجمعة يكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر يكفر ذنوب الدهر كله] انتهى. ونقله الزبيدي في «إتحاف السادات المتقين».
قال العلامة ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق: ومن المستحبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليالي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما في الحديث، وذكرها تفصيلاً في الترغيب والترهيب، والمراد بإحياء الليل القيام. مظهره شامل، لكن من الممكن أن يعني معظمه.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في “لطائف المعارف”: [وفي نصف شعبان من الليل خرج أتباع أهل الشام؛ كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونه ويجتهدون في عبادته، ومنهم أخذ الناس فضله وتعظيمه.
ثم قال: وقد اختلف بين علماء الشام في كيفية إحياءه. أحدها: أنه يستحب إحياؤه في مجالس المساجد؛ ولبس خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما أحسن ثيابهم، وتطيبوا، وكحلوا، وقاموا في المسجد تلك الليلة. ووافقهم إسحاق بن راهويه، وقال في القيام في المسجد جماعة: (ليس ببدعة). رواه عنه حرب الكرماني في مسائله.
ثانياً: يحرم الاجتماع في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولكن لا يحرم على الرجل أن يصلي هناك لنفسه. وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعلمائهم. وهذا أقرب شيء إليه إن شاء الله.
والحاصل عند العلماء أنه وإن كان من المستحب إحياء هذه الليلة إلا أنه ليس هناك طريقة معينة لإحيائها. فإن النصوص الخاصة بإحياءه مطلقة، لا تقتصر على دعاء دون دعاء، ولا على حال دون حال، ولا على وقت دون وقت. فلا يجوز تقييده والاقتصار عليه في بعض الأدعية دون بعض، أو بعض الأحوال دون بعض، أو بعض الأوقات دون بعض، إلا بدليل خاص.
“والقاعدة المقررة في علم أصول الفقه: أن المطلق يكون مطلقاً حتى يأتي ما يقيده، قال الإمام الزركشي في “البحر المحيط”: [إذا كان الكلام مطلقاً بلا قيد فهو مطلق] انتهى. إلا أنه يحيينا بأنواع من العبادة يجد فيها الإنسان راحة قلبية وطمأنينة نفسية.