رئيس الرقابة المالية يبحث مع مجلس الأعمال الكندي المصري جهود تطوير القطاع المالي غير المصرفي

قال محمد فريد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، إن التحول الرقمي والاستدامة من المحاور الأساسية في جهود الهيئة لتطوير الأسواق المالية غير المصرفية، بهدف توسيع قاعدة المستفيدين من الخدمات المالية التي تقدمها، موضحاً أن الهيئة تواصل دورها في صياغة وتصميم السياسات والخطط، فضلاً عن إصدار اللوائح اللازمة لضمان استقرار الأسواق والمؤسسات المالية غير المصرفية، مع العمل على تطوير وتوسيع الأسواق وحماية حقوق كافة المتعاملين.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس هيئة الخدمات المالية معتز رسلان، ورئيس مجلس الأعمال الكندي المصري، ضمن ندوة بعنوان “الرقابة المالية في مواجهة تحديات الأسواق العالمية”، بحسب بيان أرسلته الهيئة اليوم. وفي هذا السياق، استعرض رسلان الجهود المبذولة لتطوير القطاع المالي غير المصرفي، وتوسيع قاعدة المستفيدين من الأسواق والمؤسسات المالية غير المصرفية في ضوء دعمها للاقتصاد الوطني، وزيادة معدلات الشمول في القطاعات المالية والاستثمارية والتأمينية.
وأكد فريد أن سياسة الهيئة في تطوير القطاع المالي غير المصرفي تركز على تحقيق المزيد من التكامل بين الأنشطة المالية غير المصرفية لزيادة كفاءة السوق وقدرته التنافسية. وعلى سبيل المثال، شهد قطاع التأمين تطورات مهمة، وأبرزها صدور قانون التأمين الموحد رقم 155 لسنة 2024.
وأوضح أن قانون التأمين الموحد يوفر إطاراً قانونياً يتألف من أربعة قوانين تنظم قطاع التأمين. ويأخذ القانون في الاعتبار كافة التطورات والممارسات العالمية ويتكامل مع رؤية الدولة المصرية وأهدافها التنموية وخاصة تحسين التغطية التأمينية.
وشدد فريد على أهمية مواصلة تطوير نماذج الأعمال التقليدية التي لم تعد صالحة لتحقيق الأهداف المطلوبة. علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى العمل على التحول الحقيقي لهذه النماذج من أجل تحقيق التقدم اللازم في هذا القطاع بشكل أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا واستخراج أقصى فائدة ممكنة من القطاع في دعم الاقتصاد.
وأشار فريد إلى أن الهيئة تلزم الشركات العاملة في قطاع التأمين بزيادة الحد الأدنى لرأس المال المصدر والإيداع على مرحلتين خلال عامين لتطبيق أحكام قانون التأمين الموحد الصادر في يوليو 2024 وتحسين الملاءة المالية للشركات وتعزيز قدرتها على تأمين مخاطر أكبر مدفوعة بقاعدة رأسمالية قوية، الأمر الذي سيساعد في تحسين الاستقرار المالي لقطاع التأمين، وبالتالي دعم جهود زيادة التغطية التأمينية. ويتيح القرار أيضًا للشركات تشغيل واستخدام أحدث البرامج وأنظمة المعلومات التي تمكنها من تقديم أفضل خدمة ممكنة وتحسين قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها تجاه حاملي الوثائق.
وأشار إلى ارتفاع إجمالي دخل أقساط شركات التأمين بنسبة 34.1% على أساس سنوي إلى 82.3 مليار جنيه في العام المالي المنتهي في يونيو 2024، مقابل 61.4 مليار جنيه في العام المالي السابق له.
وفيما يتعلق بالتعويضات المدفوعة، تبين أن إجمالي التعويضات المدفوعة في العام المالي المنتهي في يونيو 2024 ارتفع بنسبة 34.2% على أساس سنوي إلى 36.7 مليار جنيه، بنسبة زيادة 27.3% عن العام المالي 2022/2023.
