مقر للقمم الخليجية ومفاوضات أمريكا وروسيا.. ماذا نعرف عن قصر الدرعية السعودي؟

وتعود مدينة الدرعية القديمة مرة أخرى إلى مركز التاريخ، حيث تأسست فيها الدولة السعودية في القرن الثامن عشر. واليوم أصبحت المدينة مسرحا لمفاوضات الحرب بين القوتين العظميين أمريكا وروسيا. وستحدد هذه المحادثات مستقبل العديد من القوى العالمية. وفي مركز هذه الأحداث يقع قصر الدرعية.
وتسرد صحيفة الشروق أهم المعلومات عن قصر الدرعية ومحيطه في المدينة القديمة، نقلاً عن موقع وزارة الخارجية السعودية وصحيفة عكاظ وكتاب «القصور والبيوت التاريخية في المملكة العربية السعودية».
– قصر أعاد للدرعية دورها السياسي
وتراجعت أهمية مدينة الدرعية بعد المعارك التي أدت إلى سقوط الدولة السعودية الأولى عام 1818م، ورغم قيام الدولتين السعودية الثانية والثالثة، إلا أن المدينة استحوذت على عواصم أخرى.
كان من المقرر أن تتولى الدرعية، مدينة الواحات والقصور، دوراً سياسياً جديداً في نوفمبر/تشرين الثاني 1999، عندما أمر الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ببناء قصر للقمم السياسية بعد سنوات من الجهود لإعادة الدرعية إلى مجدها الشهير.
يتميز القصر بطرازه المعماري النجدي الذي يتناغم بشكل متناغم مع القصور التاريخية المحيطة به والتي يزيد عمرها عن 200 عام. عند المدخل يوجد قاعة استقبال كبيرة بالإضافة إلى عدة غرف مخصصة للمؤتمرات وغرف أخرى مخصصة لإقامة الرؤساء والمسؤولين رفيعي المستوى. عند تصميم القصر، لم يتم إهمال وجود متحف إعلامي حول التاريخ الحافل للمدينة.
مقر القمم الخليجية
تم اختيار القصر لقمة مجلس التعاون الخليجي لأنه استضاف 12 قمة خليجية مختلفة، في حين أقيمت حول هذا القصر قمم الخليج وأمريكا لأنه استضاف قمتين خليجية وأمريكا من أصل أربع قمم شارك فيها مجلس التعاون. كما كان القصر مقراً لعقد أهم القمم الخليجية مقارنة بالمقار السياسية الأخرى، وهو ما يدل على أهميته السياسية في المنطقة.
-في قلب المدينة القديمة
ويكتسب القصر أهميته الثقافية من موقعه في مدينة الدرعية التي تزخر، إلى جانب تاريخها السياسي والعسكري، بكنز معماري غني. وتشتهر بحي الطريف الذي يضم قصور نجدية شهيرة، مثل قصر سعد الدرعية الذي يحافظ على الطراز النجدي بشكل أفضل، وكذلك قصر سلوى الذي يعد الأكبر بين قصور الدرعية بمساحة 10 كيلومترات مربعة، وقصر ثنيان الذي يضم المتحف الحربي وجامع الإمام محمد بن سعود والخزانة وغيرها من القصور والبيوت التاريخية، بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة للمدينة المطلة على وادي حنيفة الذي يعد نموذجاً مثالياً للواحات العربية التي بنيت حولها مدن شبه الجزيرة العربية في العصور الوسطى.