بيان مشترك لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان: اتفاق على المخاطر الجدية لملء سد النهضة

منذ 4 ساعات
بيان مشترك لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان: اتفاق على المخاطر الجدية لملء سد النهضة

انعقد اليوم الاثنين 24 فبراير 2025 بالقاهرة الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية والري بجمهورية السودان وجمهورية مصر العربية بمشاركة الخبراء الفنيين من الجانبين. وجرت المناقشات في أجواء ودية وإيجابية اتسمت بالتفاهم المتبادل.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية، استعرض الجانبان مجالات التعاون في مجال المياه وسبل توسيعها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. واتفقا على تعزيز مفهوم الأمن المائي، والعمل معا على حماية كامل الحقوق المائية للبلدين، وفقا للاتفاقيات المبرمة بينهما وقواعد القانون الدولي المعمول بها. كما أرادا تنسيق مواقفهما في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتصل بحقوق المياه لكلا البلدين وضرورة الالتزام بكافة الاتفاقيات والأطر الإقليمية والدولية.

وأكد الجانبان أن الأمن المائي للسودان ومصر مرتبط ارتباطا وثيقا، وطالبا كافة الأطراف بالامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب التي من شأنها الإضرار بمصالحها المائية. وأكدوا أيضا استمرار جهودهم المشتركة للعمل مع دول مبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق وإعادة مبادرة حوض النيل إلى الأسس التوافقية التي قامت عليها. ويجب أيضًا الحفاظ عليها كآلية تعاون شاملة تغطي جميع دول الحوض وتمثل ركيزة التعاون في مجال المياه الذي يعود بالنفع على جميع الدول الأعضاء.

وعلى هذا الأساس، اتفق الجانبان على عقد ورشة عمل رفيعة المستوى بحضور المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة لمناقشة قضايا المياه وأثرها على مختلف القطاعات مثل تغير المناخ والأمن في منطقة القرن الأفريقي.

وركزت المشاورات على تطورات ملف السد الإثيوبي. واتفق الطرفان على أن الملء الأول أحادي الجانب لسد النهضة ينطوي على مخاطر جسيمة، خاصة فيما يتعلق بسلامة السد. كما أكد البيان على أهمية تنسيق جهود البلدين على المستويات الإقليمية والقارية والدولية للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل وملزم قانونا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

وأكد الجانبان أن قضية السد الإثيوبي تظل مشكلة بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، دون إشراك الدول الأخرى المجاورة للسودان في الأمر. ويصر كلا البلدين على التوصل إلى حلول سلمية وسياسية.

وركزت المناقشات على سبل الارتقاء بالمشاريع التنموية بين البلدين بما يكون له أثر إيجابي على التعاون القطاعي وجهود تعزيزه. وأوضح الجانب السوداني أولويات وسياسات الدولة السودانية في عملية إعادة الإعمار، خاصة في القطاعات المرتبطة بالمياه مثل الزراعة وتوليد الكهرباء، وتطلعاته لدور فعال لمصر في تنفيذ قرارات الدورة السادسة عشر لمجلس وزراء المياه العرب لدعم قطاع المياه في جمهورية السودان وتحسين إمدادات المياه في بعض الولايات وإعادة بناء البنية التحتية للمياه التي دمرتها مليشيات الدعم السريع.

وفي هذا السياق، أعرب الجانب المصري عن دعمه لكافة جهود الدولة السودانية في عملية إعادة الإعمار، وأكد ترحيبه بالعمل المشترك لدعم القطاع في السودان، ودعم جهود السودان لحشد الدعم العربي اللازم لتنفيذ قرار مجلس وزراء المياه العرب.

ويثمن الطرفان نتائج الاجتماع الاستثنائي للجنة الفنية المشتركة الدائمة لمياه النيل، الذي عقد يوم 23 فبراير 2025 بمقر اللجنة بالقاهرة، ويسلطان الضوء على التوصيات بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك للجانبين، وخاصة مبادرة حوض النيل وآلية التشاور الخاصة بها للدول غير الأطراف في الإطار التفاوضي، باعتبار أن اللجنة – بموجب اتفاقية 1959 – هي الهيئة المنوط بها دراسة وصياغة الموقف الموحد للبلدين بشأن القضايا المتعلقة بمياه النيل.

واتفق الجانبان أيضًا على مواصلة التعاون في مجال التدريب بين وزارتي الري والموارد المائية في كلا البلدين. ورحب الجانب المصري بتلبية الاحتياجات التدريبية العاجلة لكوادر وزارة الري والموارد المائية السودانية، نظراً لارتباطها الوثيق بجهود إعادة الإعمار، في ضوء نتائج اجتماعات فريق إعادة الإعمار المشترك.

كما تناولت المباحثات العلاقات الثنائية العامة بين البلدين الشقيقين. وأكد الجانبان سعيهما لتعزيز وتعميق العلاقات الأزلية بين شعبي البلدين.


شارك