استعراض قوة ورد على ترامب.. 8 رسائل من حماس خلال تسليم جثامين الأسرى

وتحرص فصائل المقاومة الفلسطينية على استغلال مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين في صفقة تبادل الأسرى الحالية لإرسال رسائل غير مباشرة حول آخر التطورات فيما يتعلق بالموقفين الإسرائيلي والأمريكي.
وفي وقت سابق اليوم، سلمت حركة حماس جثامين أربعة أسرى إسرائيليين قتلوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
خلال عملية تسليم الجثث للجنة الدولية للصليب الأحمر التي جرت في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، أعلنت عدة سفارات مسؤوليتها عن قتل الأسرى الذين بحوزتها واستئناف القتال. كما تم رفض المقترح الأمريكي بنقل سكان قطاع غزة.
المسئولية عن قتل السجناء
وفي خلفية منصة تسليم الأسرى كانت هناك صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقف مثل “مصاص دماء” بأنياب بارزة بينما تسيل دماء الأسرى الإسرائيليين القتلى على صدره.
وأرفقت الصورة بتعليق باللغتين العربية والعبرية جاء فيه: “قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية”.
بالإضافة إلى ذلك، تم وضع أربعة توابيت سوداء تحتوي على بقايا السجناء القتلى تحت الصورة. وفي مواجهتهم، على الجانب الآخر من المنصة، كانت هناك صواريخ إسرائيلية والدماء على رؤوسهم، مما يوحي بأن الهجمات الإسرائيلية كانت مسؤولة عن وفاتهم في غزة.
الرد على التسليم السابق
وفي أحدث تبادل لإطلاق النار يوم السبت الماضي، أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم على ارتداء قمصان تحمل شعارات تهديدية، بما في ذلك نجمة داوود وعبارة “لن ننسى ولن نغفر”.
لكن فصائل المقاومة ردت اليوم بشكل غير مباشر على الأمر حيث سلمت جثث الأسرى الأربعة. ورفعت فوق المنصة لافتة كتب عليها باللغتين العربية والعبرية: “لن نسامح ولن ننسى، والطوفان كان هدفنا”.
كما تضمنت اللافتة صورة مذهلة لمذبحة صبرا وشاتيلا التي وقعت في سبتمبر/أيلول 1982 في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
استمر في القتال
وعلى يسار المنصة كانت هناك لافتة طويلة تحذر من استئناف الأعمال العدائية. وأظهرت الصورة توابيت مغطاة بالعلم الإسرائيلي، وحملت تعليقا باللغتين العربية والعبرية يقول: “عودة الحرب = عودة الأسرى في التوابيت”.
ويأتي هذا التعليق وسط تصريحات إسرائيلية تشير إلى وجود صعوبات تهدد بدء المحادثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بين حماس وإسرائيل بعد أن أضاف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شروطا جديدة، بما في ذلك نزع سلاح المقاومة ورفض حكم حماس أو السلطة الفلسطينية على غزة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، الثلاثاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يجري استعدادات عسكرية. ومن المتوقع أن تستأنف المعارك في قطاع غزة في ظل صعوبة تقييم احتمالات نجاح المرحلة الثانية من المفاوضات.
التمسك بالأرض ورفض التهجير
قبل أسابيع قليلة، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رؤيته الخاصة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقد عبر عن ذلك في مقترحه بنقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن. وهو الاقتراح الذي قوبل برفض قاطع في القاهرة وعمان.
لكن ترامب تحدث لاحقا عن رغبته في سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، واستغلال موقعه الجغرافي الفريد، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وفي الصورة المذهلة ذاتها، على يسار منصة التسليم في خان يونس، يمكن رؤية مقاتل فلسطيني أعزل، وقد وضع كلتا قدميه على الأرض، وكأنه “خرج” من تراب غزة. وهذه إشارة غير مباشرة إلى رفض المقترح الأميركي بنقل سكان قطاع غزة.
عدد القتلى الفلسطينيين
أشارت فصائل المقاومة الفلسطينية خلال تسليم جثامين أسرى إسرائيليين صباح اليوم، إلى ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأظهرت لافتة على يمين المنصة عدد الضحايا من شهداء وجرحى، وعدد المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي بلغت 9268 مجزرة.
وجاء في اللافتة أن عدد الشهداء في قطاع غزة وصل إلى 51 ألف شهيد، منهم 14 ألفاً ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض.
منطقة “الهولوكوست”
ولم تتردد فصائل المقاومة الفلسطينية في تذكير قوات الاحتلال الإسرائيلي بخسائرها في الحرب. وعلقوا لافتات على أسطح المنازل المدمرة في منطقة تسليم، تشير إلى الكمائن التي نفذوها ضد قوات الاحتلال.
ومن بين هذه الكمائن، كمين “الفراحين” الذي نفذته مجموعات المقاومة في منطقة الزنة شرق غزة، والذي قتل فيه ثمانية جنود إسرائيليين. وجاء في اللافتة أيضًا: “لم تكن هذه نزهة… لقد كانت محرقة”.
ويبدو أن مقاتلي المقاومة كانوا يحملون معهم الأسلحة التي نفذوا بها الكمين. كما ظهر في عدة مقاطع فيديو نشرتها وسائل الإعلام العسكرية للمقاومة.
كما قدم أحد مقاتلي حماس بيانا حول العمليات التي نفذها شرق مدينة غزة خلال الحرب. وكشف فيها تفاصيل هذه العمليات، وشرح كيفية تنفيذها، والخسائر التي ألحقتها بقوات الاحتلال.
مقاتل “شهيد” يسلم جثث الأسرى!
وفي ظهور صادم، خرج قائد كتائب القسام في المنطقة الشرقية لتسليم جثث الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تقول إسرائيل إنهم استشهدوا خلال الحرب.
إن المكان الذي تم تسليم الجثث فيه هو المكان الذي كانت تجري فيه عمليات مجموعة المقاومة أثناء الحرب. وشملت تلك العمليات هدم ستة منازل تحصن فيها جنود الاحتلال، و21 عملية قنص، و26 استهدافاً مختلفاً، وتدمير 20 دبابة بقنابل “الياسين”.
ماذا يعني مكان التسليم؟
سلمت حركة حماس، صباح اليوم، جثامين أسرى إسرائيليين في منطقة بني سهيلا بخانيونس جنوب قطاع غزة، في رسالة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي أغسطس/آب الماضي، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف وحفر قبور في بني سهيلة، للبحث عن أنفاق تستخدمها حركة حماس، كما يدعي الجيش نفسه.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين قتلوا كانوا محتجزين شرقي خان يونس في جنوب قطاع غزة، في منطقة يعمل فيها الجيش منذ نحو أربعة أشهر.