إسرائيل تصعد.. تهجير صامت في الضفة وتهديد بحرب أعنف في غزة

رغم استمرار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن شبح الحرب يلوح في الأفق مجدداً في القطاع الفلسطيني. وتهدد إسرائيل بشكل متزايد باستئناف القتال المكثف، في حين تستمر عملية “الطرد الصامت” في الضفة الغربية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول كبير قوله إن استئناف الحرب في غزة مسألة وقت فقط. وأوضح أن هناك اتفاقات مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص. وأشار إلى أن تشكيل قيادة جديدة لهيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، قد يمهد الطريق لتنفيذ العملية العسكرية التي يخطط لها الجيش ضد غزة، والتي وصفها بـ”الحتمية”.
وفي السياق ذاته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الاثنين: “ستدهشون من قوة ودقة وقوة العملية العسكرية لاحتلال غزة عندما نحدد الوقت المناسب لاستئنافها”. وأشار إلى أن الجيش، بقيادة رئيس الأركان الجديد إيال زامير، وبدعم سياسي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يستعد لعملية أكثر دموية في غزة.
وفي وقت سابق، كان رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد صرح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستعد لاستئناف القتال المكثف في قطاع غزة في أي وقت، مشيرا إلى أن الخطط العملياتية المقابلة وضعت بالفعل. كما أعرب عن دعمه لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة: “نحن ندعم خطة ترامب التي تهدف إلى منح سكان غزة الحرية لمغادرة البلاد وإنشاء غزة الجديدة”.
مع تزايد التهديدات الإسرائيلية بشن عمليات عسكرية قاتلة، يظل مصير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية غير مؤكد. تلوح في الأفق حرب في قطاع غزة، ويجري “تهجير صامت” في الضفة الغربية، مما قد يغير الواقع السياسي والديمغرافي في البلاد.
وشهدت الضفة الغربية تصعيدا غير مسبوق في العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث أعلن جيش الاحتلال نشر دبابات قرب مدينة جنين بالضفة الغربية لأول مرة منذ عملية السور الواقي عام 2002.
أرسل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، قوة مكونة من ثلاث دبابات إلى منطقة جنين بالضفة الغربية. وبررت ذلك بأن قرار استخدام الدبابات في القتال في شمال الضفة الغربية جاء تحت ضغط القيادة السياسية، رغم عدم وجود ضرورة تقنية لهذا القرار. وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم يريدون تجنب الاضطرابات في الضفة الغربية، كما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
اقتحم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الجمعة، مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، معلنا توسيع العمليات العسكرية في الضفة الغربية، في أعقاب تفجيرات متزامنة استهدفت ثلاث حافلات في موقفين مختلفين للسيارات في بلدة بات يام بتل أبيب الخميس الماضي، دون وقوع إصابات.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن القنابل التي انفجرت في الحافلات بلغ وزن كل منها خمسة كيلوغرامات، وكان مكتوبا على إحداها عبارة “الانتقام لمخيم طولكرم”.
تستمر القوة المحتلة في طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية بشكل ممنهج. أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في الضفة الغربية، وقال إنه لن يسمح لسكان هذه المخيمات بالعودة إلى مخيماتهم. وأمر الجيش أيضاً بالاستعداد للبقاء لفترة أطول في مخيمات الضفة الغربية من أجل فرض أمر واقع جديد على الأرض.
وفي هذا السياق، أفادت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم بالضفة الغربية، اليوم الأربعاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرق وتدمير المنازل في مخيمي طولكرم (طولكرم ونور شمس)، حيث تم تهجير 90% من سكان مخيم طولكرم قسراً. كما أعد جيش الاحتلال خريطة للمنازل التي ينوي هدمها لشق طرق جديدة في المخيم.
أكد تقرير أصدرته دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، الجمعة، أن إسرائيل تعمل على تسريع بناء المستوطنات في الضفة الغربية، بما فيها القدس، لتحقيق مصالحها وتنفيذ مخططات الضم.
منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، قُتل ما لا يقل عن 897 فلسطينياً في الضفة الغربية، في هجمات نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي أو المستوطنون. وجاء ذلك بحسب إحصاء لوكالة فرانس برس، استنادا إلى معلومات وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
يشار إلى أنه بعد يومين فقط من دخول اتفاق غزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحادي والعشرين من الشهر ذاته توسيع عملياته العسكرية إلى مدن ومخيمات الضفة الغربية، وخاصة مخيمات مدن جنين وطولكرم وطوباس، مخلفاً وراءه 61 شهيداً فلسطينياً، بحسب وزارة الصحة.
مع استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، يواجه ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون تحت الحصار الإسرائيلي في الضفة الغربية مصيرًا مجهولًا، بينما تعمل تل أبيب على فرض واقع جديد رغم الإدانات والتحذيرات الإقليمية والدولية المستمرة.
حذرت السلطة الفلسطينية، اليوم الاثنين، عبر المتحدث الرسمي باسم الرئيس نبيل أبو ردينة، من “تصعيد العدوان التدميري لقوات الاحتلال” شمال الضفة الغربية. وستؤدي هذه الإجراءات إلى إجبار 40 ألف مواطن فلسطيني على النزوح من مناطقهم السكنية، وتفجير المنازل والأحياء، وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج، وخاصة في مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيماتها، وطوباس والفارعة. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم قتل المواطنين واعتقالهم، وتدمير المدن والمخيمات، واستمرار بناء المستوطنات ومحاولات الضم والتوسع العنصري، وعزل الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أيضا عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية، وقال لمجلس حقوق الإنسان في جنيف بسويسرا يوم الاثنين إنه يشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية والدعوات إلى الضم.
وقال غوتيريش “إنني أشعر بقلق عميق إزاء تصعيد العنف والانتهاكات الأخرى التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة، فضلاً عن دعوات الضم”، في الوقت الذي أخلت فيه إسرائيل ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية من سكانها ومنعت عودتهم.