البيت الأبيض: مقترح ترامب بشأن غزة مبتكر وسيحل الصراع

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات، الثلاثاء، إن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة مبتكر ومن شأنه أن يحل الصراع المستمر في قطاع غزة.
وأكد ليفيت أن واشنطن تنتظر من شركائها العرب تقديم خطتهم للرئيس ترامب.
وتستعد مصر حالياً لإعداد خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون طرد الفلسطينيين من قطاع غزة. ومن المقرر عرض الخطة على القمة العربية الخماسية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض. وتعتبر الخطة المصرية خطوة مضادة لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي ينص على توطين سكان القطاع الفلسطيني في الدول العربية المجاورة، بحجة إعادة الإعمار، ويهدف إلى تحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وبحسب المعلومات التي تسربت حتى الآن، فإن الخطة المصرية تقوم على شقين: الأول إعادة إعمار قطاع غزة مع بقاء الفلسطينيين هناك، والثاني غياب حماس عن حكومة قطاع غزة.
وقال مصدر مصري مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة لقناة القاهرة الإخبارية، السبت، إن هناك اتصالات مصرية مكثفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على عملية المساعدات وإعادة الإعمار في قطاع غزة. وأشارت إلى أن حماس أكدت التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بمراحلها الثلاث، وعدم مشاركتها في إدارة القطاع في المرحلة المقبلة.
من جهتها، أعلنت حركة حماس أنها لا تنوي أن تكون جزءاً من إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وأكدت أن الأولوية الآن هي إعادة إعمار القطاع وتحقيق الوحدة الوطنية.
أما فيما يتعلق بإعادة الإعمار، فإن الخطة المصرية، كما سبق الإشارة، تقضي بإعادة إعمار قطاع غزة مع بقاء السكان على أراضيهم خلال هذه المرحلة. ومن المقرر تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق إنسانية، تحتوي كل منها على مخيم كبير يمكن للسكان العيش فيه وتلبية الاحتياجات الأساسية للحياة مثل الماء والكهرباء وغيرها. ومن المقرر أيضًا نقل آلاف المنازل المتنقلة والخيام السكنية إلى مناطق سكنية آمنة لمدة ستة أشهر، بالتوازي مع إزالة الأنقاض التي خلفتها الحرب خلال الفترة ذاتها.
كشفت مصادر لـ«العربية/الحدث»، الخميس الماضي، بعض التفاصيل حول خطط مصر لإعادة إعمار قطاع غزة. وقالوا إن الخطة المصرية تتضمن إزالة الأنقاض من بعض مناطق قطاع غزة خلال الأشهر الستة الأولى ونشر مستشفيات ومدارس متنقلة هناك.
وأضافت المصادر أن مصر تعتزم أيضا إشراك 24 شركة عالمية و18 مكتبا استشاريا لإنجاز مشاريع في قطاع غزة بدعم عربي وأوروبي.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد الماضي، خلال لقائه رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لاودر في القاهرة اليوم، أن مصر تعد “خطة شاملة” لإعادة إعمار قطاع غزة “لا تتضمن طرد سكانه”.
وقال المتحدث باسم الرئيس، السفير محمد الشناوي، إن اللقاء ناقش سبل استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما تم استعراض الجهود المصرية الرامية إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتسهيل عملية تبادل الأسرى وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
وأضاف السفير محمد الشناوي أن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء على ضرورة تحمل كافة الأطراف لمسؤولياتها في الحفاظ على وقف إطلاق النار. وأكد أن استمرار الصراع وتوسعه من شأنه أن يضر بجميع الأطراف دون استثناء، وأن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو الضمانة الوحيدة للسلام الدائم.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الأربعاء الماضي، أهمية البدء الفوري في إعادة إعمار قطاع غزة دون طرد الشعب الفلسطيني من أرضه. وشدد أيضاً على ضرورة وقف ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأوضح الشناوي أن الاتصال بين الرئيسين ركز إلى حد كبير على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وأكد الرئيسان وحدة الموقفين المصري والأردني، بما في ذلك ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستمرار إطلاق سراح الأسرى، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني، ضمن الجهود المبذولة لإنهاء المعاناة الإنسانية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي خلال لقائه نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس مساء الخميس الماضي، أن مصر عازمة على تقديم “رؤية شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة” طالما بقي الشعب الفلسطيني على أرضه، مشددا على أهمية البدء في عملية إعادة الإعمار في أقرب وقت ممكن.
ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل بين إسرائيل وحماس إعادة جميع جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقية وبدء إعادة إعمار قطاع غزة بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض خطة لنقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان بشكل قاطع. كما هدد القاهرة وعمان باحتمال قطع المساعدات عنهما. وأكد ذلك نيته شراء غزة والاستيلاء عليها وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهو الاقتراح الذي لاقى رفضاً عربياً ودولياً.
في أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على قطاع غزة استمر نحو 15 شهراً وأسفر عن تدمير القطاع بشكل شبه كامل واستشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني. وانتهت الحرب باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.