كيف تعاملت اللائحة السعودية الجديدة مع ظاهرة “النساء المعضولات”؟

نشرت الجريدة الرسمية للمملكة العربية السعودية، أول أمس الجمعة، اللائحة التنفيذية لنظام الأحوال الشخصية في المملكة. وتتناول الأحكام عدداً من القضايا الإشكالية، وعلى وجه الخصوص مشكلة “النساء المحرومات من الزواج”.
وفي فبراير/شباط الماضي، أقر ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان نظام الأحوال الشخصية المكون من 41 مادة.
وجاء هذا التنظيم بعد إقرار نظام الأحوال المدنية في مارس 2022م في المملكة العربية السعودية. وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، أكد بن سلمان أنها مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية وتأخذ في الاعتبار أحدث التوجهات القانونية العالمية لضمان استقرار الأسرة وتحسين وضع المرأة والطفل.
ومن أبرز القضايا الإشكالية التي تناولها النظام الجديد قضية عائق الزواج (منع المرأة من الزواج تعسفياً من قبل ولي أمرها).
وتنص اللائحة على أن لأقارب المرأة التي منع زواجها أو وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الحق في رفع دعوى لإثبات منع الزواج دون الحاجة إلى مدعي. وشددت على أن إثبات مانع الزواج للولي ينطبق على بقية القريبات إذا تقدمت إحداهن بشكوى مماثلة، بحسب صحيفة عكاظ المحلية.
وتمنح القاعدة الجديدة أيضاً للمحكمة سلطة نقل الوصاية على الزواج إلى وصي آخر في حالات ثبوت العائق، على أن يؤخذ رأي المرأة العاجزّة في الاعتبار لضمان عدم إجبارها على اتخاذ قرار لا يناسبها.
يُشار إلى أن هناك العديد من حالات “العرقلة” في المحاكم السعودية. وفي كثير من هذه الحالات، ادعت المدعيات أن آباءهن رفضوا تزويجهن بسبب الطمع في رواتبهن، وخوفاً من فقدان هذا المصدر المالي عند زواج الفتيات.
تنظيم عقود الزواج
وقد أدخل النظام السعودي الجديد إجراءات واضحة لضبط عقود الزواج. وبحسب نظام التوثيق فإن ذلك يشمل أيضاً توثيق زواج غير المسلمين، بغض النظر عن كون الطرفين من جنسية واحدة أو جنسية مختلفة.
وأشارت اللائحة إلى إمكانية إبرام عقد ما قبل الزواج باستخدام التكنولوجيا الحديثة، بشرط أن يكون الإيجاب والقبول مكتوبين بوضوح بلغة يتقنها الطرفان.
كما أكد الحكم على تصحيح وضع الزواج غير الموثق، حيث يمكن تصحيح عقد الزواج إذا لم يوجد ولي أو شاهد أو إذا تم الزواج في حالة الإحرام (الحج أو العمرة)، مع إمكانية توثيقه رسميا بعد التصحيح.
يذكر القانون السعودي عدة حالات يمكن فيها للمرأة أن تطلب إبطال عقد الزواج، منها عندما يكون لدى الزوج عيب يمنع من استمرار العلاقة الزوجية وتكون الزوجة غير قادرة على تحمله.
إذا خشيت الزوجة عدم قدرتها على أداء حقوقها الزوجية ورفض الزوج تطليقها أو قبول وثيقة الزواج (بشرط إعادة المهر الذي قبضه)، وإذا وقع نزاع بين الزوجين وتعذر الصلح، تحدد المحكمة التعويض الذي يدفعه كل طرف حسب نسبة مسؤوليته في النزاع.
الحضانة والصيانة
وينص النظام السعودي الجديد على أن حضانة الطفل تبقى للأم حتى بلوغه عامين، حتى لو تزوجت من أجنبي.
وتنص اللائحة على أنه لا يحق للوصي الإيجار إذا كان يسكن في مسكن يملكه أو تم تخصيصه له. ويوضح أن الحضانة أصبحت للأب أو الأم وليس للولي أن يستأجرها إلا إذا اختارته المحكمة بناء على مصلحة المحضون.
وفي حالة انفصال الزوجين ينص النظام على أن لكل منهما الحق في تقديم طلب الحصول على حقوق الحضانة أو النفقة أو الزيارة إلكترونياً. سيتم بعد ذلك إصدار وثيقة تنفيذية معتمدة من المحكمة.