عبر إلى غزة أكثر من مرة ومريض نفسي.. من هو “هشام السيد” أسير إسرائيل لدى حماس؟
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها ستفرج عن ستة أسرى إسرائيليين غداً الخميس، ضمن الجولة السابعة من صفقات تبادل الأسرى وتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، بحسب ما أكده القيادي في الحركة خليل الحية.
ومن بين الأسرى الذين أكد الحية إطلاق سراحهم، الأسير هشام السيد، الذي لم يقع أسيراً في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وله قصة خاصة تختلف عن بقية الأسرى، فهو معتقل منذ عام 2015 وأضيف اسمه إلى قوائم المفاوضات بعد سنوات من عدم اليقين بشأن مصيره.
من هو؟
وُلِد هشام السيد في 15 فبراير/شباط 1988 في النقب جنوب الأراضي المحتلة لعائلة عربية من أصول بدوية. وقال والده شعبان السيد، إنه بعد الكشف عن اسم ابنه في صفقة تبادل الأسرى، حلم برؤية ابنه مرة أخرى بعد غياب دام نحو 10 سنوات.
في 8 يونيو/حزيران 2022، نشرت حماس مقطع فيديو لهشام السيد لأول مرة منذ اعتقاله عام 2015، حيث ظهر موصولاً بخزان أكسجين، في حين أعلنت حماس تدهور صحته. وعلق والده على الفيديو قائلا: “الفيديو لم يمنحنا أملا، لكنه على الأقل أكد أنه لا يزال على قيد الحياة”.
يعاني هشام السيد من مرض الفصام منذ صغره. وهو ليس عضوا في القوات المسلحة وليس له أي صلة بالجيش الإسرائيلي. وبحسب والده، ليس معروفًا أنه كان نشطًا سياسيًا. إلا أنه تم اعتقاله عند دخوله قطاع غزة قادماً من إسرائيل.
وقال والده في حديثه لصحيفة معاريف الإسرائيلية، إنه يتابع عمليات إطلاق سراح الأسرى في الفترة الماضية، سواء في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أو في الفترة الحالية، لكنه يبقى حذراً ويائساً، إذ لا يملك معلومات مؤكدة عن حالة ابنه.
ولم تتوقف عائلة السيد عن متابعة الأخبار، ليس فقط من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية، بل وأيضاً من خلال المصادر العربية، المؤيدة لحماس والمعادية لها. ويقول شعبان السيد: “أتحقق من المعلومات من كل مكان”، ملقياً اللوم أحياناً على حماس وأحياناً أخرى على الحكومة الإسرائيلية. واتهمهم بعرقلة الاتفاق والتسبب في الفوضى.
ويقول والد هشام إن حماس وضعت شروط الإفراج حسب أولوياتها، بدءاً بالنساء وكبار السن والمرضى، وانتهاءً بجثث القتلى. ويشير إلى أنه لا يهتم إذا كان ابنه في المرتبة الثانية أو الخامسة في قائمة المفرج عنهم لأن تركيزه الوحيد هو رؤيته مرة أخرى.
لكن شعبان السيد طالب بالإفراج عن ابنه مبكرا لأن ابنه ليس جنديا في الجيش الإسرائيلي وكان مريضا، ولذلك قال إنه كان يجب الإفراج عنه مبكرا.
ورغم أن هشام السيد مسجون منذ عام 2015، إلا أن عائلته لم تحاول ممارسة ضغوط علنية كبيرة للإفراج عنه، حيث ظل مصيره غامضا منذ ذلك الحين حتى تم الإعلان عن اسمه ضمن صفقة تبادل الأسرى.
ولا يعد اعتقال هشام السيد من قبل حماس الأول من نوعه، حيث أن لديه قائمة طويلة من المعابر غير الشرعية، وقد عبر الحدود إلى غزة مرتين بالفعل. وأفرجت عنه حماس عامي 2010 و2013 بعد دخوله قطاع غزة بالطريقة ذاتها، ما يعكس الاضطراب النفسي الذي يعاني منه.
وفي عام 2015، عبر هشام الحدود إلى غزة واختفى بعدها بشكل كامل حتى أعلنت حماس اعتقاله وأكدت احتجازه لديها بعد ظهوره في مقطع فيديو في عام 2022 يظهر تدهور صحته، ولم يتم الكشف عن أي معلومات عنه منذ ذلك الحين.
