هيئة حكومية لـ”تهجير الفلسطينيين”.. كيف أكدت إسرائيل التزامها بتنفيذ خطة ترامب؟

منذ 2 أيام
هيئة حكومية لـ”تهجير الفلسطينيين”.. كيف أكدت إسرائيل التزامها بتنفيذ خطة ترامب؟

حظيت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشراء قطاع غزة والسيطرة عليه ونقل سكانه إلى الدول العربية المجاورة بترحيب واسع النطاق في إسرائيل منذ اليوم الأول. ودعا مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية حكومة الاحتلال إلى قبول المقترح الأميركي. بل إن تل أبيب أعلنت عن نيتها تنفيذ الخطة، وبدأت باتخاذ خطوات ملموسة لطرد سكان غزة من أراضيهم.

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الاثنين، عن إقامة هيئة خاصة لـ”الهجرة الطوعية” لسكان قطاع غزة، وقال إن تل أبيب تدعم المقترح الأميركي للسيطرة على القطاع الفلسطيني ونقل سكانه.

وأصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بيانا قالت فيه إن كاتس عقد اجتماعا، أمس الاثنين، بشأن المغادرة الطوعية لسكان غزة، وفي نهاية ذلك الاجتماع قرر تشكيل مديرية للمغادرة الطوعية لسكان غزة داخل وزارة الدفاع.

وجاء في البيان: “إن الخطة الأولية التي قدمت في اجتماع يوم الاثنين تقدم مساعدات واسعة النطاق من شأنها أن تمكن سكان غزة الراغبين في الهجرة طوعا إلى دولة ثالثة من الحصول على حزمة شاملة تتضمن، من بين أمور أخرى، ترتيبات خاصة للمغادرة عن طريق البحر والجو والبر”.

وستضم الوكالة الجديدة ممثلين عن مختلف الوزارات والمنظمات الدفاعية، وفق ما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

صورة 1

من جانبه، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عزمه على تطبيق الخطة الأميركية، وقال أمس الاثنين: “أنا أؤيد خطة الرئيس دونالد ترامب لإنشاء غزة مختلفة”، لافتاً إلى أنه وفقاً للخطة فإنه بعد الحرب “لن تكون هناك حماس ولا السلطة الفلسطينية تحكم قطاع غزة”.

وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأحد: “لدينا استراتيجية مع ترامب، بما في ذلك متى سيفتح أبواب الجحيم على غزة إذا لم تطلق حماس سراح جميع أسرانا”.

ويأتي لقاء نتنياهو وروبيو بعد يوم من تسليم حماس ثلاثة أسرى إسرائيليين للجنة الدولية للصليب الأحمر ضمن الدفعة السادسة من اتفاق التبادل. وبذلك يرتفع عدد الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق إلى 19 أسيراً من أصل 33 أسيراً (منهم 25 على قيد الحياة).

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر من أن “أبواب الجحيم سوف تفتح” إذا لم تفرج حماس عن “جميع” الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بحلول ظهر السبت الماضي. وأضاف أن “إسرائيل يجب أن تقرر الآن ماذا ستفعل بشأن الموعد النهائي المحدد للإفراج عن جميع الأسرى”، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستدعم قرار إسرائيل.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير من أوائل الوزراء اليمينيين المتطرفين الذين دعوا حكومة الاحتلال إلى قبول الخطة الأميركية بشأن غزة. وقال: “الحل الوحيد لغزة هو تشجيع الهجرة”. وأدعو إلى اعتماد الخطة والإعلان عنها في أقرب وقت ممكن ووضعها موضع التنفيذ على الفور”.

وجدد بن غفير دعمه للخطة الأميركية، قائلا: “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحتاج إلى المزيد من الشجاعة للمضي قدما مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخطة ترحيل وإقالة النائب العام للحكومة”.

وأضاف، مستفزاً رئيس الوزراء الإسرائيلي: “لدينا فرصة تاريخية لم تكن موجودة من قبل”. رئيس أعظم قوة في العالم يقول ما قلته قبل عام، وبعد ذلك أطلقوا علي لقب متطرف.

