اختطفه الموساد من أوكرانيا.. من هو الأسير ضرار أبو سيسي المفرج عنه اليوم؟

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنه من المتوقع أن يتم الإفراج عن الأسير الفلسطيني ضرار أبو سيسي ضمن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
ضرار أبو سيسي هو مهندس فلسطيني درس وحصل على الدكتوراه في الكهرباء في أوكرانيا وعمل بعد ذلك مديراً لمحطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة. وبعد عودته إلى أوكرانيا، اختطفه جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، واقتاده إلى أحد سجون الاحتلال وحكم عليه بالسجن لمدة 21 عاماً بتهمة تطوير الصواريخ لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ضرار أبو سيسي من مواليد عام 1969. وهو متزوج من امرأة أوكرانية ولديه ستة أطفال. في عام 1988، انتقل درار إلى أوكرانيا لدراسة الهندسة الكهربائية وحصل على درجة الدكتوراه في هندسة الشبكات الكهربائية. وبعد تخرجه عاد إلى قطاع غزة وبدأ العمل في محطة توليد الكهرباء الوحيدة هناك، ثم أصبح مديراً لها وبدأ التدريس في جامعة القدس المفتوحة.
وبسبب الحصار والعدوان المستمر على قطاع غزة، لم يتمكن ضرار من العودة إلى أوكرانيا إلا بعد 15 عامًا. وفي عام 2011، عاد إلى أوكرانيا مع زوجته وأحد أبنائه لزيارة عائلة زوجته وإجراء بعض الأعمال الرسمية. إلا أنه في 18 فبراير/شباط من نفس العام تم اختطافه.
في يوم اختطافه، كان درار على متن قطار من خاركوف إلى كييف لإحضار شقيقه الذي جاء من هولندا بعد 16 عامًا من الانفصال. وكان أحد أصدقائه ينتظره في محطة القطار ليقله إلى المطار، لكن درار لم يكن في العربة التي كان من المفترض أن يكون فيها، فتفاجأ شقيقه بعدم وجوده في المطار.
وبعد ساعات من اختفائه، اتصلت العائلة بمسؤولين في الجالية الفلسطينية في أوكرانيا، وبدأت بالتواصل مع المسؤولين المعنيين في القطار. وأكد أحد العاملين في العربة التي كان يتواجد فيها درار، أن مجهولين صعدوا إلى داخلها واقتادوه بعد إبراز بطاقات تثبت أنهم من قوات الأمن.
وسارعت عائلة درار وممثلو الجالية الفلسطينية في أوكرانيا إلى الاتصال بمنظمات حقوق الإنسان والمسؤولين الأمنيين الأوكرانيين وأطلقوا حملة إعلامية لكشف مصير درار وإجراء تحقيق في الحادث. كما حضرت زوجته فيرونيكا المؤتمرات الصحفية وأكدت أن زوجها ليس له أعداء في أوكرانيا وليس لديه ثروة يمكن أن تغري العصابات لاختطافه. واتهمت الموساد بالتورط في عملية الاختطاف.
رغم أنها كانت تتوقع أن تفقد زوجها نتيجة العدوان الإسرائيلي وحصار غزة، إلا أن فيرونيكا لم تتخيل قط أن هذا سيحدث في أوكرانيا. لكن الأمر اتضح لها لاحقا عندما تلقت اتصالا من بريطانيا وكان على الطرف الآخر زوجها درار الذي طلب منها ألا تقلق عليه وأكد لها أنه محتجز في أحد سجون إسرائيل قبل أن ينقطع الاتصال فجأة.
واتهم شقيقه يوسف السلطات الأوكرانية باختطافه وتسليمه للموساد. وأفاد شاهد عيان أن مجهولين دخلوا إلى عربة القطار وصادروا جواز سفر درار وطلبوا منه مرافقتهم، وبعدها جاء شخص ثالث وسرق متعلقاته.
وكشف لاحقا أن درار كان محتجزا في سجون عسقلان وأولي كيدار وإيشيل، حيث تعرض لفترات طويلة من التحقيق القاسي والحبس الانفرادي. وبعد ذلك خاض إضراباً عن الطعام لعدة أشهر، لكنه أنهى إضرابه بعد التوصل إلى اتفاق أدى إلى إطلاق سراحه من العزلة التي استمرت نحو ثلاث سنوات.
وبعد تدهور صحة أبو سيسي مجدداً، هدد الأسرى بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام تضامناً معه، كما خاض هو أيضاً إضراباً عن الطعام. وطالبت الجهات الرسمية ومؤسسات حقوق الإنسان التي تعنى بأوضاع الأسرى بإنهاء عزلته وتكثيف التضامن معه. ولم ير درار النور منذ اعتقاله في العام 2011. تعزله إسرائيل في سجونها وتمنع عائلته من زيارته وتخضعه لتحقيقات قاسية لمدة تقترب من مائة يوم.
وجاء في لائحة الاتهام الموجهة إلى درار أنه كتب أطروحته للدكتوراه في أكاديمية خاركوف للهندسة العسكرية تحت إشراف البروفيسور كونستانتين بتروفيتش، الخبير في أنظمة التحكم في صواريخ سكود. يمتلك خبرة واسعة في تطوير الصواريخ وأنظمة التحكم بها وإطلاقها.
وتضمنت القائمة أيضا اتهامات بأنه عمل في شركة الكهرباء بينما انضم في الوقت نفسه إلى حركة حماس، حيث عمل ناشطا سرا. وجاء في لائحة الاتهام أيضا أنه تولى بين عامي 2002 و2008 مناصب قيادية في حماس، وكان مسؤولا عن الكهرباء، وشارك في تطوير وتحسين الصواريخ وقذائف الهاون، ما ساهم في تطوير أنواع متقدمة من الصواريخ القاتلة.
في 14 يوليو/تموز 2015، حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن لمدة 21 عاماً بتهمة المشاركة في أنشطة عسكرية مع حماس والمساعدة في تصنيع الصواريخ التي تطلق من غزة.
ونتيجة للتعذيب والظروف القاسية التي تعرض لها، عانى درار من الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم وفقر الدم وأمراض الكلى والمعدة ومشاكل في الجهاز التنفسي وآلام الظهر.