قبل مناقشته بالنواب.. برلمانيون يكشفون لـ«الشروق» تعديلات برلمانية على مشروع قانون العمل الجديد

منصور: تقصير مدة عمل الأطفال وتوضيح دور النقابات وتسهيل شروط وإجراءات الإضراب.
المزلاوي: مزيد من الضمانات للموظف توفر له بيئة عمل آمنة
ويناقش مجلس النواب الثلاثاء “مبدئيا” مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة للموافقة على قانون العمل الجديد، حيث يناقش مواد الموافقة والمادة الأولى المتعلقة بالتعريفات، في وقت رأى أعضاء في مجلس النواب ضرورة زيادة الضمانات للعمال وتقليص مدة عمل الأطفال وتغيير شروط التفاوض الجماعي وتخفيف شروط الإضراب التي وصفوها بالمتعسفة.
قال نائب رئيس لجنة العمل بمجلس النواب إيهاب منصور، إن مشروع قانون العمل الجديد يحتوي على عدد من الإشكاليات التي تحتاج إلى تعديلات إضافية على مشروع القانون لحلها.
وأضاف منصور لـ«الشروق» أنه سيتقدم خلال الجمعية العمومية بمشروع قانون تنظيم عمل العمالة المنزلية، حيث يواجه شمولهم بقانون العمل الجديد صعوبات كبيرة بسبب ارتباطهم بالمنازل التي لها قدسية وفق الدستور. ولذلك إذا أردنا إدراجها في مشروع القانون، فيتم تخصيص فصل لها لا يقل عن 50 مادة، لضبط الصياغة ومراعاة القوانين الأخرى، وخاصة الإجراءات الجزائية، التي تتضمن إجراءات تفتيش السكن في حال وجود شكوى أو دعوى قضائية من العامل ضد رب الأسرة.
وشدد على أهمية تعديل المادة الخاصة بوجود لائحة لتنظيم العمل داخل المنشأة وتوفير البدائل في حال عدم وجود مثل هذه اللائحة، بدلاً من اللجوء إلى وضع قواعد عامة للعمل داخل المنشأة أو المؤسسة.
وشدد على ضرورة تمثيل النقابات المهنية وتوضيح دورها في المجالس والصناديق العمالية، عازياً ذلك إلى إهمال دور النقابات المهنية في نصوص مشروع القانون.
وبحسب منصور، هناك إشكالية في مشروع القانون تتعلق بالمادة الخاصة بالوسيط التعريفي وشروط اختياره. وينص مشروع القانون على ضرورة حصول أحد الموظفين على تفويض من موظفي الشركة أو المؤسسة للتحدث إلى أصحاب العمل نيابة عنهم. وهذا ما جاء في وثيقة رسمية. وينص أيضًا على أنه “من الصعب الحصول على وثيقة رسمية للتفاوض نيابة عن العمال. ولذلك نقترح أن يتم ذلك على أساس توقيع الموظفين أو توكيل من وكيل التفاوض الجماعي.
وأضاف: «هناك مشكلة أخرى تتمثل في ضعف تفعيل المجلس الأعلى للسلامة والصحة المهنية، إذ ينص مشروع القانون على تشكيل لجنة للسلامة والصحة المهنية في كل محافظة، إلا أن هذه المواد تتطلب إضافة ضوابط عديدة لضمان تفعيل دور المجلس».
وتابع: “إن بند الإضراب يشكل مشكلة أيضا لأن مشروع القانون يتطلب من العمال الإضراب في العمل”، وتساءل: ماذا سيحدث إذا منع أصحاب العمل العمال من الإضراب في العمل وأجبروهم بدلا من ذلك على الإضراب خارج مكان العمل؟ هل سيتم القبض عليهم؟
ووصف منصور شروط الإضراب بالصعبة، وعلق قائلا: “إن القانون يشترط الإعلان عن الإضراب قبل عشرة أيام من موعده، والحصول على التصاريح اللازمة لتنظيم الإضراب”. ولذلك فإننا سنقترح تعديلات لتقصير هذا الموعد النهائي مع تبسيط الإجراءات المطلوبة للإضراب”.
