النائب إيهاب أبو كليلة: 5 آلاف مصنع تعاني من التعثر

أكد إيهاب أبو كليلة عضو مجلس الشيوخ، أن القطاع الصناعي يعد أحد محركات الاقتصاد المصري، ويساهم في توفير فرص العمل وزيادة الناتج المحلي الإجمالي وزيادة الصادرات.
وأشار أبو كليلة خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم الاثنين إلى أن الصناعة المصرية تواجه تحديا كبيرا بسبب المصانع المتعثرة وأثرها على الاقتصاد الوطني. وتشير التقديرات إلى أن العديد من المصانع – سواء كانت قائمة أو مغلقة أو قيد الإنشاء – تتأثر بالمشاكل. وقال: “إن عدد المصانع المتعثرة يتجاوز 5 آلاف مصنع”.
وأوضح أبو كليلة الذي تقدم بمشروع مناقشة المصانع المتعثرة، أن المصانع المتعثرة تواجه تحديات عدة في استعادة دورها الإنتاجي. ويشمل ذلك توفير النقد الأجنبي في الفترات السابقة، والذي مثّل عائقاً كبيراً أمام استيراد احتياجات الإنتاج، ما أدى إلى اضطرابات في خطوط الإنتاج وتراجع القدرة التنافسية مع المنتجات المستوردة.
وأشار إلى أن أسعار بعض المواد الخام ارتفعت، ما أدى إلى زيادة تكاليف التشغيل، وتقليص قدرة المصانع على مواصلة عملياتها.
وعلى المستوى الإداري أكد السيناتور أن العديد من المصانع تعاني من ضعف القيادات وسوء الإدارة. ويؤدي هذا إلى سوء التخطيط وإهدار الموارد وانخفاض الإنتاجية بسبب عدم وجود رؤية واضحة لإدارة العمليات الصناعية بكفاءة.
وأضاف أن الديون المتراكمة تعد من أكبر الأعباء على المصانع المتعثرة، مع جعل قروض البنوك والالتزامات الضريبية التعافي أكثر صعوبة. وأكد أن هذه المصانع تعاني من ضعف القدرة التنافسية بسبب قصور منظومة التسويق والتوزيع لديها، إذ تفتقر إلى استراتيجيات فعالة لضمان وصول منتجاتها إلى المستهلكين في الداخل والخارج، ما أدى إلى تفاقم أزمتها المالية.
واعتبر أنه في ظل هذه التحديات المستمرة أصبح من الضروري التدخل الحكومي العاجل لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة وضمان استدامة دورها الإنتاجي في دعم الاقتصاد الوطني. كما أن حل مشاكل هذه المصانع المتعثرة سيساعد أيضاً في خلق بيئة صناعية مستقرة تدعم توطين الصناعات الواعدة وتحسين فرص العمل وزيادة معدلات التصدير.
وأشار إلى أن الدولة بذلت جهوداً كبيرة لإعداد خطة شاملة لإعادة تشغيل المصانع المتضررة. الهدف هو الحفاظ على الوظائف وتحفيز الصناعة. ويجب أن يتم ذلك من خلال التمويل منخفض الفائدة وتبسيط الإجراءات الإدارية والتنظيمية كجزء من جهود الحكومة لزيادة الإنتاج المحلي وزيادة معدلات التصدير لتقليل الاعتماد على الواردات.
وفي هذا السياق، تم اتخاذ عدد من الإجراءات، من بينها إطلاق مبادرة لتمويل الصناعات بقروض ميسرة بسعر فائدة 15%، بحيث يتم استخدام الأموال لشراء الآلات والمعدات والمستلزمات. كما تم إنشاء لجنة موحدة للتفتيش والإشراف تضم ممثلين عن الوزارات والجهات ذات العلاقة بهدف الحد من التدخلات غير الفعالة التي تعيق سير الإنتاج وضمان شفافية إجراءات الرقابة.
كما تم اتخاذ قرارات تمنع إغلاق المنشآت الصناعية إلا بقرار مباشر من الجهة المختصة. وكان الهدف من ذلك حماية المصانع من القرارات التي قد تؤدي إلى تقويض استقرار النشاط الصناعي.
وعلى المستوى المالي، تم الإعلان عن حزمة من الإجراءات التحفيزية الضريبية تهدف إلى تحقيق الاستقرار الضريبي وتخفيف الأعباء على المستثمرين وتحسين الالتزام الضريبي الطوعي ودمج الاقتصاد غير الرسمي في النظام الرسمي وتوسيع القاعدة الضريبية وزيادة كفاءة النظام الضريبي.
ورغم هذه الجهود، لا تزال التحديات قائمة، كما ذكرنا آنفا. وللتغلب على هذه التحديات، لا بد من تكثيف العمل. ويتم ذلك من خلال إعداد خطط تفصيلية وشاملة ترتكز على رؤية استراتيجية واضحة، وتحقيق التوازن بين سرعة التنفيذ واستدامة الحلول.