تونس تستنكر ما جاء في بيان صادر عن المفوض السامي لحقوق الإنسان

منذ 3 ساعات
تونس تستنكر ما جاء في بيان صادر عن المفوض السامي لحقوق الإنسان

قالت وزارة الخارجية التونسية إنها لاحظت باستغراب كبير الأخطاء والانتقادات الواردة في بيان المفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن وضعية التونسيين المعرضين للملاحقة الجنائية من قبل القضاء.

وأضافت وزارة الخارجية التونسية: “إن تونس ليست في حاجة إلى التأكيد على التزامها بحماية حقوق الإنسان، فهي تؤمن إيمانا عميقا بهذه الحقوق، وتلتزم علاوة على ذلك بما هو مقرر في دستورها وما هو منصوص عليه في قوانينها الوطنية وما التزمت به دوليا، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي”.

وأشارت إلى أن الدولة التونسية كان بإمكانها أن تدين الممارسات التي تضعها في خانة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، لكنها تنأى بنفسها عنها لأنها ترفض التدخل في شؤون الآخرين. وفي هذا السياق، يمكن لتونس أن تعطي دروساً لأولئك الذين يعتقدون أنهم في وضع يسمح لهم بالإدلاء بتصريحات أو تعلم دروس، بحسب روسيا اليوم.

وتابعت: “ربما من المفيد أن نتذكر أن قوات الأمن عند تنظيم التظاهرات لا تقوم بملاحقة المتظاهرين، بل تقوم بتأمينهم وحمايتهم، وتوفر حماية خاصة لعدد من الشخصيات المعارضة حتى لا يتعرضوا للاعتداءات. “أما المحالين للقضاء فهذا من اختصاص القضاء المستقل ولا دور لأي جهة خارج نطاق القضاء في الإجراءات التي يتخذها القضاة تطبيقاً للقانون الذي يتطلب توفير كافة الضمانات القانونية بما في ذلك المعاملة التي لا تمس كرامة الإنسان وحق الدفاع وغيرها من الضمانات”.

وأكدت أن التهم الموجهة إلى المتهمين المشار إليهم في البيان هي جرائم جنائية تتعلق بالقانون العام وليس لها علاقة بأنشطتهم الحزبية أو السياسية أو الإعلامية أو ممارسة حرية الرأي والتعبير. وينص نص الإعلان على أنه لا يمكن لأحد أن يدعي أنه فوق المسؤولية أو أن يستخدم الضغط في الداخل أو الخارج للاختباء من العدالة أو تجنب العقاب.

وقالت: “إن تونس تتساءل كيف كان القضاء سيتصرف لو أعلن أحدهم أنه سيشعل حربا أهلية وخطط لذلك فعلا، وماذا كان سيفعل لو قال آخر إنه جهز مائة ألف انتحاري لتنفيذ عمليات إرهابية، وماذا كان سيفعل القضاء في كل دولة في العالم لو أن جنوده ذبحوا وقطعت رؤوس الأبرياء وزرعت الألغام في الحقول وغير ذلك من الأفعال التي تجرمها قوانين كل الدول، فضلا عن تجريمها في عدد من المعاهدات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال والجرائم الإلكترونية وغيرها من الجرائم”. هل تعتبر أعمال القذف والتشهير والسب من ضمن حرية التعبير؟ وهل نشر الشائعات وإثارة الأوضاع، بالإضافة إلى التواصل مع جهات خارجية، أفعال لا يعاقب عليها القانون، كما هو الحال في كل دول العالم؟

وتابعت: “ربما تكون الاتهامات الموجهة لتونس اليوم مبنية على أن شعب هذا البلد أراد أن يعيش حرا في دولة مستقلة ذات سيادة كاملة. ولو أنها انحنت رأسها، وهو ما لن تفعله أبداً، لكانت هذه الأطراف أمطرتها بشهادات حسن السلوك والسلوك التي تعبر عن قلقها”.

دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان السلطات التونسية إلى إنهاء نمط الاعتقالات التعسفية والاحتجازات والسجن الذي يعاني منه العشرات من المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والصحفيين والناشطين والسياسيين.

ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك السلطات التونسية إلى وقف كل أشكال الاضطهاد للمعارضين السياسيين واحترام الحق في حرية الرأي والتعبير.

وطالب بالإفراج الفوري عن المسنين ومن يعانون من مشاكل صحية لأسباب إنسانية.

ودعت اللجنة السلطات التونسية إلى مراجعة قانونها الجنائي والتأكد من امتثاله للقواعد والمعايير الدولية لحقوق الإنسان. ودعت إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين تعسفيا، وإلى ضمان محاكمة عادلة للمتهمين.


شارك