المشاركون بجلسة مؤتمر الحوار الإسلامي: التعصب للانتماء الديني والمذهبي أوصل المسلمين لتكفير بعضهم بعضا

منذ 22 ساعات
المشاركون بجلسة مؤتمر الحوار الإسلامي: التعصب للانتماء الديني والمذهبي أوصل المسلمين لتكفير بعضهم بعضا

دكتور. أكد عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الأزهر يبذل جهوداً كبيرة من أجل ترسيخ مبدأ المواطنة كأساس للتعايش بين الشعوب ونبذ التعصب الطائفي.

وقال شومان خلال ترؤسه الدورة الخامسة لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي: “إن الناس يختلفون في انتماءاتهم الدينية”، مشيراً إلى أن أتباع الدين الواحد يختلفون في تعاليمهم وفقههم، ونظراً لهذا التنوع والاختلاف فلا مشكلة من حيث المبدأ في العيش معاً؛ لكن المشكلة تكمن في التعصب الديني والمذهبي وقد يصل الأمر إلى أن يعلن المسلمون كفر بعضهم البعض، ويعلن أتباع الديانات الأخرى كفرة أتباعهم الذين يختلفون معهم في انتمائهم المذهبي. «إن العيش المشترك تحت مظلة المواطنة يقضي على كل أشكال التعصب وأضراره على الأفراد والمجتمعات».

دكتور. من جهته، أكد مصطفى باجو، أستاذ الفقه وأصوله بجامعة غرداية وعضو المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر: إن الحوار العادل يتطلب الأدب، والإنصاف يقتضي الاستماع وفهم الرأي والرأي الآخر حتى تتبين الحقائق ويختار الرأي الأصح، دون محاولة فرضه بمنطق العنف والتهاون والغطرسة. ولا بد من تأكيد قدسية الانقسام، وتحديد خطره على الأمة حاضراً ومستقبلاً، واعتبار الوحدة واجباً دينياً.

دكتور. كما أكد أبو القاسم الدباجي الأمين العام لمنظمة الفقه الإسلامي الدولية أن تحقيق الوحدة الإسلامية لم يعد خيارا بل أصبح ضرورة لمواجهة التحديات الثقافية والاقتصادية والسياسية التي تواجه الأمة الإسلامية. وأكد أن الوحدة تتطلب الإيمان بالعدل والمساواة وتعزيز الهوية الإسلامية المشتركة.

ودعا إلى تكثيف الحوار بين علماء المذاهب المختلفة واستخدام وسائل الإعلام والتكنولوجيا لنشر قيم التفاهم المتبادل. وأكد أن السياسيين والعلماء والمستثمرين شركاء مهمون في بناء هذه الوحدة، وأن الوحدة الإسلامية هي السبيل الوحيد لاستعادة مجد الأمة وتعزيز استقلالها في عصر العولمة.

دكتور. أكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين الدكتور عبد اللطيف آل محمود، أهمية ترسيخ مبادئ الوحدة بين المسلمين لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في العصر الحديث. وشدد على أن القادة الدينيين يجب أن يقوموا بمسؤولياتهم في قيادة المسلمين إلى خطاب موحد يعزز التفاهم والتعايش السلمي بين الطوائف والمذاهب الفكرية المختلفة. وأشار إلى أن بعض التيارات المتطرفة حاولت تشويه صورة الإسلام حول العالم، الأمر الذي يجعل الحوار بين المسلمين أكثر إلحاحاً لمواجهة حملات التشويه والعداء للإسلام.

من جانبه، أكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين ناصر العصفور أن الاختلافات المذهبية والمذهبية في المجتمع المسلم أدت إلى ظهور الانقسامات والصراعات بسبب عدم وجود حوار جاد بين المذاهب لتحقيق التعايش وقبول التنوع.

وأشار إلى أن الخطاب الديني الموحد البعيد عن الخلافات والاختلافات يؤتي ثماره الطيبة ويحقق أصحابه رغباتهم وأهدافهم إذا ركزوا على نشر الوسطية والاعتدال ولغة التسامح ونبذ الفرقة والتيسير على العباد دون مخالفة الأصول الشرعية، واعتماد منهج التنوع والابتكار في الأساليب والتدرج في لغة الخطاب حسب المخاطب والزمان والمكان، والاهتمام بالواقعية في العرض.

ودعا إقبال عبد الكريم سكراني، المستشار البارز للمجلس الإسلامي في بريطانيا، إلى التغلب على الانقسامات داخل الأمة الإسلامية من خلال تعزيز الحوار الداخلي، والتركيز على المبادئ الإسلامية المشتركة مثل العدل والرحمة، واستخدام التعليم والتكنولوجيا لمعالجة التحديات الطائفية والسياسية والثقافية. وشدد على أهمية المبادرات المجتمعية والقوانين ضد الكراهية الدينية، وأشاد بتجربة الأزهر الناجحة في تعزيز لغة الحوار، وأكد أن الوحدة الإسلامية ضرورية لمستقبل أقوى وأكثر انسجاما.

جدير بالذكر أن مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي عقد بدعوة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال منتدى البحرين للحوار في نوفمبر 2022، برعاية كريمة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وبمشاركة أكثر من 400 عالم وقائد ومرجعية إسلامية ومفكر ومثقف من مختلف أنحاء العالم، حيث يهدف إلى تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المسلمين، وإرساء آلية دائمة للحوار العلمي على مستوى العلماء والمرجعيات في العالم الإسلامي.


شارك