رئيس قبرص: الرئيس السيسي قاد جهودا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد بقطاع غزة

منذ 6 أيام
رئيس قبرص: الرئيس السيسي قاد جهودا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد بقطاع غزة

– العلاقات بين مصر وقبرص لها أهمية استراتيجية.

– مصر تشكل ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط، ولعبت دوراً حاسماً في حل النزاعات الإقليمية.

– التوقيع المرتقب على اتفاقية حقل كرونوس يعزز دورنا في ضمان أمن الطاقة الإقليمي.

بفضل موقعها الاستراتيجي واقتصادها المتنامي وخطط التنمية، تعد مصر شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا للاتحاد الأوروبي.

 

 

وأكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بذل جهودا دبلوماسية كبيرة لوقف القصف واحتواء التصعيد في قطاع غزة.

وأكد خريستودوليديس في مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط خلال زيارته لمصر، أن قبرص تدعم بقوة هذه الجهود وتعمل على تحسين التنسيق مع مصر لمنع المزيد من التوترات والعمل على التوصل إلى حلول سياسية.

وفيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وقبرص وآفاق التعاون بين البلدين في الفترة المقبلة، وخاصة في قطاعي الطاقة والغاز، وصف الرئيس القبرصي العلاقات بين البلدين بأنها “ذات أهمية استراتيجية” وتستند إلى قاعدة متينة من القيم المشتركة والاحترام المتبادل والتعاون المكثف في عدة قطاعات.

وأضاف أن هذه العلاقات تعززت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما يعكس التزام البلدين بتعزيز الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وخارجها.

وأوضح أن قيادة مصر بقيادة الرئيس السيسي عززت هذه الشراكة الاستراتيجية، حيث أدت مناقشاتنا المتكررة ورؤيتنا المشتركة للاستقرار الإقليمي إلى تعميق الثقة المتبادلة ووضع الأساس لمزيد من التعاون.

وقال خريستودوليديس إنه زار مصر أربع مرات خلال العام الماضي وأن مصر كانت الدولة الأولى التي زارها بعد اليونان عقب انتخابه رئيسا للبلاد في عام 2023. وهذا يوضح مدى أهمية هذه العلاقات بالنسبة لقبرص وحكومتها. وأشار إلى أن شراكتنا المتقدمة تأكدت خلال القمة الحكومية الثانية بين قبرص ومصر مؤخرا، والتي تم خلالها توقيع اتفاقيات مهمة في مجالات التعليم العالي والتكنولوجيا وإدارة المياه والسلامة النووية.

وأشار إلى أن التعاون بين مصر وقبرص في قطاع الطاقة وصل إلى آفاق جديدة، خاصة مع التوقيع المرتقب على اتفاق نقل الغاز الطبيعي من حقل كرونوس القبرصي إلى البنية التحتية في مصر، وهو ما يعزز دورنا في ضمان أمن الطاقة الإقليمي.

وقال إن مذكرة التفاهم الموقعة في يونيو 2024 لتسهيل توظيف العمالة المصرية في قبرص تؤكد التزامنا بالتنقل المنظم للعمالة والتعاون الاقتصادي من أجل المنفعة المتبادلة.

وفيما يتعلق بآفاق التعاون بين مصر وقبرص، قال نيكوس خريستودوليديس: “سنواصل العمل معًا بشكل وثيق لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية، وتعزيز التعاون الأمني، واستكشاف فرص جديدة للنمو المتبادل وضمان بقاء هذه الشراكة حجر الزاوية للاستقرار في منطقتنا”.

