شركة إتش سي تتوقع تثبيت البنك المركزي المصري سعر الفائدة في اجتماعه المقبل

وتتوقع إدارة البحوث المالية بشركة إتش سي للأوراق المالية والاستثمار، أن تبقي لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري على أسعار الفائدة دون تغيير، وتؤجل قرار خفض الأسعار إلى اجتماعها المقبل يوم الخميس 20 فبراير/شباط، وذلك من أجل إبقاء الاستثمارات في سندات الخزانة جذابة.
وأرجعت الوزارة أسباب ذلك إلى تطور الوضع الاقتصادي الكلي في مصر، والوضع الخارجي للاقتصاد، فضلا عن التوترات الجيوسياسية الأخيرة وتأثيرها المحتمل على معدلات استرداد الإيرادات من قناة السويس. وتمثل هذه العوامل عوامل ضغط يمكن أن تؤثر على تدفقات النقد الأجنبي إلى مصر، مع الأخذ في الاعتبار مستوى الرسوم الخارجية التي يتعين الوفاء بها، فضلاً عن فاتورة استيراد المنتجات البترولية.
قالت هبة منير، محلل الاقتصاد الكلي بشركة إتش سي، إن المركز الخارجي لمصر شهد بعض التراجعات، منها تحول ميزان المدفوعات الكلي إلى عجز بقيمة 991 مليون دولار في الربع الأول من 2024/2025 مقارنة بفائض بلغ 229 مليون دولار في العام الماضي، وانخفاض صافي أصول القطاع المصرفي المصري بالعملة الأجنبية بنحو 12% على أساس شهري إلى 5.23 مليار دولار في ديسمبر، بسبب توسع صافي التزامات البنوك بعد استبعاد أرقام البنك المركزي بنحو 10% على أساس شهري للشهر الخامس على التوالي إلى 6.42 مليار دولار، وارتفاع الدين الخارجي بنحو 1.52% على أساس ربع سنوي إلى 155 مليار دولار في الربع الأول من 2024/2025.
وعلى الجانب الإيجابي، ارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي الصافية بمقدار 156 مليون دولار على أساس شهري إلى 47.3 مليار دولار في يناير 2025 من 47.1 مليار دولار في ديسمبر 2024، في حين ارتفعت الودائع غير المدرجة في الاحتياطيات الرسمية بمقدار 222 مليون دولار على أساس شهري إلى 10.17 مليار دولار في يناير. وانخفض مؤشر مقايضة الائتمان الافتراضية لمدة عام في مصر من 379 نقطة أساس في ديسمبر 2024 إلى 332 نقطة أساس في يناير 2025، وتحسن مؤشر مديري المشتريات بفضل تحسن الاقتصاد غير النفطي في مصر في وقت سابق من هذا العام، متجاوزًا علامة 50 نقطة ليصل إلى 50.7 في يناير.
وأوضحت أن التضخم في يناير 2025 جاء أعلى من توقعاتنا عند 22.8% وأعلى من متوسط توقعات رويترز البالغ 23.0%، مشيرة إلى أن متوسط أسعار الفائدة على أذون الخزانة قصيرة الأجل، وخاصة السندات لأجل ثلاثة أشهر، أظهرت بعض الارتفاع، حيث ارتفعت 59 نقطة أساس منذ يناير، لتصل إلى 27.5% مقارنة مع 26.9% في إصدارها الأخير.
يُذكر أن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري أبقت في اجتماعها يوم 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي على أسعار العائد لليلة واحدة والإقراض دون تغيير عند 27.25% و28.25% على الترتيب، وذلك للاجتماع السادس على التوالي، بعد رفع سعر الفائدة بواقع 600 نقطة أساس في مارس/آذار 2024. وبذلك يصل إجمالي زيادة أسعار الفائدة منذ أن بدأت اللجنة تشديد السياسة النقدية في عام 2022 إلى 1900 نقطة أساس.
وبحسب البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تباطأ معدل التضخم السنوي في مصر إلى 24.0% في يناير 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مقابل 24.1% في ديسمبر 2024، فيما ارتفعت الأسعار الشهرية بنسبة 1.5% في يناير مقارنة بالشهر السابق، مقابل زيادة طفيفة بلغت 0.2% في ديسمبر.
وعلى الصعيد العالمي، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.25-4.50% في اجتماعه يوم 29 يناير/كانون الثاني، بخفض إجمالي قدره 100 نقطة أساس، بعد رفع أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ أن بدأ تشديد السياسة النقدية في عام 2022.
وفي 30 يناير/كانون الثاني، خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية وتسهيل الإقراض الهامشي وتسهيل الودائع بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.75% و2.90% و3.15% على التوالي. ويمثل هذا خفضًا إجماليًا قدره 125 نقطة أساس منذ أن بدأ في خفض أسعار الفائدة في يونيو/حزيران 2024، بعد رفع أسعار الفائدة بمقدار 450 نقطة أساس منذ أن بدأ في تشديد السياسة النقدية في عام 2022.