معارك ضارية في كورسك الروسية بعد توغل قوات أوكرانية.. ماذا يحدث؟
واستمر القتال العنيف في مقاطعة كورسك الروسية لليوم الثاني على التوالي بعد أن اخترقت القوات الأوكرانية الحدود – وهي واحدة من أكبر عمليات التوغل في الأراضي الروسية منذ بدء الحرب في فبراير 2022.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، استمرار القتال في كورسك، مؤكدة أن الجيش الروسي يواصل “تدمير العدو” في المناطق القريبة من الحدود.
وتقدمت القوات الأوكرانية شمال غرب بلدة سوديا الحدودية، على بعد 530 كيلومترا جنوب غرب موسكو.
تعد سودجا نقطة الشحن الأخيرة لنقل صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا. تقع محطة كورسك للطاقة النووية الروسية على بعد 60 كيلومترًا فقط شمال شرق سودجا.
صرح رئيس الأركان فاليري غيراسيموف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم أن ما يصل إلى ألف جندي أوكراني يشاركون في غزو كورسك عبر الحدود، مؤكدا أنه تم إيقاف الهجوم الأوكراني وسيتم تدمير القوات المهاجمة.
وذكرت قناة كانال ريبار التابعة للجيش الروسي أن القوات الأوكرانية استولت على ثلاث قرى في منطقة كورسك.
• الآلاف يغادرون المنطقة بسبب القتال
وقالت السلطات المحلية إن آلاف المدنيين غادروا المنطقة بسبب القتال والتفجيرات التي خلفت ما لا يقل عن خمسة قتلى مدنيين و28 جريحا، معلنة إلغاء جميع المناسبات العامة.
وفي هذا الصدد، دعا حاكم مقاطعة كورسك، أليكسي سميرنوف، السكان إلى التبرع بالدم، قائلا إنه تم وضع جميع السلطات والسلطات المعنية في المقاطعة في حالة تأهب قصوى.
وعبر الحدود، أعلنت أوكرانيا إجلاء إلزاميا لنحو 6000 شخص، بينهم 425 طفلا، في منطقة سومي المتاخمة لإقليم كورسك الروسي.
• استفزاز كبير
وردا على ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أوكرانيا تقوم “باستفزاز واسع النطاق” واتهم القوات الأوكرانية “بإطلاق أنواع مختلفة من الأسلحة بشكل عشوائي، بما في ذلك الصواريخ، على المباني المدنية والمنازل وسيارات الإسعاف”.
والتقى بوتين اليوم مع وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف وأمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو ومدير مكتب الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف لمناقشة الوضع في مقاطعة كورسك.
وأمر بوتين بتقديم كل المساعدة اللازمة إلى مقاطعة كورسك التي تتعرض لهجوم من أوكرانيا.
• الصمت الأوكراني
من جانبها، التزمت السلطات الأوكرانية الصمت شبه التام بشأن الوضع في منطقة كورسك منذ يوم الثلاثاء.
ويعتقد الخبير العسكري الأوكراني سيرغي زغوريتس أن الجيش الأوكراني يحاول صرف انتباه القوات المسلحة الروسية عن قطاعات أخرى من الجبهة التي كانت تتقدم فيها في الأشهر الأخيرة.
وقال زغوريتس لوكالة فرانس برس: “أعتقد أن أحد أهداف كييف هو سحب الاحتياطيات الروسية وتخفيف الضغط على عمليات جيشها في قطاع خاركيف وربما في مناطق أخرى”.
وتأتي هذه العملية في وقت يحقق فيه الجنود الروس تقدما تدريجيا في شرق أوكرانيا منذ أشهر، في مواجهة جيش أوكراني يفتقر إلى المجندين الجدد والذخيرة.
وفي مايو الماضي، شنت القوات الروسية هجوما بريا في منطقة خاركيف الحدودية وسيطرت على عدة مواقع قبل أن تتمكن القوات الأوكرانية من إيقافها.