بمقولة مسيحي على المنبر قبل 100 عام.. كيف رد السوريون على تصريحات نتنياهو؟

منذ 3 ساعات
بمقولة مسيحي على المنبر قبل 100 عام.. كيف رد السوريون على تصريحات نتنياهو؟

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الطائفة الدرزية والوضع في جنوب سوريا موجة من الجدل والاستنكار، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر كثيرون ذلك محاولة من إسرائيل للتدخل في الشؤون السورية واستغلال الطائفة الدرزية لأغراض سياسية.

وقال نتنياهو في تصريحات له أمس إن على الحكومة السورية الجديدة سحب قواتها من جنوب سوريا، وشدد على ضرورة إخلاء المنطقة من السلاح بشكل كامل. وأكد أيضاً أن تل أبيب لن “تتسامح” مع أي تهديد للمجتمع الدرزي، وهو ما اعتبر بمثابة تكرار لمحاولاته السابقة للعب بالورقة الدرزية في حساباته السياسية.

نتنياهو واستخدام الورقة الدرزية

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يلعب فيها نتنياهو هذه الورقة. وبعد سقوط نظام الأسد، أبدى استعداده لدعم الدروز في سوريا. واعتبرت هذه التصريحات جزءاً من مخطط إسرائيلي لتوسيع سيطرتها على جنوب سوريا.

وفي رد لافت، لجأ أهالي السويداء إلى مقولة تاريخية شهيرة لفارس الخوري، السياسي السوري المخضرم الذي شغل منصب رئيس الوزراء ووزير المالية في عهد الاحتلال الفرنسي لسوريا.

وعندما حاولت فرنسا كسب المسيحيين، أبلغ الجنرال الفرنسي هنري غورو فارس الخوري أن فرنسا جاءت لحماية المسيحيين في الشرق. وذهب الخوري إلى الجامع الأموي يوم الجمعة وصعد على المنبر وقال للمؤمنين: “إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي أطلب الحماية من شعبي السوري، وكمسيحي أشهد من على هذا المنبر أن لا إله إلا الله”.

وتذكر أهالي السويداء هذا الموقف وطبقوه على الواقع الحالي ليؤكدوا رفضهم المطلق لكل المحاولات الرامية إلى فصلهم عن سوريا أو جرهم إلى مشاريع انفصالية.

وفي تصعيد واضح لتصريحات نتنياهو، دعا ناشطون في عدة مدن جنوب سوريا إلى تظاهرات احتجاجا على ما يرون أنه تدخل إسرائيلي صارخ في شؤون المنطقة.

وبحسب الشائعات، من المقرر أن تخرج مظاهرات ضد تصريحات نتنياهو، غداً الثلاثاء، في ساحة 18 آذار في درعا، وساحة الكرامة في السويداء، ودوار خان أرنبة في القنيطرة. وفي الوقت نفسه، هناك دعوة إلى توحيد الصفوف ضد كل المحاولات الخارجية لزعزعة استقرار جنوب سوريا.

وفي سياق متصل، أصدر مكتب نتنياهو، بعد أيام من الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، بيانا قال فيه إن التوغل العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا كان “مؤقتا”.

وجاء في البيان أن انهيار النظام السوري خلق فراغا أمنيا على حدود إسرائيل وفي المنطقة العازلة التي أنشئت بموجب اتفاق تقاسم القوات لعام 1974.

وبررت الحكومة الإسرائيلية تدخلها العسكري بقولها إن القوات الإسرائيلية دخلت المنطقة العازلة وسيطرت على مواقع استراتيجية بالقرب من الحدود الإسرائيلية بهدف تجنب “أي تهديد أمني”. واعتبر ذلك خطوة لتوسيع النفوذ الإسرائيلي في جنوب سوريا تحت ذريعة مكافحة التهديدات الأمنية.


شارك