خبراء يتوقعون نمو استثمارات الشركات الناشئة في مصر خلال 2025

منذ 5 أيام
خبراء يتوقعون نمو استثمارات الشركات الناشئة في مصر خلال 2025

السيد: مصر قادرة على جذب استثمارات تتراوح بين 2 إلى 3 مليارات دولار إلى القطاع سنويا. الجودة: تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل مبتكرة

ويتوقع الخبراء الاقتصاديون تطوراً كبيراً في أنشطة أعمال هذه الشركات الناشئة في العام الحالي 2025، ويفترضون أنها تمتلك القدرة على أن تصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي المستدام. ومن المتوقع أن تجذب مصر استثمارات بقيمة 2 إلى 3 مليارات دولار سنوياً من هذه الشركات.

قال الخبير الاقتصادي أحمد السيد إن مصر لديها فرصة حقيقية لزيادة الاستثمار في قطاع الشركات الناشئة إلى 2-3 مليارات دولار سنويا، خاصة مع توافر الكوادر البشرية الماهرة. ولكنه يرى أن الدولة بحاجة إلى اتباع استراتيجية واضحة لبناء منظومة متكاملة تدعم نمو الشركات الناشئة. ويجب أن يرتكز ذلك على ثلاثة محاور رئيسية: توفير بيئة قانونية وتنظيمية مرنة تتناسب مع طبيعة هذه الشركات وتسهل إنشائها، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب، وتشجيع المزيد من الأشخاص على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.

وأكد أن قطاع الشركات الناشئة يعد من أهم القطاعات التي لديها القدرة على تعزيز الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، خاصة مع الاهتمام العالمي المتزايد بهذه الشركات وقدرتها على دعم النمو الاقتصادي.

وأضاف أن هذا القطاع لا يزال يشكل مصدرا مهما للاستثمار رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، مشيرا إلى أنه في الولايات المتحدة وحدها سيتم ضخ أكثر من 200 مليار دولار من الاستثمارات في الشركات الناشئة في عام 2024، نصفها سيذهب إلى مجال الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن الاقتصاد الإسرائيلي استطاع أيضاً جذب أكثر من 12 مليار دولار لتمويل الشركات الناشئة العام الماضي، في حين لم تتجاوز استثمارات الشركات الناشئة في مصر 400 مليون دولار، وهو ما يعكس الفرص الكبيرة التي لا تزال متاحة لمصر في هذا المجال.

وقال سيد، مشيراً إلى نماذج عالمية مثل فيسبوك وأوبر وآبل، والتي بدأت جميعها كشركات ناشئة لكنها حققت قفزات هائلة، “إن تأثير الشركات الناشئة على الاقتصاد يمكن أن يكون هائلاً”. “ما عليك إلا أن تنظر إلى شركة ميتا (فيسبوك سابقًا)، التي نمت بمقدار خمسة أضعاف حجم الاقتصاد المصري بأكمله في عشرين عامًا فقط. وهذا يوضح الإمكانات الهائلة التي يمكن للشركات الناشئة جلبها إلى مصر”.

وأشار إلى أن اللجنة الوزارية لريادة الأعمال التي تم تشكيلها من المنتظر أن تضع استراتيجية واضحة لخلق بيئة أعمال محفزة للشركات الناشئة وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد المصري. وشدد على ضرورة توحيد العمل مع الوحدة الدائمة لريادة الأعمال والشركات الناشئة بمجلس الوزراء، والبناء على الجهود المبذولة في الفترة الأخيرة لتحقيق أقصى استفادة من دعم هذا القطاع المهم في مصر، بما يضمن تعظيم الاستفادة منه وتحقيق قفزات حقيقية في الاستثمار خلال السنوات المقبلة.

تعتزم الحكومة المصرية إطلاق شركة تمويل كبرى في 2025 تعمل كمشروع مشترك بين الحكومة والقطاع الخاص لتمويل الشركات الناشئة، بحسب ما صرح به مصدر حكومي لصحيفة الشروق في وقت سابق. ويأتي هذا التوجه في الوقت الذي يشهد فيه قطاع الشركات الناشئة في مصر نمواً مطرداً حيث يساهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي ويوفر فرص العمل للشباب. ويعكس إنشاء هذه الشركة أيضًا التزام الحكومة المصرية بتوفير الدعم المالي اللازم لتنمية هذا القطاع ومساعدته على تحقيق المزيد من النجاح.

وتوقع إسلام جودة، المستشار المالي والاقتصادي، أن تشهد الصناعات الناشئة في مصر نمواً ملحوظاً، مدعومة بالمرونة والقدرة على التكيف مع التحديات الاقتصادية العالمية. وأكد أن هذه الصناعات تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام من خلال خلق فرص عمل مبتكرة وزيادة القدرة التنافسية العالمية.

وأوضح أن الصناعات الناشئة تتميز بقدرتها على التكيف مع التغيرات السريعة في الأسواق والظروف الاقتصادية. وتتيح لهم هذه المرونة معالجة المخاطر المرتبطة بعدم الاستقرار المالي، وتحسين قدرتهم على البقاء والنمو في بيئة اقتصادية متقلبة.

ويرى الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح أن الشركات الناشئة، خاصة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والنانوتكنولوجيا، تلعب دوراً محورياً في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، ما يجعلها عوامل أساسية في دفع عجلة النمو المستدام وبناء مستقبل قائم على الابتكار والكفاءة.

وأضاف أبو الفتوح أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على تحسين الإنتاجية وخفض التكاليف، بل أصبح عنصراً أساسياً في تطوير الحلول الذكية التي أحدثت ثورة في مجالات مثل الرعاية الصحية من خلال التشخيص المبكر للأمراض وتحليل البيانات الطبية، والتعليم من خلال أدوات التعلم الشخصية، وقطاع الأعمال من خلال التنبؤ باتجاهات السوق واتخاذ القرارات الاستراتيجية.


شارك