رانيا المشاط: حجم التبادل التجاري بين مصر والبحرين بلغت 661.4 مليون دولار عام 2024

ونحن نعمل على إعداد خطة تنفيذية شاملة لتعزيز النمو المستدام وتعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي.
دكتور. شاركت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في اجتماع اللجنة الحكومية المصرية البحرينية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني الذي عقد بمملكة البحرين برئاسة وزير المالية أحمد كجوك وسلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد بمملكة البحرين. وحضر اللقاء أيضا حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية وممثلون عن الحكومتين ومجتمع الأعمال في البلدين.
وأكدت المشاط الشراكة الوثيقة مع البحرين، وحرص الحكومة على تعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، حيث من المتوقع أن يصل حجم التجارة بين البلدين في عام 2024 إلى نحو 661.4 مليون دولار.
وأشارت أيضاً إلى الاستثمارات البحرينية في مصر في مجالات التمويل والصناعة والإنشاءات والزراعة والسياحة والخدمات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن الاستثمارات المصرية في البحرين التي تركز على العقارات والسياحة. وأوضحت أن مصر ترحب بالمستثمرين من البحرين وتقدم العديد من الفرص الاستثمارية، فضلاً عن تعزيز الشراكات في مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة.
وأشادت بالجهود المشتركة لعقد الدورة الثانية للجنة على الرغم من التحديات السياسية والتنموية والاقتصادية المعقدة التي تواجه المنطقة العربية، قائلة إن العالم يشهد تحديات مشتركة وتوترات جيوسياسية وتراجع العديد من مؤشرات التنمية، مما يتطلب تطوير أنظمة تمويل عالمية أكثر عدالة وكفاءة وفعالية.
وأكدت أنه في ضوء هذه التطورات العالمية المتلاحقة فإنني أدرك أهمية اللجان المشتركة ــ على مستوى عال ــ لأنها توفر منصة مهمة للحوار والتفكير المشترك من أجل الاستفادة المتبادلة من التجارب والخبرات الناجحة في كافة المجالات وعلى مختلف المستويات.
وأشارت إلى الجهود الوطنية المبذولة لزيادة الاستقرار الاقتصادي الكلي وتحسين بيئة الأعمال بما يتماشى مع التنمية الاقتصادية الإقليمية والعالمية، فضلاً عن تحديد أهداف تنموية طموحة من خلال الخطة الوطنية للتنمية المستدامة: رؤية مصر 2030، والتي تعكس الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة: البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد البيئي، كما أشارت إلى نية الوزارة إطلاق المرحلة الثانية من التقارير الخاصة بتوطين أهداف التنمية المستدامة للمحافظات المصرية (27 تقريراً). وتمثل هذه المؤشرات أداة مهمة يعتمد عليها صناع القرار وصناع السياسات لتوجيه جهود التنمية بشكل فعال والاستجابة للاحتياجات المحلية، وبالتالي تعزيز النمو الشامل والمستدام في جميع أنحاء البلاد.
وأوضحت أن الوزارة تعمل على إعداد خطة تنفيذية شاملة تهدف إلى تعزيز النمو المستدام والاستقرار الاقتصادي الكلي، فضلاً عن خلق فرص العمل. وينبغي أن ينصب التركيز على تحسين بيئة الأعمال ودعم القطاعات القابلة للتداول. ويتم تحقيق ذلك من خلال إدخال تدابير تصحيحية في السياسة المالية والنقدية. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي إدارة الاستثمارات العامة لإفساح المجال للقطاع الخاص. وتهدف زيادة الاستثمار أيضًا إلى إنشاء اقتصاد أكثر ديناميكية ومرونة وتنافسية.
وأضافت أن الدولة واصلت جهودها لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية منذ عام 2016 لتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال وزيادة قدرة الاقتصاد الكلي على الصمود في وجه الصدمات الخارجية ودعم التحول الأخضر وفتح آفاق مستقبلية للتنمية الشاملة والمستدامة بهدف تعظيم فوائد الشراكات التنموية من الناحية المالية والفنية.
