تقرير عالمي يكشف: التعاون بين دول البريكس في التكنولوجيا النووية.. طريق نحو انتقال عادل للطاقة

منذ 2 شهور
تقرير عالمي يكشف: التعاون بين دول البريكس في التكنولوجيا النووية.. طريق نحو انتقال عادل للطاقة

توصل تقرير عالمي إلى أن هناك عدة أمور ضرورية للتحول العالمي في مجال الطاقة. ومن أهمها خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة. لكن السؤال الأكثر أهمية هو: كيف يمكننا ضمان أن هذا التحول في مجال الطاقة يعود بالنفع على الجميع وليس فقط على البلدان الأكثر ثراءً؟

وأكد التقرير: “هنا يلعب التعاون بين دول البريكس في مجال التكنولوجيا النووية دورا مهما”. ولا تكتفي دول البريكس ـ البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا والآن مصر كعضو رسمي ـ بالحديث عن التحول في مجال الطاقة، بل تعمل على إحداث ثورة في مجال الطاقة تقوم على مبدأ العدالة. الطاقة النووية تشكل ركيزة أساسية.

وفي قلب هذا التحول توجد شركة روساتوم، الشركة الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا النووية والتي تتمتع بخبرة 80 عاماً في مجال العلوم النووية والابتكار، حسب التقرير. من توفير الطاقة للمؤسسات الصناعية إلى تطوير الطب، لعبت شركة روساتوم دورًا محوريًا في تعزيز التقدم التكنولوجي – ليس فقط في روسيا، ولكن أيضًا في دول مجموعة البريكس وخارجها. وقد ساهمت مساهماته في القطاع النووي في إعادة تشكيل أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية والاستدامة.

وفي إطار جهود دول مجموعة البريكس لتحقيق انتقال شامل وعادل وموثوق للطاقة، أثبتت شركة روساتوم أنها شريك رئيسي، حيث تساهم بخبراتها وتقنياتها المتطورة والتزامها العميق بالتنمية المستدامة. على مدى سنوات، كان النقاش العالمي حول الطاقة النظيفة يهيمن عليه قضية واحدة: التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة أو الفشل. ورغم أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية تمثلان وسيلة مهمة للتحول، إلا أنهما تجلبان أيضا تحديات مثل عدم الاستقرار، والحاجة إلى مساحات كبيرة ومتطلبات تخزين معقدة.

وأشار التقرير إلى أن الاقتصادات النامية في دول مجموعة البريكس تواجه تحديا خاصا. ويهدف المشروع إلى تحسين فرص الحصول على الطاقة لملايين الأشخاص مع خفض الانبعاثات. ولكن كيف يمكن للمستشفيات والصناعات ومراكز المدن المتنامية أن تعمل عندما لا تشرق الشمس أو لا تهب الرياح؟

وأشار التقرير إلى أن الطاقة النووية هي القطعة المفقودة في هذا اللغز. إنها توفر الكهرباء الخالية من ثاني أكسيد الكربون والموثوقة والواسعة النطاق – دون التقلبات المرتبطة بأسعار الوقود الأحفوري أو اعتماد الطاقة المتجددة على الطقس. بالنسبة لدول مجموعة البريكس، فإن الطاقة النووية ليست مجرد خيار، بل أصبحت ضرورة… وتلعب شركة روساتوم دورا محوريا في هذا الصدد. بفضل خبرتها الممتدة لعقود من الزمن في بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم، تساعد شركة روساتوم دول مجموعة البريكس على تحقيق الإمكانات الكاملة للطاقة النووية. من مشروع محطة الطاقة النووية في الضبعة في مصر إلى كودانكولام في الهند إلى التوسع النووي في الصين، أثبتت شركة روساتوم أنها شريك مثالي للدول التي تسعى إلى تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة والاستقرار على المدى الطويل.

ويقول التقرير إن هذا العام يصادف الذكرى الثمانين لصناعة الطاقة النووية في روسيا، وهو إنجاز يعكس عقوداً من الابتكار والتقدم التكنولوجي والشراكات الاستراتيجية العالمية. وباعتبارها رائدة في هذا التقليد، تطورت شركة روساتوم من شركة نووية مملوكة للدولة إلى واحدة من أبرز الموردين العالميين للتكنولوجيات النووية وغير النووية، مما مكنها من لعب دور رئيسي في تشكيل مستقبل دول مجموعة البريكس. إن المستقبل المستدام لا يعني توليد الكهرباء فحسب، بل يعني أيضاً تحسين حياة الناس في العديد من القطاعات، مثل الرعاية الصحية، والمياه النظيفة، والمواد المتقدمة. هذه المرة، عادت شركة روساتوم مرة أخرى إلى الصدارة.