وفيما يتعلق بتقييمه للجهود المصرية الجارية وجهود الرئيس السيسي لتحقيق الهدوء والسلام والاستقرار وتجنب تصعيد الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بغزة، فضلاً عن التنسيق بين البلدين لدفع المسار السياسي القائم على حل الدولتين، أكد الرئيس القبرصي أن مصر كانت منذ فترة طويلة ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط وتلعب دوراً حاسماً في حل النزاعات والدبلوماسية الإقليمية كقوة استقرار في أوقات الأزمات. إن قيادة الرئيس السيسي في التوسط للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وخاصة في غزة، تحظى باعتراف واسع النطاق. وأكد أن قبرص تدعم بقوة هذه الجهود وتظل ملتزمة بتعميق التنسيق مع مصر لمنع المزيد من التصعيد وتعزيز الحل السياسي المستدام.

وفيما يتعلق بالوضع في غزة، قال خريستودوليديس إن الوضع الإنساني في غزة لا يزال يشكل مصدر قلق كبير وأن قبرص ستواصل القيام بدورها للتخفيف من هذه الأزمة.

وأكد الرئيس القبرصي أن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى جانب إسرائيل هو الإطار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام الدائم. وأكد أن دور مصر في تعزيز الحوار السياسي وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية الإضافية أمر بالغ الأهمية لضمان الاستقرار الإقليمي وأن قبرص تدعم هذه المبادرات بشكل كامل.

من ناحية أخرى، قال الرئيس القبرصي إن تعاون بلاده مع مصر يمتد أيضًا إلى التحديات الأمنية الإقليمية الأوسع، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والهجرة والتعاون الاقتصادي.

وأضاف أننا نعمل معًا من خلال الشراكات الثلاثية والمنتديات متعددة الأطراف والمشاركة الثنائية المباشرة لتعزيز الاستقرار والتنمية في شرق البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، وتابع: “تظل جهودنا المشتركة تركز على تعزيز الحوار والسلام، فضلاً عن دعم الاستراتيجيات طويلة الأجل لضمان مستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة بأكملها”.

وفيما يتعلق بعلاقات مصر مع الاتحاد الأوروبي، أكد خريستودوليديس أن قبرص، باعتبارها الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى المنطقة ومصر، كانت دائما داعما قويا لمزيد من تعميق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، خاصة وأن مصر لاعب رئيسي من حيث الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي والتعاون الأمني.

وأشار إلى أنه في مارس 2024 في القاهرة، شارك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الآخرين، في حفل التوقيع على ترقية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر إلى شراكة استراتيجية شاملة. وقال إن هذا النجاح يعكس الاعتراف الأوسع بأهمية مصر المتزايدة كشريك في معالجة التحديات والفرص المشتركة في مختلف القطاعات.

وأكد الرئيس القبرصي أن التجارة والاستثمار يشكلان جوهر هذه العلاقات، مشيرا إلى أن مصر شريك اقتصادي مهم للاتحاد الأوروبي نظرا لموقعها الاستراتيجي واقتصادها المتنامي وخططها التنموية الطموحة. وقال إن قبرص تدعم بقوة المبادرات الرامية إلى تعزيز التجارة والاستثمار في البنية التحتية والتعاون الصناعي.

واعتبر نيكوس خريستودوليديس أن الطاقة من أكثر المجالات الواعدة للتعاون، خاصة في مشاريع مثل ربط شبكة الكهرباء المصرية بأوروبا عبر قبرص واليونان، حيث من شأن هذه المبادرة تحسين أمن الطاقة واستدامتها مع جعل مصر مركزا رئيسيا للطاقة.

وقال إن التعاون بين الجانبين يشمل مجالات رئيسية مثل إدارة الهجرة ومكافحة الإرهاب والتحول الرقمي. وأشار إلى الدور المهم الذي تلعبه مصر في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وخاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، وقال إن المشاركة الفاعلة لمصر في المبادرات الدبلوماسية عززت مكانتها العالمية.

وأكد الرئيس القبرصي أن بلاده تظل ملتزمة بتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر وترغب في ضمان استمرار هذه الشراكة في العمل كقوة دافعة للاستقرار والازدهار والتعاون الإقليمي في السنوات القادمة.


شارك