أكسيوس تنشر تفاصيل جديدة بشأن صفقة المعادن المقترحة بين أمريكا وأوكرانيا

منذ 3 ساعات
أكسيوس تنشر تفاصيل جديدة بشأن صفقة المعادن المقترحة بين أمريكا وأوكرانيا

تقترب الولايات المتحدة وأوكرانيا من إبرام صفقة معدنية بقيمة مئات المليارات من الدولارات. ويرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الاتفاق يشكل فرصة للحصول على عائد على الاستثمارات الأميركية في أوكرانيا، التي تمتلك موارد طبيعية هائلة غير مستغلة، بحسب ما ذكر موقع أكسيوس.

وأضاف الموقع الأميركي أن المسؤولين الأوكرانيين ينظرون إلى الاتفاق باعتباره وسيلة لوقف تدهور العلاقات مع إدارة ترامب، وبناء شراكة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة أكسيوس عن مسؤول أوكراني قوله إن الاتفاق وشيك وربما يتم توقيعه اليوم الاثنين.

من جانبها، أكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشينا في منشور على موقع Platform X يوم الاثنين أن واشنطن وكييف قريبتان من التوصل إلى اتفاق، قائلة إن التوقيع “سيظهر التزامنا لعقود قادمة”.

وذكرت وكالة أكسيوس أن مشروع الاتفاق ينص على إنشاء “صندوق استثمار لإعادة الإعمار” تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل مشترك.

ويشير الموقع الأمريكي أيضًا، استنادًا إلى مسودة الاتفاقية التي بحوزته، إلى أن الولايات المتحدة تعتزم تقديم التزامات مالية طويلة الأجل لتنمية أوكرانيا مستقرة ومزدهرة اقتصاديًا، كما جاء في المسودة.

ويبين المشروع أن الصندوق يهدف إلى الاستثمار في مشاريع في أوكرانيا وجذب الاستثمارات لدفع عجلة التنمية، بما في ذلك في مجالات مثل التعدين والموانئ.

ولكن في الوقت نفسه، يشير هذا أيضا إلى أن الولايات المتحدة سوف “تستعيد بعض إنفاقها على الدفاع وإعادة الإعمار في أوكرانيا”، وهو ما من شأنه أن يعيد الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى المستوى الذي كان عليه قبل الحرب التي استمرت ثلاث سنوات مع روسيا.

وذكرت وكالة أكسيوس أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثار غضب نظيره الأميركي دونالد ترامب برفضه الاقتراح الأميركي الأصلي بشأن صفقة معدنية.

لكن زيلينسكي قال يوم الاثنين خلال اجتماع لرؤساء دول وحكومات مجموعة السبع في الذكرى الثالثة للهجوم الروسي إنه يأمل في التوقيع على اتفاق مع واشنطن قريبا.

وقال زيلينسكي للصحفيين، الأحد، إن الجانب الأمريكي تخلى عن طلبه الحصول على 500 مليار دولار لمشاريع التعدين الأوكرانية. وأشار زيلينسكي إلى أن هذا المبلغ أعلى بكثير من المبلغ الذي تبرعت به واشنطن لدعم كييف في الحرب.

ورفض زيلينسكي فكرة التعامل مع المساعدات المقدمة لأوكرانيا باعتبارها ديناً يجب سداده، قائلاً إن الاتفاق يجب أن يتضمن أيضاً الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا.

وبحسب موقع أكسيوس، أعربت أوكرانيا عن رغبتها في استعادة أراضيها، لكنها في الوقت نفسه لم تذكر أي تدخل عسكري للولايات المتحدة في هذا الصدد، بحسب مسودة الاتفاق.

وينص اتفاق المعادن أيضًا على أن تدفع أوكرانيا 500 مليار دولار في الصندوق – وأن تكون مساهمة كييف ضعف مساهمة واشنطن – لكنه لا ينص على دفع هذا المبلغ للولايات المتحدة.

وينص مشروع الاتفاق الأمريكي الأوكراني على دفع 50 بالمئة من عائدات الدولة الأوكرانية إلى صندوق تنشئه الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع الاتفاق نص على بناء المشاريع في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في حال إخلائها.

ومن الجدير بالذكر أن غالبية الموارد الطبيعية لأوكرانيا تقع في شرق البلاد الذي مزقته الحرب.

وبحسب موقع أكسيوس، فإن المشروع يتضمن أن تعمل وزارتا الخزانة والتجارة الأمريكيتان ومكتب نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس على وضع تفاصيل الاتفاق مع وزارة الاقتصاد الأوكرانية بعد توقيع وثيقة الإطار الأولى.

وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا بتعويضات عن المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن إلى كييف خلال الحرب. وبالإضافة إلى ذلك، قدمت الولايات المتحدة عرضا لأوكرانيا تضمن، من بين أمور أخرى، 50 في المائة من عائدات بيع المعادن النادرة، إذا استمرت في المقابل في دعم البلاد ماليا وعسكريا.

من جانبه، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العرض الأولي، مؤكدا أن الاتفاق يجب أن يتضمن ضمانات أمنية واضحة، خاصة فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. لكن صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أن الولايات المتحدة ترفض هذه الخطوة بشكل واضح.

تشكل المعادن النادرة مثل الليثيوم والنيوديميوم والجرافيت والتيتانيوم مكونات أساسية في الصناعات ذات التكنولوجيا العالية مثل السيارات الكهربائية والأجهزة الذكية وأنظمة الدفاع.

تتمتع أوكرانيا باحتياطيات ضخمة من هذه المعادن؛ إنها تحتوي على 22 من المعادن الـ 34 التي صنفها الاتحاد الأوروبي باعتبارها “حيوية للأمن الوطني والتنمية الاقتصادية”. وبحسب المعهد الجيولوجي الأوكراني، تمتلك كييف أحد أكبر احتياطيات الليثيوم في أوروبا. يعتبر هذا المعدن ضروريًا لإنتاج البطاريات. وهناك أيضاً الجرافيت، الذي يشكل نحو 20% من الاحتياطيات العالمية، والتيتانيوم، الذي شكل سبعة% من الإنتاج العالمي قبل الحرب.

لكن الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات مع روسيا أعاقت بشدة قدرة أوكرانيا على استغلال هذه الموارد: فبسبب التقدم الروسي في بعض المناطق الشرقية والجنوبية، فقدت البلاد السيطرة على حوالي 40% من رواسبها من المعادن النادرة. إن هذا الواقع الجيوسياسي يجعل أي محاولات مستقبلية لاستغلال هذه الموارد معقدة.


شارك