حزب مصر أكتوبر: الرؤية الفلسطينية ركيزة استراتيجية تستوجب التزاما عربيا ودوليا صارما

دكتور. وأكدت شريهان القشاوي نائبة رئيسة حزب أكتوبر المصري لشؤون المرأة وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن الرؤية الفلسطينية التي سيطرحها الرئيس محمود عباس خلال قمة الأزمة العربية تمثل تحولا استراتيجيا في التعامل مع القضية الفلسطينية، إلا أن هناك حاجة لالتزام عربي ودولي لضمان تنفيذها بخطوات عملية على الأرض وعدم الاكتفاء بتصريحات الدعم السياسي دون إجراءات تنفيذية واضحة.
وأكد القشاوي في تصريح اليوم أن تمكين السلطة الفلسطينية من تحمل مسؤولياتها في قطاع غزة هو حجر الأساس في إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني. لكن نجاح هذا النهج يعتمد على توافق فلسطيني داخلي حقيقي، مدعوم بغطاء عربي، يضمن عدم قدرة أي قوى إقليمية أو دولية على إفشال هذا المسار أو استغلاله لإعادة الانقسام.
وأضافت أن إدارة المعابر الحدودية وفق آليات قانونية واضحة وتحت إشراف دولي وعربي تعد ركيزة أساسية لضمان استقرار الأوضاع. وأشارت إلى أن أي ترتيب مستقبلي يجب أن يرتكز على رؤية استراتيجية مرنة تأخذ في الاعتبار التطورات على الأرض، وتضمن عدم تحول غزة إلى مسرح للصراعات الإقليمية التي تعيق استعادة السيادة الفلسطينية الكاملة.
وأشاد القشاوي بالجهود المبذولة لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على توفر آليات رقابية صارمة تمنع تكرار التجارب السابقة التي فشلت بسبب غياب الشفافية وعدم الالتزام بالالتزامات المالية. وشددت على ضرورة وضع خطط محكمة لمنع استخدام إعادة الإعمار كذريعة لفرض حلول سياسية تقوض الحقوق الفلسطينية أو تغير التركيبة السكانية في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالدعوات إلى وقف السياسات الإسرائيلية الأحادية الجانب مقابل وقف إطلاق نار شامل وطويل الأمد، اعتبر القشاوي أن هذه الخطوة ضرورية. لكن الأمر يتطلب موقفاً عربياً موحداً وضغطاً دولياً حقيقياً لضمان الالتزام بالالتزامات الإسرائيلية، خاصة في ضوء عدم امتثال إسرائيل منذ فترة طويلة للاتفاقيات الدولية. وشددت على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون جزءا من مسار سياسي شامل يفتح الطريق لإحياء عملية السلام وفقا لمتطلبات الشرعية الدولية وليس مجرد تهدئة مؤقتة تخدم مصالح الاحتلال.
ورحب القشاوي بمبادرة عقد مؤتمر دولي للسلام في يونيو/حزيران المقبل، لكنه أكد أن نجاحه يتطلب موقفا عربيا موحدا يدفع بأجندة واضحة تضمن الاعتراف الكامل بفلسطين كدولة ذات سيادة وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة كحق قانوني وسياسي يعزز مكانتها الدولية ويذكر المجتمع الدولي بمسؤوليته التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
واختتم القشاوي بالتأكيد على أن الطريق الوحيد لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية هو تحقيق المصالحة الفلسطينية على أساس رؤية سياسية متماسكة وإجراء انتخابات برلمانية تعكس إرادة الشعب. ودعا كافة الفصائل إلى تجاوز الخلافات البسيطة والتعامل بجدية مع المبادرات المقترحة لإعادة بناء المشهد السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية متينة.