وبحسب ممثل لجنة العمل فإن مشروع قانون العمل يتضمن عدة مواد تتعلق بالمجالس القائمة مثل المجلس الوطني للأجور والمجلس الأعلى للتدريب. هذه المقالات مثل الحبر على الورق. وأضاف: “هذه المجالس لا تقوم بدورها بالطريقة المطلوبة، ولهذا السبب نحتاج إلى تعديل صياغة موادها حتى تتمكن من القيام بدورها بالطريقة المطلوبة”.
وأشار إلى ضرورة تعديل المواد الخاصة بعمل الأطفال، عازياً ذلك إلى أن مشروع القانون ينص على تشغيل الأطفال لمدة ست ساعات بحيث لا تتجاوز كل فترة أربع ساعات.
وأضاف: «ينظم مشروع القانون ساعات عمل العاملين بثماني ساعات عمل وساعة راحة، مقسمة على فترتين مدة كل منهما 4 ساعات». “ومن ثم فإن هناك تشابهاً كبيراً بين فترة الراحة الممنوحة للعاملين البالغين وتلك الممنوحة للأطفال، مما يجعل من الضروري تقليصها بحيث لا تتجاوز 3 ساعات للأطفال في أي فترة واحدة.”
وشدد منصور على ضرورة تقليص ساعات عمل الأطفال وإعطائهم المزيد من الضمانات والتأكد من حصولهم على تعليم جيد والرعاية الطبية والنفسية اللازمة.
أعربت أمين لجنة العمل بمجلس النواب، ألفت المزلاوي، لـ«الشروق»، عن توقعها إجراء عدة تعديلات على مشروع القانون لإعطاء العمال مزيداً من الضمانات وتوفير بيئة عمل آمنة لهم، خاصة في بند تطبيق الحد الأدنى للأجور.
وأضافت: «نريد أن نقدم ضمانات كثيرة، خاصة أن 80% من القوى العاملة في مصر تعمل في القطاع الخاص، وبالتالي لا يوجد أمان وظيفي كما هو الحال في القطاع العام». ويمكن أن تشمل هذه الضمانات أيضًا النساء والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والفتيان في التعليم، مما يساعد على ضمان حصولهم على المزيد من الحقوق”.
وفي هذا السياق قالت عضو لجنة العمل بمجلس النواب سولاف درويش إن قانون العمل الجديد خطوة مهمة في سبيل تحقيق التوازن بين حقوق العمال وأصحاب العمل وتعزيز بيئة العمل العادلة.
وقال درويش في خطاب متلفز مؤخرا إن مشروع القانون يهدف إلى معالجة القصور في التشريعات السابقة وحماية العمال، الأمر الذي سيساعد في دعم الاستثمار وزيادة الإنتاجية.
وبحسب درويش فإن مشروع القانون ينص على ضوابط أكثر صرامة بشأن إنهاء علاقات العمل، وينظم وضع العمال المؤقتين وتحويلهم إلى علاقات عمل منتظمة، ويقدم حماية أقوى للعاملين في حالات الأزمات مثل أزمة كورونا، بما في ذلك ضمانات تعويضهم.
وأشارت إلى أن القانون يعزز الاستثمار ويحقق التوازن العادل بين مصالح العمال وأصحاب المشاريع، ما يحسن مناخ الاستثمار. كما أنه يعزز العدالة الاجتماعية من خلال الحد من النزاعات العمالية وتسريع إجراءات التقاضي، مما يؤدي إلى بيئة عمل أكثر استقرارا.
وافقت لجنة العمل بمجلس النواب، برئاسة النائب عادل عبد الفضيل، وبحضور ممثلي وزارات العدل والعمل والمالية والتضامن الاجتماعي والصحة والسكان وشئون مجلس النواب والقانون والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بشكل نهائي على مشروع القانون المقدم من الحكومة لإقرار قانون العمل.