أبو الغيط: خطر تصفية القضية الفلسطينية تحدي للعرب جميعا وليس الفلسطينيين فقط

منذ 5 ساعات
أبو الغيط: خطر تصفية القضية الفلسطينية تحدي للعرب جميعا وليس الفلسطينيين فقط

شارك أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، في فعاليات النسخة الثانية من منتدى التعاون والتنمية الرقمية، الذي يقام تحت شعار “رؤيتنا.. عالمنا.. مستقبلنا”. وحضر اللقاء أيضًا المهندس سامي سميرات، وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، والدكتور أحمد أبو الغيط، رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية. رولا دشتي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.

وقال أبو الغيط في كلمته أمام المنتدى، إن توقيت انعقاد المنتدى جاء في ظل سلسلة من التطورات المتلاحقة والتحديات الخطيرة التي يواجهها عالمنا اليوم، وخاصة منطقتنا العربية. وأوضح أن هذه التطورات والتحديات نواجهها على كافة المستويات السياسية والأمنية ولها تأثيرها على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. . وأضاف أن المنطقة العربية تعيش حاليا ما قد يكون أخطر لحظة في تاريخها الحديث. إن قضيتنا الأساسية -التي تنتمي إليها قلوبنا من المحيط إلى الخليج- معرضة لخطر التصفية الكاملة. وأكد أن هذا التحدي يواجه كل العرب وليس الفلسطينيين فقط. وأكد أن الفلسطينيين لن يكونوا وحيدين أبدا ولن نسمح لهم بتعرضهم لكارثة ثانية أو تصفية قضيتهم والتنازل عن حقوقهم المشروعة. . وأضاف أن مقترحات النقل قوبلت بالرفض من قبل الجهات العربية والدولية لأنها تتناقض مع الواقع وتتعارض مع القانون ولا تمت للأخلاق والإنسانية بصلة. . وأعرب أبو الغيط عن خالص تقديره واحترامه ودعمه الكامل لموقف الأردن قيادة وحكومة وشعبا الرافض للتهجير وأي ظلم للحقوق الفلسطينية القائمة. ومن أهم حقوق الفلسطينيين هو إقامة دولتهم المستقلة في حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.

وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أن أية مقترحات وأفكار تهدف إلى الالتفاف على حل الدولتين أو قمع الفلسطينيين لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع وتعميق الكراهية وتفاقم معاناة الشعوب، كل شعوب المنطقة. وأعرب عن تطلع المنطقة العربية إلى الانضمام إلى موجة التنمية على كافة المستويات في ظل التغيرات العالمية المتسارعة وتحقيق التنمية المستدامة في كافة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وأكد أن التحول الرقمي يعد عنصراً أساسياً وأداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يساهم بشكل واضح في زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة الحكومات والمؤسسات والحد من البيروقراطية.

وأكد أن بعض الدول العربية قطعت خطوات كبيرة في التحول الرقمي خلال السنوات الأخيرة حيث تمكنت من تطوير بنيتها التحتية الرقمية ما أدى إلى تحسين قدرة هذه الدول على التواصل والتفاعل مع التحديات العالمية. بل إن بعض الدول العربية تفوقت على كثير من الدول الغربية التي تمتلك قدرات وإمكانيات هائلة وخبرة متراكمة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا.

وأشار إلى أن ثلاث دول عربية تمكنت من الحصول على مكان ضمن أفضل 20 دولة وفق مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية لعام 2024. وبحسب مؤشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، فإن خمس دول عربية توجد بين أفضل 20 دولة، كما يضع مؤشر الأمن السيبراني لعام 2024 ثماني دول عربية في الفئة الأولى والأعلى عالمياً.

وأكد أن التحديات التي نواجهها اليوم تحتوي أيضا على فرص لا بد من استغلالها لتعزيز التعاون والعمل المشترك ووضع المنطقة العربية على الطريق الصحيح والموقع الذي تستحقه.

وأكد أن التعاون الرقمي لا يقتصر على بعد واحد أو يشير فقط إلى نقل التكنولوجيا، بل يشمل أيضا التعاون في نقل المعرفة وتبادل الخبرات وتنمية المهارات البشرية، وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود في البحث والتطوير والابتكار في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وجدد الأمين العام الدعوة إلى البدء في تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالأجندة الرقمية العربية. تم اعتمادها من قبل رؤساء الدول والحكومات العربية في قمة الرياض العام الماضي وتعتبر إطارا عربيا لتنسيق الجهود لصياغة وتأسيس سياسات واستراتيجيات وطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز التنمية الرقمية. وتتوافق الأجندة الرقمية العربية إلى حد كبير مع أهداف الميثاق الرقمي العالمي الصادر عن قمة المستقبل.

ودعا أيضا الحكومات العربية إلى بذل المزيد من الجهود لتهيئة البنية التحتية والبيئة القانونية والتنظيمية اللازمة لحماية البيانات والخصوصية. ويجب عليهم أيضاً اعتماد سياسات تدعم وتحفز الاستثمار وريادة الأعمال حتى نتمكن من استغلال إمكانات الدول العربية بشكل كامل في الاقتصاد الرقمي وفي مختلف المجالات المرتبطة بهذه التقنيات المهمة.

وأشار إلى الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي التي اعتمدها مجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب في اجتماعه (28) الشهر الماضي. ويهدف هذا الاجتماع إلى توحيد وتعزيز الجهود العربية في هذا المجال ومساعدة الدول العربية على تجنب المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وتطوير موقف عربي مشترك تجاه القضايا ذات الصلة في المنظمات الدولية. ويرى أن هذه القضايا سوف تصبح أكثر تعقيداً وتشابكاً مع مرور الوقت، مما يتطلب تشكيل كوادر عربية قادرة على التعامل مع هذه التكنولوجيا بأبعادها الإنسانية والقانونية والأمنية المختلفة.


شارك