مواطنون بمنطقة وسط البلد: لا نمانع أي مخطط تطوير للمنطقة شرط أن تكون الحكومة هي جهة التنفيذ

مصدر من محافظة القاهرة: الحكومة تنفذ حالياً خطة تطوير وسط المدينة
صاحب المحل: لم يتحدث معنا أي مسؤول في المنطقة أو المحافظة بشأن ترك المحل.
وأكد عدد من سكان وسط المدينة أنهم لن يعترضوا على خطة تطوير المنطقة، بشرط أن تكون الحكومة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تنفيذ خطة التطوير. وقالوا إنهم علموا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن رجل أعمال إماراتيا سيشتري المنطقة لتطويرها وتحويلها إلى “منطقة مدينة داخلية” مماثلة لمدينة دبي.
أجرت الشروق جولة ميدانية بوسط المدينة لسماع آراء المواطنين في حال تقدم مستثمر أجنبي لتنمية المنطقة وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي. وفي وقت سابق، كان رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار قد صرح بأن لديه فكرة تطوير مركز المدينة وتحويله إلى «داون تاون» مشابه لمدينة دبي.
وقال سيد إمام، صاحب أحد المحال التجارية في شارع عبد السلام عارف، المعروف بين المصريين بشارع البستان وسط المدينة، إنه يعمل في المنطقة منذ 60 عاماً، وإن المنازل والشوارع والميادين احتفظت بروعتها وجمالها الحضاري والمعماري حتى يومنا هذا، رغم مرور سنوات طويلة على إنشائها وبنائها.
وأضاف إمام خلال حواره مع «الشروق» أننا لم نعرف بفكرة تطوير وسط المدينة من قبل رجل الأعمال الإماراتي إلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: «لم يتحدث معنا أي مسؤول في المنطقة أو المحافظة بشأن إغلاق المحلات التجارية».
وأشار إلى أنه لا مانع لديه من خطط تطوير أو إعادة تطوير المنطقة، بشرط أن تكون الحكومة المصرية مسؤولة عن تنفيذ خطة التطوير، ولا تبيع المنطقة لأي مستثمر مهما كان. وأضاف: “نحن نعارض بشدة أي بيع للمنطقة، حتى لو كان الأمر يتعلق بمليارات الدولارات”.
وقال المواطن شاهر إبراهيم، الذي يسكن إحدى الوحدات السكنية بشارع طلعت حرب، إن المباني والتماثيل الموجودة بالميادين عبرت عن عصور مهمة في تاريخ العاصمة على مدار العصور. وأضاف: «المنطقة لا تحتاج إلى بناء، لكن تحتاج إلى ترميم بعض واجهات المباني وتوحيد واجهات المحلات بشكل عصري، من دون تدخل أجنبي أو مستثمر يترك بصمته، حتى تتغير خصائص المنطقة وأنماطها المعمارية المميزة».
وأكد إبراهيم لـ«الشروق» أنه يسكن في وسط المدينة، وأنه يرفض أي أفكار من رجال الأعمال أو غيرهم لتنمية المنطقة.
وقالت ضياء البرعي، وهي مستأجرة أحد المحلات التجارية في وسط المدينة، إنه لا يوجد مخطط تطوير للمنطقة، ولم يطلب منها أحد إخلاء المحلات أو الحصول على تعويض مقابل الخروج منها لصالح التطوير. “المكان هنا منظم والمحلات مفتوحة كل يوم دون أي مشاكل. لا نريد وظائف تمنع المواطنين من كسب قوت يومهم وقوت العاملين في المحلات التجارية في وسط المدينة”.
وقال البرعي لـ«الشروق» إنه لا علم لنا بفكرة مستثمر إماراتي لتنمية المنطقة، وأي مقترح من مستثمر أجنبي يجب رفضه رفضاً قاطعاً، لأننا نرفض رفضاً قاطعاً أي مقترح تنمية من مستثمر أجنبي من شأنه أن يغير من خصائص المنطقة الخديوية.
قال مصدر مسئول بمحافظة القاهرة، إن المحافظة تنفذ خطة لتطوير منطقة وسط المدينة بالتنسيق مع وزارة الإسكان والجهاز القومي للتنسيق الحضاري. سيتم تحسين كفاءة واجهات المباني وتوحيد نظام ألوانها باللون “البيج” وفقًا للوحة الألوان التي أنشأتها هيئة التنسيق الحضري.
وأضاف المصدر لـ«الشروق» أن الجهات المعنية انتهت بالفعل من تطوير عدد من شوارع وسط المدينة، منها شوارع طلعت حرب والشريفين والبورصة. وأوضحت أنه من خلال تنفيذ الخطة عادت القاهرة الخديوية إلى سابق مجدها وروعتها في وسط المدينة. وقالت: “ليس لدى الحكومة معلومات عن مستثمر يريد تطوير وسط المدينة وتحويله إلى منطقة جذب سياحي”.
دكتور. من جانبه، قال الخبير في مجال التطوير الحضري الحسين حسن، إن الحكومة تنفذ حالياً خطة تطوير للمنطقة، لكنها تقتصر فقط على الواجهات الخارجية للمباني. وأوضح أن هذه المباني تحتاج إلى صيانة وتحديث من الداخل حيث أن أغلب هذه المباني كانت تشغلها مستأجرين بنظام الإيجار القديم وبالتالي لم يهتم المستأجرون بصيانتها لأنها ليست ملكية خاصة.
وأوضح حسن لـ«الشروق» أنه يؤيد فكرة الاستثمار الأجنبي في وسط المدينة لأنها تحتاج إلى موارد مالية ضخمة، والتنمية الداخلية والخارجية تحتاج إلى مبالغ ضخمة.
وأشار إلى أن المستثمر الأجنبي لم يهدم ولن يهدم أي مباني مدرجة ذات طابع معماري خاص، بل سيعمل على رفع كفاءة المنطقة بهدف الاستفادة من التراث الثقافي الموجود فيها، حيث يهتم عدد كبير من السياح بزيارة الأماكن التي تتميز بهوية ثقافية وطابع معماري خاص.
رئيس الوزراء المصري د. كلف مصطفى مدبولي، أحد المكاتب الاستشارية بإعداد رؤية متكاملة لتطوير منطقة وسط المدينة. ومن المقرر طرح المباني الحكومية السابقة للاستثمار بعد نقلها إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار مدبولي إلى اهتمام شركات الاستثمار المحلية والعالمية بالمشاركة في تنمية المنطقة، وشدد على أهمية التنسيق مع صندوق مصر السيادي المالك الحالي للعقارات والأصول في وسط القاهرة.