ما قصة الانتقادات اللاذعة بين ترامب وزيلينسكي؟

منذ 15 ساعات
ما قصة الانتقادات اللاذعة بين ترامب وزيلينسكي؟

توترت العلاقات بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقب اجتماع أمريكي روسي رفيع المستوى بشأن الصراع الأوكراني والذي عقد في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء دون مشاركة أوكرانيا.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الاجتماع حضره مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وروسيا، واتفق المشاركون على رسم مسار لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. ولكن لم تتم دعوة أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، الأمر الذي أثار غضب زيلينسكي. واحتجاجا على ذلك، أرجأ زيارة مقررة إلى السعودية، وأكد أن “المفاوضات لا ينبغي أن تتم خلف ظهورنا”.

-تبادل التصريحات بين ترامب وسيلينسكي

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في منتجعه مار إيه لاغو في فلوريدا عقب الاجتماع إنه أصبح “أكثر ثقة” في انتهاء الصراع. وعندما سئل عن غياب أوكرانيا عن المحادثات، أجاب: “لقد أتيحت لهم الفرصة للتفاوض لمدة ثلاث سنوات. كان من الممكن تجنب هذا الصراع بسهولة”.

وأضاف أن كييف تتحمل جزءا من المسؤولية عن اندلاع الحرب، وهو ما يتناقض بشكل واضح مع الموقف التقليدي للولايات المتحدة وحلفائها.

وفي تعليق آخر، زعم ترامب أن شعبية زيلينسكي انخفضت إلى أربعة في المائة، ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا، حيث تم تأجيل الانتخابات الرئاسية حتى عام 2024 بسبب الحرب.

من جانبه، رد زيلينسكي بحدة واتهم ترامب بالخداع بسبب “التضليل الروسي”. وقال في تصريح صحفي يوم الأربعاء: “أعتقد أن الولايات المتحدة ساعدت بوتن على الخروج من سنوات العزلة”. وانتقد بشدة الحكومة الأميركية الجديدة ودعاها إلى “أن تكون صادقة”.

واستمر التصعيد عندما وصف ترامب زيلينسكي بأنه “دكتاتور غير منتخب” على منصته “تروث سوشيال” وحذر من أن “أوكرانيا قد لا تنجو كدولة” إذا لم يتحرك زيلينسكي بسرعة. وأشار أيضا إلى أن زيلينسكي كان “كوميديا سابقا” أقنع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار على حرب “غير قابلة للربح”.

-ردود الفعل الأوروبية

وفي ظل التوترات، يحاول الزعماء الأوروبيون إيجاد موقف موحد في مواجهة التقارب المفاجئ بين الولايات المتحدة وروسيا. دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عقد اجتماعين للأزمة في باريس، حضرهما ممثلون عن أكثر من اثنتي عشرة دولة من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وانتهى الاجتماع الثاني، الأربعاء، بالاتفاق على فرض جولة جديدة من العقوبات على روسيا. وأكد ماكرون أن أي اتفاق سلام يجب أن يأخذ في الاعتبار حقوق أوكرانيا وأمن أوروبا، محذرا من أن روسيا تشكل “تهديدا وجوديا”.

وفي بريطانيا، تحدث رئيس الوزراء كير ستارمر إلى زيلينسكي، وأكد دعمه لأوكرانيا وأشار إلى أن تعليق الانتخابات أثناء الحرب “أمر منطقي”، كما فعلت بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية. لكنه أعرب أيضا عن دعمه للجهود الأميركية لإنهاء الصراع.

-هل يستمر الجدال طويلاً؟

وبحسب الخبراء، فإن التوترات بين ترامب وزيلينسكي قد تكون مؤقتة فقط. وقال تيموفي ميلوفانوف، رئيس مدرسة كييف للاقتصاد، إن زيلينسكي “لديه الحق في الرد بالحقائق، لكن يجب أن يكون حريصًا على عدم تصعيد الموقف شخصيًا”.

من جانبه، رأى الجنرال الأمريكي المتقاعد جاك كين أن الخلاف قد يكون قصير الأجل، قائلا إن زيلينسكي “بالغ في رد فعله” بسبب استبعاده من المحادثات.

وفي خطابه عبر الفيديو مساء الأربعاء، أكد زيلينسكي على أهمية الحفاظ على علاقات جيدة مع واشنطن، وأعرب عن استعداده للتعاون البناء مع الولايات المتحدة وأعلن عن اجتماع قادم مع المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج. وأكد أن “السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون مع أميركا وأوروبا”.


شارك