السودان يستنكر استضافة كينيا اجتماعا لقيادات الدعم السريع

منذ 21 أيام
السودان يستنكر استضافة كينيا اجتماعا لقيادات الدعم السريع

أدانت الحكومة السودانية، أمس، استضافة كينيا اجتماعاً للقوى السياسية وقيادات قوات الدعم السريع بهدف تشكيل حكومة موازية. ووصفت ذلك بأنه “تشجيع على تقسيم الدول الأفريقية وخروج عن قواعد حسن الجوار”.

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية السودانية صدر بعد ساعات من افتتاح مؤتمر “تحالف السودان التأسيسي” بالعاصمة الكينية نيروبي.

وبحسب وكالة الأناضول التركية، حضر الاجتماع عدد من قيادات الحركات المسلحة والقوى السياسية المعارضة، من بينهم رئيس حزب الأمة القومي فضل الله بورما، وعبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع، ورئيس الحراك الشعبي شمال عبد العزيز الحلو.

ويهدف المؤتمر إلى تشكيل حكومة موازية في السودان، وهو ما تعتبره الحكومة السودانية انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

انتهاك للقانون الدولي

 

وعبرت وزارة الخارجية السودانية في بيانها عن أسفها لاستضافة كينيا للاجتماع ووصفته بأنه “رفض لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي”.

وأضافت الوزارة أن الهدف المعلن للاتفاق السياسي الموقع خلال الاجتماع هو “إقامة حكومة موازية في جزء من الأراضي السودانية”، وهو ما من شأنه تعزيز “تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية”.

وانتقدت الوزارة أيضا السماح لقيادات قوات الدعم السريع بممارسة أنشطة سياسية ودعائية عامة في كينيا، في حين اتهمت هذه القوات بارتكاب “إبادة جماعية” في السودان.

وقالت الحركة في بيان إن قوات الدعم السريع ارتكبت “مجزرة وحشية” في قرى مدينة القطنة بولاية النيل الأبيض بجنوب السودان خلال الأيام الأخيرة، ما أدى إلى مقتل 433 مدنياً.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن نشر قوات الدعم السريع في كينيا “يشجع على استمرار هذه الفظائع والتواطؤ فيها”. وأكدت أن “تصرفات الحكومة الكينية لا تتناقض مع قواعد حسن الجوار فحسب، بل وتتناقض أيضا مع التزامات كينيا التي قطعتها على أعلى مستوى بعدم السماح بأنشطة عدائية ضد السودان على أراضيها”.

واعتبرت هذه الخطوة “إعلان عداء تجاه الشعب السوداني بأكمله”، ودعت المجتمع الدولي إلى “إدانة هذا السلوك من جانب الحكومة الكينية”.

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه السودان حربا مدمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليونا ولاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

وفي سياق متصل، أشارت الخارجية السودانية إلى أن “هذه التظاهرة الدعائية (اللقاءات في نيروبي) لن يكون لها أي تأثير على الأرض”، وأكدت أن القوات المسلحة السودانية، بدعم من السكان، تواصل تقدمها لتحرير المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

الانقسامات السياسية

 

من جهة أخرى، انقسمت القوى السياسية في السودان بين مؤيد ومعارض لتشكيل حكومة موازية. وفي حين تدعم بعض القوى السياسية قوات الدعم السريع، ترفض قوى أخرى هذا التوجه. وتشمل هذه القوى “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية”، أكبر تحالف معارضة مدنية بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت التنسيقية رفضها لفكرة الحكومة الموازية، ما أدى إلى انقسامها إلى مجموعتين، إحداهما تدعم مؤتمر نيروبي.

وتزامنت اجتماعات المعارضة في كينيا مع تراجع سيطرة قوات الدعم السريع في عدة مناطق لصالح الجيش السوداني، وخاصة في ولايات الوسط (الخرطوم والجزيرة) والولايات الجنوبية (النيل الأبيض وشمال كردفان).

وفي ولاية الخرطوم التي تضم ثلاث مدن رئيسية، نجح الجيش في السيطرة على 90% من مدينة بحري في الشمال، ومعظم أجزاء مدينة أم درمان في الغرب، و60% من مدينة الخرطوم، فيما لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أحياء شرق وجنوب العاصمة.

وبحلول الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش، لم تعلق السلطات الكينية على اجتماعات نيروبي أو على بيان وزارة الخارجية السودانية.


شارك