المفتي يدعو لتأسيس رابطة عالمية مستقلة لتوحيد الجهود في التقريب بين المذاهب

منذ 23 ساعات
المفتي يدعو لتأسيس رابطة عالمية مستقلة لتوحيد الجهود في التقريب بين المذاهب

● نذير عياد: الحوار بين المذاهب الإسلامية واجب ديني منذ صدر الإسلام علينا أن نداوي جراح الماضي ونبني الجسور للأجيال القادمة للوصول إلى شواطئ آمنة. إن غياب مفهوم المواطنة العادلة كان بمثابة البذرة الأولى لشجرة التعصب الطائفي.

● علي الأمين: الحوار الإسلامي يوحد ولا يفرق وهو الطريق إلى الوحدة الوطنية. لا يمكن لهذه الأمة أن تتقوى إلا بما تأسست عليه في البداية: الوحدة والولاء لله. – التعددية القانونية مصدر ثراء علمي، لكن إساءة استخدامها تؤدي إلى الانقسام والخلاف.

الاستاذ الدكتور قال مفتي الجمهورية سماحة الشيخ نذير عياد إن الحوار بين المذاهب الإسلامية لم يكن يوما أمرا زائدا بل كان واجبا دينيا منذ أن أشرق أول شعاع لهذه الشريعة الحقة، وإن السعي إلى الإصلاح بين الإخوة فريضة تذكرنا بأن المؤمنين مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

وأكد أن الحوار هو الجسر الأكيد الذي يوحد الأمة ويوحد كلمتها، مشيرا إلى أن آمال الأمة اليوم معلقة على علمائها والمرجعيات الإسلامية. وهذا يتطلب منا أن نداوي جراح الماضي ونبني جسراً آمناً يستطيع أبناؤنا من خلاله أن يدخلوا إلى مستقبل تشرق فيه شمس السلام فوق كل الاختلافات.

جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي الذي انعقد في العاصمة البحرينية المنامة تحت عنوان “أمة واحدة ومصير مشترك”.

وأكد المفتي أن غياب مفهوم المواطنة العادلة هو البذرة الأولى التي انبثقت منها شجرة التعصب الطائفي الخبيثة، مشيرا إلى أن التعصب الطائفي يحول الأوطان إلى مسارح للكراهية والصراع، ويجعلها فريسة سهلة للتدخل الأجنبي.

ودعا أيضاً إلى إنشاء جمعية عالمية مستقلة مهمتها تجميع جهود المؤسسات العاملة على التقارب بين المذاهب الإسلامية، بهدف تحسين التفاهم المتبادل، ودعم قيم المواطنة، وتطوير آليات التواصل المستدام بين العلماء والمؤسسات.

من جانبه أكد عضو مجلس حكماء المسلمين علي الأمين أن الحوار الإسلامي يجمع المشاركين في الحوار ولا يفرقهم. وأكد أن الأمة اليوم لا يصلحها إلا ما أصلح وضعها الأول، حيث تمسك كل أبنائها بحبل الله ولم يتفرقوا حتى أصبحوا بحق خير أمة أخرجت للناس. وأضاف أن المطلوب منا جميعا أن نبتعد عن كل عوامل الفرقة والاختلاف وأن ندرك أن وحدة الأمة من مقاصد شريعتنا السمحة.

وأوضح أن التعددية في الآراء نشأت من الدعوة الصريحة إلى التمسك بالكتاب المقدس والسنة النبوية الشريفة، وأكد أن اختلاف الآراء بين العلماء ليس سبباً للخلاف، بل إن أسوأ استغلال لهذه التعددية الشرعية يؤدي إلى الفرقة والشقاق.

وأضاف أن المذاهب الفقهية المتنافسة تحت راية الإسلام الذي يوحدها جميعاً بعيداً عن الصراع كانت في السابق مصدراً للثروة العلمية، وشدد على ضرورة مواجهة الطائفية التي ظهرت في مجتمعاتنا ودولنا.

جدير بالذكر أن المؤتمر أقيم بدعوة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور. أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين خلال منتدى البحرين للحوار في نوفمبر 2022 تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين.

ويشارك في المؤتمر أكثر من 400 عالم وقائد ومرجع إسلامي ومفكر ومثقف من كافة أنحاء العالم. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الشؤون الإسلامية ووحدة المسلمين وإنشاء آلية للحوار العلمي الدائم بين العلماء والمسئولين في العالم الإسلامي.


شارك