ماكرون يعلق على صفقة المعادن بين روسيا وأوكرانيا

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مشاركة الولايات المتحدة في أوكرانيا من خلال صفقة المعادن كانت “شيئا جيدا”.
واقترح ماكرون أن الضمانات الأوروبية لأوكرانيا يمكن أن تشمل نشر قوات أوروبية في البلاد لتنفيذ مهمة حفظ السلام. وأضاف أن الردع قد يساعد أولا في التوصل إلى “وقف لإطلاق النار” في أوكرانيا ومن ثم التوصل إلى اتفاق سلام.
التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر قبل الاجتماع مع نظيره الأمريكي ترامب: “بعد مناقشات الأيام القليلة الماضية مع الزملاء والحلفاء الأوروبيين، نحن مصممون على ضمان عودة عادلة وقوية ودائمة للسلام في أوكرانيا وتعزيز أمن الأوروبيين في جميع المفاوضات المستقبلية”.
وتتزامن زيارة ماكرون للولايات المتحدة مع القمة الأوروبية التي يعقدها الزعماء الأوروبيون في العاصمة الأوكرانية كييف بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية.
وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا بتعويضات عن المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن إلى كييف خلال الحرب. وبالإضافة إلى ذلك، قدمت الولايات المتحدة عرضا لأوكرانيا تضمن، من بين أمور أخرى، 50 في المائة من عائدات بيع المعادن النادرة، إذا استمرت في المقابل في دعم البلاد ماليا وعسكريا.
من جانبها، أكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشينا في منشور على موقع Platform X يوم الاثنين أن واشنطن وكييف قريبتان من التوصل إلى اتفاق، قائلة إن التوقيع “سيظهر التزامنا لعقود قادمة”.
رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العرض الأصلي وأكد أن الاتفاق يجب أن يتضمن ضمانات أمنية واضحة، خاصة فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. لكن صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أن الولايات المتحدة ترفض هذه الخطوة بشكل واضح.
تشكل المعادن النادرة مثل الليثيوم والنيوديميوم والجرافيت والتيتانيوم مكونات أساسية في الصناعات ذات التكنولوجيا العالية مثل السيارات الكهربائية والأجهزة الذكية وأنظمة الدفاع.
تتمتع أوكرانيا باحتياطيات ضخمة من هذه المعادن؛ إنها تحتوي على 22 من المعادن الـ 34 التي صنفها الاتحاد الأوروبي باعتبارها “حيوية للأمن الوطني والتنمية الاقتصادية”. وبحسب المعهد الجيولوجي الأوكراني، تمتلك كييف أحد أكبر احتياطيات الليثيوم في أوروبا. يعتبر هذا المعدن ضروريًا لإنتاج البطاريات. وهناك أيضاً الجرافيت، الذي يشكل نحو 20% من الاحتياطيات العالمية، والتيتانيوم، الذي شكل سبعة% من الإنتاج العالمي قبل الحرب.
لكن الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات مع روسيا أعاقت بشدة قدرة أوكرانيا على استغلال هذه الموارد: فبسبب التقدم الروسي في بعض المناطق الشرقية والجنوبية، فقدت البلاد السيطرة على حوالي 40% من رواسبها من المعادن النادرة. إن هذا الواقع الجيوسياسي يجعل أي محاولات مستقبلية لاستغلال هذه الموارد معقدة.