وبلغ إجمالي الاستثمارات نحو 298.2 مليار جنيه في يونيو/حزيران الماضي، مقابل 208.8 مليار جنيه في يونيو/حزيران 2023.
وأكد فريد أن شركات التأمين بحاجة إلى الاستثمار بشكل كبير في تأهيل وتطوير المهنيين من أجل بناء كوادر قادرة على زيادة كفاءة وتنافسية صناعتها، وخاصة بين وسطاء التأمين. وأوضح أن تأهيل الكوادر المهنية وزيادة استخدام التطبيقات التكنولوجية عنصران أساسيان لتحقيق تغطية تأمينية أعلى.
وأوضح أن بنوك الاستثمار العاملة في السوق المصرية يجب أن تلعب دوراً مهماً في التوعية بصناديق التأمين الخاصة وجوانبها الاستثمارية، خاصة بعد التطوير الأخير لهذه الصناديق من قبل الهيئة، والتي ألزمت هذه الصناديق باستثمار ما لا يقل عن 5% من إجمالي أصولها في صناديق استثمار مفتوحة في الأسهم المقيدة بالبورصة المصرية، بالإضافة إلى أدوات استثمارية أخرى في إطار هذه الضوابط بالإضافة إلى القواعد المنظمة لاستثمارات شركات التأمين وإعادة التأمين في سوق المال، وذلك لرفع كفاءة الأداء الاستثماري بما يساهم في تعظيم العائد.
وأشار رئيس هيئة الرقابة المالية إلى أن الهيئة انتهت من صياغة قواعد الشطب الطوعي للأسهم المدرجة قبل أيام بهدف تحقيق حماية أفضل لكافة المساهمين ودعم استقرار السوق، حيث يتطلب القرار أن يتم اتخاذ قرار الشطب بموافقة 75% من الحاضرين في الاجتماع، على أن توافق أغلبية الأقلية غير المرتبطة بالمساهم الرئيسي في حال كان المساهم الرئيسي مسيطراً، بحيث يتم اتخاذ قرار الموافقة على الشطب الطوعي إذا صوت الطرفان لصالحه بالنصاب المطلوب.
دكتور. وأشار فريد إلى أن الهيئة أصدرت القرارين رقم 140 و148 لسنة 2024 لتطوير قواعد قيد وشطب الأوراق المالية بالبورصة المصرية وتعديل قرار مجلس إدارة الهيئة رقم 11 لسنة 2024 والذي ينظم عملية قيد وتداول أسهم شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص (SPAC)، ما أدى إلى تأسيس أول شركة في هذا الشأن.
وفي كلمته، استعرض فريد تجربة إنشاء أول سوق طوعية للكربون نظمتها هيئات تنظيم الأسواق المالية في مصر وأفريقيا. دكتور. وميز محمد فريد بين أسواق الكربون الإلزامية والطوعية وشرح الإطار القانوني لكل من هذه الأسواق، وكذلك الأطراف والأهداف ومؤشرات النجاح وآليات التسعير والسوق، والقطاعات التي تغطيها كل سوق.
وأشار إلى أن شهادات الكربون هي أدوات مالية قابلة للتداول تمثل وحدات خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، أي أن الوحدة أو الشهادة تعادل طناً واحداً من مكافئ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويتم إصدار هذه الشهادات لصالح مطور مشروع الخفض بعد استكمال أعمال التحقق والمصادقة وفقاً للمعايير والمنهجيات المعترف بها دولياً لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. تم تنفيذ العمل عن طريق جهات التحقق والتوثيق المحلية أو الدولية المسجلة في القائمة التي أعدتها الهيئة لهذا الغرض.
وأشار رئيس الهيئة أيضاً إلى تسجيل نحو 21 مشروعاً لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالسوق، والذي تم فتحه في أغسطس/آب الماضي بحضور 6 وزراء ورئيس البورصة المصرية. كما تم تسجيل تراخيص انبعاثات طوعية بقيمة 145 ألف ترخيص في قطاعات مختلفة منها الزراعة، وكذلك في مشاريع التخفيض في الهند ونيبال وبنجلاديش ومصر، بما يتماشى مع اهتمام الهيئة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.