وذكر التقرير أيضا أن شركة روساتوم صممت وبنت محطات للطاقة النووية في عدة قارات، مما يضمن إمدادات مستقرة من الطاقة منخفضة الكربون لملايين البشر. باعتبارها رائدة في مجال المفاعلات السريعة والمفاعلات الصغيرة المعيارية (SMR) وتكنولوجيا المفاعلات النووية المتقدمة، تقدم شركة روساتوم حلولاً مخصصة لتلبية الاحتياجات المتزايدة لدول مجموعة البريكس مع دعم التنمية الاقتصادية والصناعية طويلة الأجل. بالإضافة إلى الطاقة، أحدثت شركة روساتوم ثورة في مجال الطب النووي، وحافظت على مكانتها الرائدة في سوق النظائر المشعة العالمية واحتلت مرتبة بين أكبر خمسة موردين في جميع أنحاء العالم. تُستخدم النظائر المشعة التي تنتجها شركة روساتوم في إجراء أكثر من 2.5 مليون إجراء تشخيصي وعلاجي سنويًا، ويتم توريدها إلى أكثر من 170 شركة في 50 دولة. كما تقوم الشركة بتطوير التقنيات الطبية المتقدمة، بما في ذلك جهاز العلاج الإشعاعي جاما براشيوم لعلاج السرطان بدقة عالية، ووحدة العلاج بأكسيد النيتريك تيانوكس لعلاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي وأمراض أخرى، والتي يتم تقديمها حاليًا في مصر من خلال شراكة استراتيجية مع مجموعة ميدفارما.

وكما يوضح التقرير، فإن خبرة روساتوم تمتد أيضًا إلى البنية التحتية الطبية. وفي هذا المجال، تقوم الشركة بتشغيل مراكز الإشعاع لتعقيم الأجهزة الطبية وتحسين سلامة الغذاء. يتم حاليًا إنشاء منشأة كبيرة في بوليفيا. وتنتج مجمعات السيكلوترون أيضًا نظائر طبية مهمة لتشخيص الأشعة المقطعية، مما يتيح الكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة – وهو ما يمثل تغييرًا جذريًا بالنسبة لدول مجموعة البريكس التي تستثمر في حلول الرعاية الصحية الحديثة.

وإلى جانب الطاقة النووية والرعاية الصحية، قال التقرير إن روساتوم تواصل دفع عجلة التقدم في مجال الطاقة المتجددة وتقنيات تخزين الطاقة والمواد المركبة وتقنيات التصنيع الإضافي، مما يعزز مكانتها كمركز للتكنولوجيا لدول البريكس. بفضل محفظتها المتنوعة، لا تعمل شركة روساتوم على ضمان أمن الطاقة والتقدم الطبي فحسب، بل تدعم أيضًا مستقبلًا تكنولوجيًا مستدامًا لشركائها في جميع أنحاء العالم. ومن ناحية أخرى، تعتبر محطات الطاقة النووية باهظة الثمن، وهذا صحيح من حيث الاستثمار الأولي. ولكن إذا نظرنا إلى الصورة الأكبر، فإن الطاقة النووية تشكل أحد الحلول الأكثر فعالية من حيث التكلفة على المدى الطويل بالنسبة لاقتصادات مجموعة البريكس.

وعلى النقيض من الوقود الأحفوري، توفر محطات الطاقة النووية إمدادات مستقرة من الكهرباء لمدة تتراوح بين 60 و80 عاما، وهو ما يفوق عدة أجيال من البنية التحتية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية. مع مرور الوقت، تنخفض تكلفة الكيلووات في الساعة بشكل كبير، مما يجعل الطاقة النووية ليست مجرد هدر بل استثمارًا يستحق العناء.

لا يمكننا أن نتجاهل التأثير الاقتصادي الإيجابي للطاقة النووية. إن كل مشروع نووي كبير ــ مثل محطة الطاقة النووية في الضبعة في مصر ــ يخلق آلاف الوظائف التي تتطلب مهارات عالية، ويزيد الطلب الصناعي ويعزز النمو الاقتصادي. لا تحصل دول مجموعة البريكس على الكهرباء فحسب، بل إنها تعمل أيضًا على بناء صناعات متقدمة من شأنها أن تعزز اقتصاداتها للأجيال القادمة. وتحت قيادة روساتوم، لا تقتصر مشاريع هذا التحول على بناء محطات الطاقة، بل تمتد أيضًا إلى تطوير أنظمة متكاملة تدعم استقلال الطاقة والتنمية الصناعية.

وأكد التقرير أن المنتدى الدولي للشباب حول التقنيات النووية المستدامة في مصر 2025 يأتي في وقت حاسم. لم تعد دول مجموعة البريكس تنتظر الدول المتقدمة لتحديد وتيرة الابتكار في مجال الطاقة النظيفة. بل إنها تقود هذا التغيير وفقاً لرؤيتها الخاصة. وتقع شركة روساتوم في مركز هذا التحول. مع 80 عامًا من الخبرة، أثبتت أن الطاقة النووية ليست إرثًا من الماضي، بل هي أساس المستقبل. سواء كان الأمر يتعلق ببناء مفاعلات الجيل القادم، أو تطوير الطب النووي أو إيجاد حلول للمياه النظيفة، فإن شركة روساتوم تقف في طليعة الثورة التكنولوجية التي تقودها دول مجموعة البريكس. إن مجموعة البريكس ليست مجرد كتلة سياسية أو اقتصادية، بل هي دليل على قوة التعاون. ومن خلال العمل معا، تعمل هذه البلدان على ضمان أن الطاقة النظيفة والموثوقة وبأسعار معقولة ليست امتيازا بل حق للجميع.

وهذا يثير السؤال التالي: هل ينبغي للطاقة النووية أن تلعب دوراً في التحول العالمي في مجال الطاقة؟ ولعل السؤال الحقيقي هو: هل نستطيع أن نتجاهله؟


شارك