مع زيارة الرئيس السيسي لمدريد.. كيف ساندت إسبانيا القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب في غزة؟

منذ 4 أيام
مع زيارة الرئيس السيسي لمدريد.. كيف ساندت إسبانيا القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب في غزة؟

يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى العاصمة الإسبانية مدريد في زيارة رسمية لمملكة إسبانيا. وتأتي الزيارة في إطار تكثيف التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي في وقت يهيمن فيه العداء على المشهد العالمي تجاه خطة طرد الفلسطينيين من أرضهم وتصفية قضيتهم وإهدار حقوقهم التاريخية والإنسانية.

وكما هو الحال في مصر، ترفض إسبانيا الطرد. أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن رفضه لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، وأكد أن إسبانيا لن تسمح بتنفيذه.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في وقت سابق من هذا الأسبوع في مناسبة لحزب العمال الاشتراكي في مدينة سان سيباستيان شمال إسبانيا. ودعا هناك إلى احترام القانون الدولي في غزة كما هو الحال في كل مكان في العالم.

وشدد سانشيز على ضرورة تمكين الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش في أجواء من السلام والوئام والأمن، مشيرا إلى أن “أي عملية عقارية لن تكون قادرة على إخفاء الفظائع والجرائم ضد الإنسانية التي شهدتها غزة في السنوات الأخيرة”.

منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر 2023، اتخذت إسبانيا مساراً داعماً للقضية والحقوق الفلسطينية. ويتضح ذلك من خلال المواقف المختلفة التي نتناولها في التقرير التالي:

– الاعتراف بفلسطين

وخلال العدوان الأخير، بدأت إسبانيا بقيادة رئيس وزرائها بيدرو سانشيز باتخاذ خطوات عملية لدعم القضية الفلسطينية، وكثفت جهودها للحصول على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين. وخلال زيارته لمعبر رفح في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، برفقة نظيره البلجيكي الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، دعا سانشيز المجتمع الدولي، بما في ذلك إسرائيل، إلى الاعتراف بدولة فلسطين.

كما أدان بشدة الهجمات التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة، والتي وصفها بأنها “غير مقبولة على الإطلاق”، وشدد على أن إسرائيل يجب أن تتبع “نهجا شاملا” لحل الصراع، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وأثارت هذه التصريحات غضب قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي استدعت السفير الإسباني، في إشارة إلى تصعيد الخلافات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي إطار جهوده للحصول على الدعم الأوروبي، حث سانشيز الدول الأوروبية على الاعتراف بشكل جماعي بفلسطين. وفي أبريل 2024 زار أيرلندا والنرويج. وانتهت الزيارة بتوقيع إعلان مشترك مع النرويج، وهي دولة مؤثرة تاريخيا في حل الصراع. وفي هذا البيان، أعرب البلدان عن “استعدادهما” للاعتراف بدولة فلسطين وفي الوقت نفسه المساهمة في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتُوجت هذه الخطوات في 28 مايو/أيار 2024، عندما أعلنت إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة. وفي كلمة له في مدريد، أكد رئيس الوزراء الإسباني أن اتخاذ قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتماشى مع القرارات الدولية وليس موجها ضد أي طرف. وقال إن اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية المستقلة خطوة تاريخية من شأنها تمكين الفلسطينيين والإسرائيليين من تحقيق السلام.

وأضاف أن إسبانيا لن تعترف بأي تغيير في حدود عام 1967 دون موافقة الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدا أن الطريق الوحيد للسلام هو حل الدولتين.

ودعا رئيس الوزراء الإسباني إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية، والإفراج عن السجناء المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وأكد أن الأولوية الآن هي إنهاء الأزمة غير المسبوقة في قطاع غزة، ودعا إلى فتح المعابر.

وردا على تعليقات سانشيز، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن رئيس الوزراء الإسباني “متواطئ في التحريض على قتل الشعب اليهودي من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية”.

قالت يولاندا دياز نائبة رئيس الوزراء الإسباني إن المفتاح الآن هو وقف إطلاق النار في غزة ومحاكمة مجرمي الحرب وإنهاء الإبادة الجماعية.

– من النهر إلى البحر

وبعد نحو أسبوع من الاعتراف الرسمي، قالت يولاندا دياز، نائبة رئيس الوزراء الإسباني، إن اعتراف بلادها بالدولة الفلسطينية هو مجرد البداية. وأضافت: “ستكون فلسطين حرة من النهر إلى البحر”، واعتبرت القوة المحتلة هذا التصريح بمثابة دعوة مباشرة لتدمير إسرائيل.

– مدرجات الملعب: فلسطين الحرة

رفع مشجعون في مدرجات الملاعب الإسبانية لافتات داعمة للشعب الفلسطيني وقضيته، فيما ردد مشجعو فريق برشلونة الإسباني شعارات داعمة لفلسطين، خلال مباراة في الدوري الأوروبي لكرة السلة شارك فيها أيضا فريق إسرائيلي. فاز فريق برشلونة الإسباني على فريق مكابي تل أبيب بنتيجة 100-71، حيث هتف مشجعو النادي الكتالوني “الحرية لفلسطين”، وطالبوا بوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي يرتكبها يوميا بحق الشعب الفلسطيني.

سلطت صحيفة “بينتي مينوتوس” الإسبانية الضوء على الدعم الذي أظهرته جماهير نادي أوساسونا للفلسطينيين وقطاع غزة، خلال المباراة الافتتاحية لفريقها أمام غرناطة في الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.

أبدى جمهور نادي أوساسونا الإسباني تضامنه مع الشعب الفلسطيني برفع الأعلام الفلسطينية في مدرجات ملعب “إل سادار”، معبرين عن دعمهم لضحايا العدوان الإسرائيلي. ورأت الصحيفة أن هذه المبادرة تأتي كنوع من الدعم لأهالي قطاع غزة في مواجهة القصف والاعتداءات التي يشنها جيش الاحتلال.

– السبعينيات. استقبال عرفات وغضب الجاليات اليهودية

يعود الدعم الإسباني إلى ما يقرب من نصف قرن من الزمان؛ وفي انتخابات عام 1977، انتهج رئيس الوزراء الإسباني أدولفو سواريز سياسة خارجية تدعم حقوق الشعوب. ودعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 ودعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. في 13 سبتمبر/أيلول 1979، أصبح سواريز أول رئيس حكومة أوروبي يستقبل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، على الرغم من بعض الاعتراضات من جانب الجاليات اليهودية في مدريد.


شارك