وأكدت أن هذه التدخلات انعكست على مؤشرات النمو الاقتصادي، حيث سجل قطاع التصنيع غير النفطي نمواً إيجابياً بعد فترة من التراجع، مع ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعي بعد سلسلة من التراجعات بدأت في الربع الثالث من السنة المالية 2021-2022. كما تطورت استثمارات القطاع الخاص في الربع الأول من السنة المالية الحالية، لتمثل 63% من إجمالي الاستثمارات، وانعكس استمرار هذا الزخم الإيجابي في مؤشر مديري المشتريات لشهر يناير 2025، الذي حقق أفضل أداء له في 4 سنوات، مسجلاً 50 نقطة، متجاوزاً المنطقة المحايدة.
واستعرضت المشاط تطور معدلات التضخم، وزيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج، واستمرار نمو الاستثمار الأجنبي المباشر، ونمو إيرادات السياحة، وزيادة احتياطيات النقد الأجنبي.
وأوضحت أن عام 2023 يعد من أفضل الأعوام بعد أزمة كورونا منذ عام 2020، إذ استطاع سوق العمل المصري استيعاب نحو مليون وظيفة خلال العام الجاري. ومن أهم وأكبر القطاعات التي استطاعت استيعاب هذا العدد من الوظائف كان قطاع التصنيع، الذي احتفظ بمفرده بنحو 255 ألف وظيفة، أي نحو 25% من إجمالي عدد الوظائف التي وفرتها.
وتشير المؤشرات إلى تعافي النمو الاقتصادي في مصر في الربع الأخير من عام 2023/2024 واستمراره في الربع الأول من عام 2024/2025 (بمعدل نمو 3.5%). وجاء هذا النمو مدفوعاً بتحسن ملحوظ في بعض الأنشطة الاقتصادية الرئيسية بما في ذلك: قطاع التصنيع، وقطاع الكهرباء، والقطاع المصرفي. ومن المتوقع أن يستمر تحسن النشاط الاقتصادي في الفترة المقبلة حيث تلتزم الحكومة بمواصلة تنفيذ سياسات فعالة لدعم الاستقرار الاقتصادي الكلي واحتواء التضخم وتحفيز النشاط في القطاع الخاص.
وأشارت إلى أن الدولة ستواصل تنفيذ الإصلاحات الهيكلية بتطبيق قواعد الحوكمة الرشيدة، وزيادة كفاءة الإنفاق الاستثماري، وتحديد سقف للاستثمار العام عند تريليون جنيه مصري للعام المالي 2024/2025، بحيث يستحوذ القطاع الخاص على 50% من إجمالي الاستثمارات، مقارنة بنحو 43% في العام السابق 2023/2024.
وأكدت أن مصر تتمتع بالعديد من المزايا والمقومات التنافسية التي تعزز قدرتها على الترويج وجذب واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، ولديها البنية الأساسية اللازمة لذلك من طرق وموانئ ونقل بحري ومطارات ومجمعات لصناعة التعدين والطاقة المتجددة. وأشارت إلى تنفيذ إجراءات تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز القطاع الخاص والتغلب على التحديات التي يواجهها المستثمرون، وعلى رأسها تنفيذ سياسات ضريبية جديدة، وتوفير حزمة حوافز للشركات، وإصدار الرخصة الذهبية، فضلاً عن إطلاق استراتيجية صناعية وطنية تهدف إلى تحقيق طفرة في توطين الصناعة وتحويل مصر إلى مركز صناعي عالمي، واستراتيجية وطنية للاستثمار الأجنبي المباشر بالتعاون مع البنك الدولي وشركاء التنمية.
ومن ناحية أخرى، أشارت إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمويل التنمية المتكاملة في سبتمبر/أيلول 2024، والتي تهدف إلى تعبئة التمويل العام المحلي ومواءمته مع أولويات التنمية الوطنية. توجيه التمويل والاستثمار الخاص؛ تنسيق التعاون الإنمائي؛ – خلق بيئة داعمة ووسائل غير مالية للتنفيذ، حيث تتضمن الاستراتيجية كافة أدوات التمويل التي يمكن للحكومة استخدامها لمعالجة فجوات التنمية في مختلف القطاعات.
وأشارت إلى أن العلاقات الوطنية الممتازة مع شركاء التنمية مكنت من توفير أكثر من 14.5 مليار دولار من التمويل التنموي الميسر للقطاع الخاص منذ عام 2020، بالتعاون مع شركاء التنمية المتعددين والثنائيين. وتهدف هذه الحزم التمويلية إلى دعم القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة المتجددة في إطار برنامج نوافي، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والنقل والصناعة، والزراعة والتجارة، والتي تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وخلق بيئة الأعمال.