مسئولون: المصانع المصرية مستعدة للمشاركة في إعمار غزة دون تأثير على الأسعار محليا

منذ 4 ساعات
مسئولون: المصانع المصرية مستعدة للمشاركة في إعمار غزة دون تأثير على الأسعار محليا

جمال الدين: مشاركة مصر تدعم الاستفادة الكاملة من الطاقة الإنتاجية للمصانع المحلية حنفي: مصانع الحديد تعمل حاليا بـ60% من طاقتها

في حين أطلقت مصر خطة للمشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، أكد عدد من ممثلي صناعة مواد البناء استعداد المصانع المصرية للمشاركة في خطة إعادة الإعمار دون التأثير على أسعار مواد البناء المحلية، خاصة في ظل وجود فائض في الإنتاج وطاقة تشغيلية غير مستغلة يمكن الاستفادة منها.

قال المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية محمد حنفي، إن مصانع الحديد والصلب المصرية جاهزة لإعادة إعمار غزة من خلال تصدير فائض إنتاجها دون أن يؤثر ذلك على حصتها في السوق المحلية. وأضاف أن المصانع قادرة على زيادة إنتاجها إلى ما بين 80 إلى 90 في المائة من طاقتها التشغيلية في حال تم فتح أسواق جديدة في غزة أو سوريا أو لبنان.

وأكد أن مصانع الحديد المحلية تعمل حاليا بنحو 50 إلى 60% فقط من طاقتها، مشيرا إلى أن الاستهلاك المحلي لا يزيد على 7% من الطاقة الإنتاجية لمصانع الحديد المصرية، والباقي يتم تصديره.

يوجد في مصر 14 مصنعاً لإنتاج حديد التسليح، أهمها مجموعة عز للصلب، وبشاي للصلب، والسويس للصلب، والصلب المصري. وبحسب أحدث البيانات الرسمية، سيصل إجمالي إنتاجهم إلى نحو 9 ملايين طن بحلول نهاية عام 2024.

وأوضح حنفي أن هذا الفارق بين الإنتاج المحلي والاستهلاك يدل على خلق فائض كبير يمكن توجيهه إلى أسواق خارجية جديدة دون أن يؤثر ذلك على الإمدادات المحلية. وأضاف أن زيادة الإنتاج لاستغلال الطاقة غير المستخدمة يجعل من الممكن توزيع التكاليف الثابتة (مثل الصيانة والرواتب) على عدد أكبر من الوحدات المنتجة، مما يقلل التكلفة المتوسطة لكل طن.

ورغم استقرار أسعار الحديد محليا منذ أكثر من ستة أشهر، إلا أن الحنفي يتوقع أن تساهم المشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة في خفض الأسعار على المدى المتوسط، خاصة بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج.

قال أحمد الزيني رئيس قطاع مواد البناء بوزارة الصناعة والتجارة إن صناعة الحديد المصرية لديها فائض يكفي لتلبية احتياجات مشاريع إعادة الإعمار في قطاع غزة التي تحتاج آلاف الأطنان من مواد البناء بعد الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة.

كان قطاع غزة هدفاً لحرب إبادة إسرائيلية دمرت القطاع الفلسطيني بالكامل وخلفت وراءها نحو 160 ألف شهيد وجريح ومفقود. في حين دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى طرد سكان القطاع، تتمسك مصر بخطتها لإعادة بناء القطاع دون طرد سكانه.

وأوضح الزيني أن مصانع الحديد المحلية لا تعمل بكامل طاقتها، الأمر الذي يسمح بزيادة إمدادات الحديد في حال الحاجة إليها. لكن الوضع مختلف بالنسبة للإسمنت، إذ حصلت المصانع مؤخراً على إذن من الحكومة بتقليص إنتاجها، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعاره. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه.

وأكد أن زيادة إنتاج الحديد “ليست مشكلة” حيث توجد طاقة إنتاجية غير مستغلة يمكن تفعيلها بسرعة.

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تشارك فيه مصر بشكل مباشر في الجهود الدولية لإعادة إعمار قطاع غزة، بالتنسيق مع منظمات الإغاثة الدولية.

قال وليد جمال الدين رئيس المجلس التصديري لمواد البناء، إن الإنتاج المصري من مواد البناء كبير ومتوفر بكميات تلبي احتياجات السوق المحلي والتصدير. وتوقع أن تبقى الأسعار مستقرة خلال الفترة المقبلة في حال المشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة.

وأشار إلى أن المصانع لا تعمل حالياً بكامل طاقتها الإنتاجية، ما يسمح لها بالعمل بطاقة أعلى إذا لزم الأمر دون الحاجة إلى توسعة خطوط الإنتاج. وأضاف أن بعض الشركات لديها أيضاً تقنيات متقدمة لإعادة استخدام مخلفات البناء، حيث يتم سحقها واستخدامها في إنتاج الخرسانة أو مشاريع بناء الطرق.

وأوضح أن الكميات الموجودة من هذه النفايات كبيرة جداً ولا يمكن تدويرها بالكامل، لذا يجب إيجاد حلول إضافية للتعامل معها.

وتعمل القاهرة بمشاركة عدد من الجامعات المصرية وشركات الاستشارات على تحديد الإطار العام لإعادة إعمار قطاع غزة. أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في بيان أمس أن الإطار الزمني لإعادة الإعمار من المتوقع أن يكون ثلاث سنوات.

وقال مدبولي إن مصر قادرة على إعادة بناء القطاع إلى مستوى أعلى مما كان عليه قبل الدمار. إن فترة ثلاث سنوات مقبولة تماماً، استناداً إلى الخبرة العملية والتطبيقية الفعلية.

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، المجتمع الدولي إلى قبول خطة بلاده لإعادة بناء قطاع غزة “دون طرد الفلسطينيين”.

وأكد السيسي أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لا غنى عنها في تقديم المساعدات للسكان الفلسطينيين المحليين.


شارك