السودان يتوعد كينيا بعد دعمها تشكيل حكومة للدعم السريع.. وسحب السفير ضمن حزمة إجراءات ضد نيروبي

منذ 3 ساعات
السودان يتوعد كينيا بعد دعمها تشكيل حكومة للدعم السريع.. وسحب السفير ضمن حزمة إجراءات ضد نيروبي

أدانت الحكومة السودانية، الاثنين، دعم كينيا “غير المسؤول والعدائي” لجهود قوات الدعم السريع الرامية إلى تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها بالسودان.

من جانبه، أعلن وزير الدولة السوداني بوزارة الخارجية حسين الأمين الفاضل، الاثنين، سحب السفير من كينيا، ضمن سلسلة احتجاجات ضد نيروبي، حيث انعقد مؤتمر لقوات الدعم السريع وأنصارها، بحسب صحيفة سوداني تربيون السودانية.

وقال حسين الأمين الفاضل في مؤتمر صحفي: إن “السودان سيتخذ إجراءات أكثر صرامة ضد كينيا، تبدأ بسحب السفير، يليه حظر استيراد المنتجات الكينية، خاصة الشاي”.

وقال إن وزارة الخارجية تعتزم تقديم شكاوى ضد كينيا إلى المنظمات الدولية، متوقعا انتقادات وإجراءات دولية ضد تدخل نيروبي في الشؤون السودانية.

واعتبر استضافة كينيا لاجتماعات قوات الدعم السريع تدخلا سافرا في الشأن الداخلي السوداني وانتهاكا لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقيات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وإيقاد.

وبررت الحكومة الكينية موافقتها على الاجتماعات التي أدت إلى توقيع وثيقة التأسيس بالإشارة إلى جهودها الرامية إلى توفير منصة لإنهاء الصراع في السودان.

قال حسين الأمين الفاضل إن الرئيس الكيني وليام روتو يتدخل في الشأن الداخلي السوداني منذ اندلاع الصراع ويدعم قوات الدعم السريع لأن له علاقات ومصالح مع قائد قوات الدعم السريع.

وتابع: “الحكومة السودانية سحبت في وقت سابق سفيرها من نيروبي بسبب استقبال كينيا لقائد قوات الدعم السريع قائدا منتصرا”. كما زار وزير الخارجية كينيا، حيث وعد ويليام روتو بأن بلاده لن تعترف بحكومة موازية.

وأكد السكرتير الدائم أن دعوات الرئيس الكيني لإيجاد حل للأزمة في السودان وضمان الاستقرار كانت افتراءً في ظل استمراره في توفير الحماية لقوات الرد السريع.

وقالت وزارة الخارجية الكينية في بيان إن تشكيل الحكومة الموازية يعد سابقة اعتبرتها خطيرة. وترى كينيا أن هذا يشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلام في المنطقة وخرقا لميثاق الأمم المتحدة والمبادئ التأسيسية للاتحاد الأفريقي.

وذكرت الوزارة أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكيني، رحبا في بيان نشر على حسابهما الرسمي على منصة “إكس”، بتوقيع وثيقة التأسيس التي تدعو إلى تفكيك السودان عبر الاعتراف بحق تقرير المصير للشعوب والمناطق السودانية.

وقد أكد الميثاق التأسيسي على حق الشعوب في تقرير مصيرها في حالة عدم الاعتراف بالعلمانية التي تفصل الدين عن الدولة في الدستور المؤقت والدستور الدائم المستقبلي، أو في حالة انتهاك أحد المبادئ فوق الدستورية.

وذكرت وزارة الخارجية الكينية أن هدف الاجتماعات التأسيسية هو مناقشة بناء السلام. وردد المشاركون في جلسة التوقيع شعارات تطالب القوات المسلحة باجتياح بعض المدن والمناطق السودانية لمواصلة التطهير العرقي والإبادة الجماعية.

وقالت إن أحد قيادات قوات الدعم السريع التي حضرت الاجتماعات التأسيسية قال لصحيفة الشرق الأوسط إن الهدف من تشكيل الحكومة هو تمكينهم من امتلاك الأسلحة التي لا تستطيع المنظمات العسكرية غير الحكومية امتلاكها.

وأضافت: “الغرض من الحكومة الموازية هو خلق واجهة كاذبة لقوات الدعم السريع حتى تتمكن من الوصول المباشر إلى الأسلحة”. “وهذا من شأنه أن يخفف الحرج عن الرعاة الإقليميين ـ أي الإمارات العربية المتحدة ـ حيث يقتصر دورهم على التمويل فقط، وهو ما يعني توسيع نطاق الحرب وإطالة أمدها”.

وكانت قوات الدعم السريع والمجموعات السياسية المتحالفة معها وقعت على ميثاق في نيروبي مهد الطريق لتشكيل “حكومة سلام ووحدة” موازية في مناطق السودان.

وقالت وزيرة الخارجية الكينية موساليا مودافادي إن الحكومة المقترحة ستعيد “السلام والاستقرار والحكم الديمقراطي” في السودان.

وأدانت وزارة الخارجية السودانية الحادث ووصفته بأنه “سابقة خطيرة”، وقالت: “في تهديد خطير للأمن والسلام في المنطقة، قدمت القيادة الكينية الحكومة الموازية التي تنوي الميليشيات الإبادة الجماعية وأنصارها تأسيسها في بعض الجيوب المتبقية”.

وجاء توقيع الميثاق، السبت، في الوقت الذي تتقدم فيه القوات المسلحة والحركات الموالية لها ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم ووسط السودان.

وكان مراسل الجزيرة قد نقل في وقت سابق عن مصادر قولها إن الجيش السوداني سيطر على جسر الحرية الذي يربط وسط الخرطوم بالجنوب. وأكد قائد بالجيش السوداني أيضا أن القوات السودانية سيطرت على جسر سوبا.

وكان التطور الأهم في المعارك الأخيرة هو سيطرة الجيش على جسر الحرية. وتزامن ذلك مع انتشار قوات الجيش في منطقة السوق العربي وسط العاصمة، ضمن العمليات المستمرة للوصول إلى القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

منذ أبريل/نيسان 2023، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أدت، بحسب الأمم المتحدة، إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين من مدنهم وقراهم.


شارك