رانيا المشاط: اليابان قدمت 2.4 مليار دولار منحا للدعم الفني.. و7.2 مليار دولار تمويلا تنمويا

ونعمل على توسيع نطاق الشراكة المصرية اليابانية وتوسيع آليات التمويل لتعزيز القطاع الخاص.
دكتور. وقالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن اليابان دعمت التنمية في مصر بشكل مستمر من خلال التعاون التنموي، حيث قدمت نحو 2.4 مليار دولار منح مساعدات فنية و7.2 مليار دولار تمويلاً تنموياً. لقد لعب هذا الدعم الكبير دوراً أساسياً في تنفيذ مشاريع ناجحة أدت إلى النمو والتقدم في مجالات رئيسية. وأوضحت أنه خلال التعاون طويل الأمد بين البلدين، أطلقت مصر واليابان ونفذتا مشاريع رائدة ذات أثر دائم، بما في ذلك المتحف المصري الكبير، والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، ومشروع التأمين الصحي الشامل، وبناء ملحق مستشفى الأطفال الخاص بجامعة القاهرة (أبو الريش)، والمرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق بالقاهرة.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في الاحتفالية بالذكرى السبعين للتعاون الإنمائي بين مصر واليابان، التي نظمتها السفارة اليابانية في مصر ووكالة اليابان للتعاون الدولي (الجايكا)، والتي أقيمت بدار الأوبرا المصرية بحضور الدكتورة فايزة أبو النجا مستشارة رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي، وإيواي فوميو السفير الياباني بالقاهرة، وكاتو كين الممثل الرئيسي لمكتب وكالة اليابان للتعاون الدولي (الجايكا) في مصر.
وقالت المشاط إن التعاون التنموي بين مصر واليابان يرتكز على الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للتنمية المستدامة والالتزام الراسخ بزيادة الرخاء الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدة أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت زخماً وتقدماً ملحوظين، وأن هذا الزخم تعزز من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، وهو ما يعكس عمق شراكتنا ويؤدي إلى الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأوضحت أن الوزارة تعمل على تعزيز وتوسيع هذه الشراكة، مستشهدة بزيارتها إلى اليابان في ديسمبر/كانون الأول الماضي والتي عكست قوة العلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال هذه الزيارة، تم توقيع ثلاث مذكرات تفاهم تتعلق بـ “تمويل سياسات التنمية من أجل الإدماج الاقتصادي والنمو الأخضر” بقيمة 230 مليون دولار أميركي، و”منحة دار الأوبرا المصرية” بقيمة 1.2 مليون دولار أميركي، ومنحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للقطاع الزراعي بقيمة 3.2 مليون دولار أميركي. وأضافت أن الشراكة المصرية اليابانية تطورت إلى تعاون متعدد الأوجه يجسد التوافق بين آليات تمويل التنمية اليابانية وأولويات مصر الوطنية، كما ينعكس في رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة (2024-2027).
وأضافت أن تنمية رأس المال البشري تعد أحد المجالات ذات الأولوية في الشراكة بين مصر واليابان. ويتطلب هذا تحسين بناء القدرات والتعليم والتدريب المهني لضمان تزويد الناس بالمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح في عالم سريع التغير. وأكدت أن برنامج الشراكة التعليمية المصرية اليابانية يعد حجر الزاوية في جهود تحديث منظومة التعليم المصرية. ولتحقيق هذه الغاية، سيتم دمج أنشطة توكاتسو والأساليب المستوحاة من اليابان في 51 مدرسة مصرية يابانية قائمة بالإضافة إلى 12 مدرسة رائدة و30 مدرسة حكومية في محافظات “الحياة الكريمة”. كما تم توسيع شبكة المدارس المصرية اليابانية لتشمل الآن 1700 مدرسة بالمحافظات. يتم تطبيق النموذج الياباني للتعليم الفني في بعض المعاهد الفنية.
وأوضحت أن من أولويات الشراكة المصرية اليابانية تعزيز القطاع الخاص من خلال توفير المزيد من آليات التمويل للشركات، فضلاً عن الاستثمار في التوطين الصناعي وتنمية رأس المال البشري ودعم ريادة الأعمال الرقمية وتطبيقات البحث العلمي. وتشارك المؤسسات اليابانية بشكل نشط في تمويل مشاريع القطاع الخاص، وخاصة في قطاع الطاقة في إطار برنامج “نوافي”، مثل محطة الطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات في كوم أمبو بأسوان، ومشروع مزرعة الرياح البرية في رأس غارب.
وأكدت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي أن التعاون الأخير مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي والوزارات المصرية المختلفة للاستفادة من الخبرات اليابانية المتميزة في مجال الذكاء الاصطناعي سيساعد في تعزيز أجندة الذكاء الاصطناعي في مصر. وينصب التركيز على التكامل في مختلف القطاعات الاقتصادية وتنمية المهارات وتحسين البنية التحتية. وأعربت عن نيتها الإعلان عن “استراتيجية التعاون المصري الياباني” ونشر تقرير عن محفظة التعاون التنموي في المستقبل القريب.