اعتقال متهمين بالتورط في “مجزرة التضامن” بسوريا، من هم وما قصتها؟

أعلنت وزارة الأمن في العاصمة السورية دمشق، إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه بمسؤوليتهم عما يسمى بـ “مجزرة التضامن” التي نفذها ضباط من قوات النظام السابق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن “المدعو منذر أحمد جزائري أحد المتورطين في “مجزرة حي التضامن السوري” تم القبض عليه وتسليمه إلى الجهات المختصة”.
وبحسب مدير أمن دمشق العقيد عبد الرحمن الدباغ فإن “المجازر المرتكبة في حي التضامن” أدت إلى “تصفية أكثر من 500 مدني من رجال ونساء دون محاكمة أو تهمة”، كما تم تداول مقطع فيديو يزعم توثيق إحدى هذه المجازر في عام 2022.
وذكرت وكالة سانا أن “الحملة الأمنية التي نفذها فرع الأمن العام لملاحقة فلول النظام السابق أسفرت عن إلقاء القبض على متورطين بجرائم ضد السكان المدنيين في حي التضامن”.
قال مدير أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ: “بعد الرصد والمتابعة تمكنا من إلقاء القبض على أحد زعماء المجرمين المسؤولين عن مجزرة التضامن قبل 12 عاماً في دمشق”.
وأضاف الدباغ: “بعد التحقيقات الأولية مع الجاني توصلنا إلى عدد من الأشخاص المتورطين بالمجزرة وألقينا القبض على اثنين منهم.. واعترف الموقوفون الثلاثة بتورطهم في مجازر في حي التضامن راح ضحيتها المئات من المواطنين”.
واختتم الدباغ تصريحه بالقول: “نطمئن أهلنا في سورية أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب وسنعمل على تقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل”.
وفي نهاية شهر نيسان/أبريل 2022، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية ومعهد نيولاينز في واشنطن مقالات ومقاطع فيديو تكشف عن تصفية العشرات من الأشخاص على يد قوات الأسد في حي التضامن جنوب دمشق، على بعد أمتار قليلة من مقر الحكومة.
ويظهر مقطع فيديو يعود تاريخه إلى أبريل/نيسان 2013 قوات الأسد بالزي العسكري وهي تأمر رجالاً معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي بالهرب. وبينما كانوا يركضون، تم إطلاق النار عليهم وسقطوا في حفرة حيث تراكمت المزيد من الجثث. بعد مقتل 41 رجلاً، تم حرق جثثهم.
وبحسب الفيديو، تم إخراج الضحايا معصوبي الأعين من سيارة نقل جماعي صغيرة بيضاء اللون، وتم اقتيادهم إلى حفرة كبيرة مغطاة بالكامل بإطارات السيارة. وبعد ذلك، أطلق جندي ثانٍ من القوات المسلحة السورية النار باستخدام بندقية قتالية من طراز AK-47.
ويقول التحقيق إن الجناة نفذوا عمليات الإعدام “بدم بارد ومن دون أي شفقة على الضحايا” وأنهم “استمتعوا إلى حد ما بتنفيذ عمليات الإعدام في عين المكان”.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت في وقت سابق أنها تلقت “عددا كبيرا من الوثائق حول جرائم محتملة ربما ارتكبتها قوات النظام السوري خلال حكم الأسد”.
وقالت: “تظهر هذه الوثائق، التي تتضمن صوراً ومقاطع فيديو عديدة، الفظائع التي ارتكبتها القوات الموالية للأسد خلال المجزرة التي وقعت في حي التضامن بدمشق عام 2013. حيث قُتل العشرات من المدنيين في هذه الهجمات”.
وأشارت إلى أن هذه العناصر تم جمعها بفضل “العمل الدؤوب الذي قام به نشطاء حقوق الإنسان” وأشادت بـ “شجاعتهم”.
وأوضحت الوزارة أن “الحوادث المزعومة قد تشكل أخطر الجرائم الدولية، وخاصة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب”.
من هم المعتقلين؟
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعتقلين وهم منذر الجزائري من أبناء حي الزهراء، وسومر محمد المحمود، وعماد محمد المحمود، اعترفوا بتورطهم في انتهاكات وتصفيات في حي التضامن أدت إلى مقتل مئات السوريين.
وأعلن المرصد أن فرع الأمن العام السوري في منطقة محردة، ألقى القبض على علي أحمد عبود المعروف بلقب “أبو معلا”، وهو مساعد أول سابق للأمن العسكري في عهد نظام الأسد.
وأضاف المرصد أن “أبو معلا” معروف بتورطه في جرائم قتل وتعذيب وابتزاز وتهجير لأهالي بلدة حلفايا والقرى المجاورة، حيث كان يشغل موقعاً على الحاجز بين محردة وحلفايا، وكان معروفاً بممارساته العنيفة ضد السكان المحليين.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن تصرفات أبو معلا أودت بحياة العديد من الأشخاص، وهو ما جعله من ضمن المطلوبين لأجهزة الأمن.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أمجد يوسف -الذي يظهر كمتهم رئيسي في أحد الفيديوهات- لم يكن وحيداً في تنفيذ “مجزرة التضامن”، بل إن مجموعة من زملائه شاركوا في قتل عشرات السجناء، بينهم نجيب الحلبي، وبسام الحسن، وفادي القصر.
ويعد يوسف ضابطاً في الفرقة 227 في إدارة الاستخبارات العسكرية، وقاد 41 معتقلاً إلى حفرة قبل أن يقتلهم، بحسب مقاطع فيديو نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية ومعهد نيولاينز.