بعد مجازر الدعم السريع.. الجيش السوداني يحقق مكاسب جديدة في الخرطوم ودارفور

منذ 1 يوم
بعد مجازر الدعم السريع.. الجيش السوداني يحقق مكاسب جديدة في الخرطوم ودارفور

وفي تطور عسكري، واصل الجيش السوداني تقدمه على عدة محاور ميدانية بالعاصمة الخرطوم ومدينة الفاشر، وسط اشتباكات عنيفة مع قوات “الدعم السريع”، بعد أن بدأ نشر قواته جنوب العاصمة الخرطوم اليوم الخميس، بعد استعادته السيطرة على عدد من المناطق الاستراتيجية التي كانت تحت سيطرة قوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وأعلنت القوات المسلحة السودانية في بيان أن وحدات من الجيش تمكنت من السيطرة على منطقة جنوب كافوري بالخرطوم بحري، معززة بذلك مواقع الجيش الميداني في مختلف محاور العاصمة. وأضاف البيان أن القوات المدرعة تقترب من لقاء مع وحدات أخرى بمنطقة المقرن، وهو ما قد يؤدي إلى محاصرة قوات الدعم السريع بالخرطوم.

صورة 1

وفي شمال دارفور، أعلن الجيش عن تحقيق تقدم نوعي في مدينة الفاشر، حيث نفذت قواته عمليات عسكرية ناجحة ضد تمركزات لقوات الدعم السريع. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية إن قوات الجيش دمرت مركبات قتالية واغتنام أسلحة وذخائر، ما أدى إلى انسحاب قوات الدعم السريع من بعض المناطق الحيوية بالمدينة.

بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على مناطق واسعة من السودان، أصبح الوضع “صعباً” بالنسبة لقوات الدعم السريع، خاصة في منطقة الخرطوم وسط البلاد. في الوقت نفسه، شددت السلطات السيطرة على مدينة الرهد في شمال كردفان، حيث تم الإعلان عن السيطرة عليها الإثنين الماضي.

صورة 2

تحذير من تشكيل حكومة موازية

وعلى المستوى السياسي، أعلن الجيش السوداني أنه سيتصدى لمحاولات تشكيل حكومة موازية بقيادة قوات الدعم السريع، وحذر من أنه سيتعامل مع أي حكومة غير شرعية كوحدة متمردة. ويأتي التصعيد بعد تقارير عن عقد اجتماعات في كينيا لتأسيس كيان سياسي يمثل قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها.

وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا شديد اللهجة أدانت فيه بشدة “تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية”، وأكدت أن أي محاولة خارجية لدعم القوات المتمردة ستقابل برد قوي من الحكومة السودانية الشرعية.

صورة-3

مذبحة النيل الأبيض

بينما يواصل الجيش السوداني تقدمه في العاصمة الخرطوم وعلى عدة جبهات، ارتكبت قوات الدعم السريع بولاية النيل الأبيض مجازر بشعة، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 مدني خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتضمنت المجازر أيضًا هجمات على قرى لا يوجد بها أي وجود عسكري، حيث قُتل العشرات من الأطفال والنساء بوحشية. وأشارت إفادات الناجين إلى أن قوات الدعم استخدمت أسلحة ثقيلة لمهاجمة المنازل والمساجد.

دعت منظمات دولية، ومن بينها منظمة العفو الدولية، إلى إجراء تحقيق دولي في الانتهاكات الخطيرة ضد السكان المدنيين في السودان، وأكدت أن استمرار الجرائم ضد الأبرياء قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.

صورة 4

ومع استمرار العمليات العسكرية، تدهور الوضع الإنساني بشكل مثير للقلق. وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أن القتال الدائر أجبر نحو 10 آلاف أسرة على الفرار من مخيم زمزم للاجئين في دارفور خلال اليومين الماضيين. وأوضح التقرير أن النازحين يعيشون ظروفاً مأساوية ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة.

وفي العاصمة الخرطوم يعاني السكان من أزمة إنسانية مدمرة حيث أدى انقطاع إمدادات الغذاء والدواء إلى تدهور غير مسبوق في الظروف المعيشية. ويأتي هذا في وقت تعاني فيه الأسواق من نقص في المواد الغذائية وأغلقت العديد من المستشفيات أبوابها بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء.

مع استمرار القتال في الخرطوم ودارفور، يبدو الجيش السوداني عازماً على مواصلة عملياته حتى بسط سيطرته الكاملة على العاصمة ومناطقها الاستراتيجية، بعد أن سيطرت عليها قوات الدعم السريع لفترة طويلة منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.


شارك