وزير التعليم: 58 مدرسة يابانية في 26 محافظة.. ولدينا خطة للتوسع في عددها

التقى وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، بعدد من المسؤولين بوزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية، خلال زيارته لليابان، للتعرف على تجربة اليابان في مجال التعليم.
وأكد عبد اللطيف أن اليابان نموذج يحتذى به بفضل إنجازاتها في مجال التعليم وأساليبها التعليمية المبتكرة التي تسهم في تحسين المستويات التعليمية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تمثل فرصة ثمينة للتعرف أكثر على تجربة اليابان المتميزة في مجال التعليم.
وأشاد الوزير أيضًا بالنموذج المدرسي المصري الياباني، موضحًا أنه نموذج تعليمي متألق ومتميز يبعث على الفخر وله تأثير إيجابي على الطلاب، حيث يقوم على تنمية المهارات غير المعرفية للأطفال وتعزيز كفاءتهم الذاتية ومهاراتهم الاجتماعية وقدرتهم على بناء العلاقات الإنسانية، بالإضافة إلى ترسيخ القيم الأخلاقية.
وركز النقاش على سبل الحفاظ على مشروع المدرسة المصرية اليابانية. وأكد عبد اللطيف أن الوزارة لديها خطة طموحة لتوسيع عدد المدارس التي تضم حالياً 58 مدرسة في 26 محافظة.
وجرى خلال اللقاءات مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالتجربة اليابانية وخطة الحكومة لتطوير التعليم، بما في ذلك الاهتمام بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة. وتم مناقشة طريقة ونظام تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في اليابان، حيث أنه نظام تدعمه وزارة التعليم اليابانية بالتشاور المباشر مع أولياء الأمور. يتم تقديم الخدمات في المدارس الخاصة أو مدارس الدمج داخل المدارس بطريقتين: من خلال تواجد الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في فصول خاصة داخل المدرسة أو من خلال دمج عدد قليل من الطلبة المدمجين في الفصول للطلبة العاديين (حالات تسمح بالدمج المباشر في الفصول).
يتم دعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع أولياء الأمور من خلال تقديم عروض مختلفة، سواء كانت تعليمية أو طبية في بعض الأحيان.
واطلع الوزير على استراتيجية وزارة التعليم اليابانية في مجال تطوير المناهج. قدمت إدارة المناهج الدراسية بوزارة التعليم اليابانية عرضًا تقديميًا أوضحت فيه أن المناهج الدراسية يتم تحديثها بانتظام كل 10 سنوات وتشمل المقررات الدراسية ومخرجات التعلم والكتب. ويتم تحديثها وفقاً للمتغيرات والتطورات في الحياة ونتائج الدراسات والتقييمات التي يتم إجراؤها على مستوى الدولة. ويهدف هذا إلى تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلبة وأخذها في الاعتبار عند تحديث المناهج الدراسية بشكل منتظم.
كما تم فحص جودة المدارس في اليابان، حيث تشكل المدارس العامة الجزء الأكبر من النظام المدرسي الياباني وبعض المواد إلزامية في جميع المدارس اليابانية، وهي اللغة اليابانية والتاريخ الياباني، وخاصة في المدرسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وهي سنوات تعليمية إلزامية بموجب الدستور الياباني.
يتم القبول في الجامعة من خلال امتحان القبول الجامعي الخاص الذي يتم تصميمه وفقا للمتطلبات المحددة للجامعة المعنية. يجب على كل طالب، وخاصة في الكليات والجامعات، اجتياز مواد إلزامية خاصة، وهي اللغة اليابانية والتاريخ الياباني.
وفي مجال التكنولوجيا والبرمجة، تمت مناقشة تفاصيل تعليم البرمجة وتعلم التكنولوجيا في المدارس اليابانية، حيث تم منح كل طالب جهازًا لوحيًا منذ عام 2019، تزامنًا مع انتشار وباء “كوفيد”. يتم تدريس البرمجة من المدرسة الابتدائية فصاعدا كمفهوم متكامل في مواد مثل الحساب والعلوم وغيرها من المواد. وفي المراحل المتقدمة من الدراسة يتم تدريس البرمجة كمادة أساسية، حيث يهدف موضوع البرمجة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأكاديمي إلى تعليم البرمجة واستخدام التكنولوجيا كوسيلة لتسهيل دراسة المواد الأخرى، مثل. على سبيل المثال استخدام التكنولوجيا في التعلم، واستخدام الإنترنت واستخدام التبادلات التكنولوجية مع المدارس الأخرى أو من خلال البحث من خلال التكنولوجيا والتعلم الذاتي.
وفيما يتعلق بتجربة اليابان مع التقييمات الإلكترونية، تم اختبار تطبيق يحتوي على 40 ألف سؤال كأسئلة نموذجية ويستخدمه حوالي مليون طالب في جميع أنحاء اليابان. يستخدم هذا التطبيق لإجراء تقييمات أداء دورية على مستوى مدير المدرسة وإنشاء خطط علاجية لجميع نقاط الضعف لدى الطلبة، واستهداف سرعة الأداء وتقليل العبء على المعلم. ويتم أيضًا تصنيف تقييمات الأداء هذه إلكترونيًا، مما يساعد على تشجيع الطلاب على إكمال تقييمات الأداء بالتوازي مع مجالات ضعفهم وتقديم خطط العلاج.
وفي إطار مراجعة نظام التقييم، قال مسؤولون يابانيون إنه سيتم إجراء تقييم وطني عام لطلاب الصف السادس والتاسع في اللغة اليابانية والرياضيات في أبريل/نيسان، بهدف تقديم خطة لمعالجة نقاط الضعف. ويتم ذلك بمشاركة مركز المناهج لهذه الخطط.
تعد اليابان رائدة عالميًا في إجراء تقييمات الأداء. تهدف تقييمات الأداء المحلية على المستوى الياباني، والتي يتم إجراؤها كل شهر أبريل، إلى تقييم مستويات الطلاب والعمل على تحسينها. لا يهدف التقييم إلى الأداء الأكاديمي فقط، بل يتضمن أيضًا قياس المهارات غير المعرفية لدى الطلاب، فضلاً عن زيادة مستوى الطلاب ورضاهم وإبداء رأيهم في أهمية المواد التي تدرس لهم، مما يساهم بانتظام في تطوير المستوى الأكاديمي والجسدي والنفسي للطلاب.