صورة 2

من جانبه، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أمس الاثنين، إنه سيدعو إلى اعتماد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة في اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر. كما دعا إلى عمليات عسكرية واسعة تشمل احتلال 10% من قطاع غزة وفرض السيادة الإسرائيلية عليه.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير المالية الإسرائيلي، الأحد، قوله إن هناك تقدما في تنفيذ خطة الرئيس الأميركي ترامب لطرد سكان غزة، مضيفا: “آمل أن تبدأ العملية في الأسابيع المقبلة، حتى لو كانت بطيئة”.

وأشار سموتريتش إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيحول غزة كلها إلى جباليا بعد استئناف القتال، وقال: “ليس لدى الفلسطينيين في قطاع غزة ما ينتظرهم في العقد المقبل”.

ترحب إسرائيل بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي كررها أكثر من مرة. وتتضمن الخطة نقل سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة إلى مصر والأردن. ورفضت القاهرة وعمان هذه الخطة رفضاً قاطعاً، وأكدتا أن الخطة لا تمنح الفلسطينيين حق العودة.

ولم تقتصر خطة الرئيس الأميركي على طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، بل تضمنت أيضاً رغبته في شراء غزة والاستيلاء عليها وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط، وهو الاقتراح الذي لاقى رفضاً واسع النطاق من قبل العرب والمجتمع الدولي.

وبعد أن لاقى اقتراح ترامب معارضة إقليمية ودولية واسعة النطاق، صرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة منفتحة على مقترحات من الدول العربية بشأن غزة: “إذا كانت الدول العربية لديها خطة أفضل بشأن غزة، فهذا أمر جيد”.

من جانبها جددت مصر رفضها للخطة الأميركية، وشددت على ضرورة حماية حق الشعب الفلسطيني في أرضه وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأكدت القاهرة أيضا عزمها تقديم خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون طرد الفلسطينيين من هناك. ومن المقرر عرض هذه الخطة على الاجتماع الخماسي العربي في الرياض في 21 فبراير/شباط المقبل، بحضور مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر. ومن المتوقع أن تشارك دول خليجية أخرى في هذا الاجتماع.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقاءات عدة مع سياسيين عرب وأوروبيين، رفضه القاطع لطرد مصر وتصفية القضية الفلسطينية، قائلا: “هذا ظلم لا نستطيع المشاركة فيه ولا يمكن أبدا أن نتنازل عن مبادئ الموقف المصري التاريخي تجاه القضية الفلسطينية”.

صورة 3

تستعد مصر لاستضافة قمة أزمة عربية في 27 فبراير المقبل، لبحث التطورات الجديدة والخطيرة في القضية الفلسطينية، بحسب وزارة الخارجية. كما أجرى وزير الخارجية بدر عبد العاطي اتصالات مكثفة مع عدد من نظرائه العرب في إحدى عشرة دولة، من بينهم وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان والبحرين والأردن والعراق والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان.

وانضمت الأردن أيضاً إلى الموقف المصري ورفضت الخطة الأميركية. أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، أن أي محاولة لضم الأراضي وطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية أو قطاع غزة أمر غير مقبول. وأكد أن مصلحة الأردن واستقراره وحماية مواطنيه هي على رأس أولوياته.

أما حماس، التي هددت الولايات المتحدة وإسرائيل بفتح أبواب جهنم، فقد وعدت بإحباط خطة الرئيس الأميركي ترامب لطرد سكان قطاع غزة. كما قللت من أهمية تهديداتها السابقة بفتح “أبواب جهنم” في القطاع الفلسطيني إذا لم تفرج الحركة عن الأسرى الإسرائيليين.

وقال بيان لحماس الأسبوع الماضي: “إن ما فشل الاحتلال في تحقيقه من خلال العدوان والمجازر وخطط التصفية والتهجير لن ينجح”. وأضاف: “إن خطة تهجير الفلسطينيين لن تنجح، وسوف يقابلها موقف فلسطيني وعربي وإسلامي موحد يرفض كل هذه الخطط”.


شارك