الآثار: الكشف عن معسكر لأعمال التعدين منذ أكثر من 3 آلاف عام

منذ 3 ساعات
الآثار: الكشف عن معسكر لأعمال التعدين منذ أكثر من 3 آلاف عام

بعد عمل شاق استمر عامين، انتهت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، من مشروع إحياء مدينة الذهب القديمة بجبل السكري، جنوب غرب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، بالتعاون مع إدارة مناجم السكري، بعد اتخاذ الخطوات القانونية والإدارية اللازمة للنقل، والحصول على موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.

وتضمن المشروع أعمال التنقيب الأثري وتصوير وتوثيق وترميم العناصر المعمارية الأثرية التي تم العثور عليها ونقلها إلى منطقة آمنة أخرى على بعد ثلاثة كيلومترات شمال الموقع الأثري وخارج مسار عمليات التعدين الحديثة التي تجري حالياً في منجم السكري.

أعرب شريف فتحي وزير السياحة والآثار عن سعادته بالآثار المكتشفة والتي تكشف أسرار تاريخ هذه المنطقة، مؤكداً أن هذا المشروع يأتي في إطار جهود وزارة السياحة والآثار للحفاظ على آثار مصر وتراثها الحضاري، وبالتوازي مع تنفيذ خطة الدولة المصرية لتطوير المشروعات التنموية والاقتصادية.

دكتور. قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل خالد، إن أعمال الحفر كشفت عن بقايا معسكر للتعدين يعود تاريخه إلى أكثر من 3 آلاف عام. ويحتوي على بقايا مصنع متكامل لاستخراج الذهب من عروق الرخام، حيث كان يتم سحق حجر الكوارتز وطحنه وتكسيره، مروراً بأحواض الترشيح والترسيب، وصولاً إلى مرحلة الصهر في أفران الفخار واستخراج الذهب.

كما تم الكشف عن بقايا معمارية لمنازل عمال المناجم وورش ومواقع تعدين ودور عبادة ومبان إدارية وحمامات بطلمية وبقايا عناصر معمارية من العصرين الروماني والإسلامي.

وتابع: “بالإضافة إلى اكتشاف مجموعة من اللقى الأثرية منها 628 حجرا فخاريا عليها كتابات بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، وعدد من العملات البرونزية من العصر البطلمي، ومجموعة كبيرة من التماثيل الفخارية عليها أشكال بشرية وحيوانية من العصر اليوناني الروماني، وتماثيل حجرية صغيرة غير مكتملة جزئيا لباستيت وحربوقراطيس، وخمسة موائد قرابين من العصر البطلمي”.

وأضاف: “بالإضافة إلى مجموعة من الأواني الفخارية مختلفة الأحجام والأشكال والاستخدامات، منها تلك المخصصة للاستخدام اليومي والعطور والأدوية ومباخر البخور، فضلاً عن مجموعة من الخرز المصنوع من الأحجار الكريمة وأدوات الزينة المصنوعة من الأصداف المشغولة”.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أهمية هذا المشروع لأنه يسهم في فهم التكنولوجيا التي استخدمها المصريون القدماء لاستخراج الذهب من الصخور، وفي فهم أفضل للحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية لعمال المناجم في المدن الصناعية بالصحراء الشرقية على مر العصور.

من جانبه، أشار محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إلى أنه ضمن المشروع تم تصوير العناصر المعمارية الأثرية التي تم العثور عليها وتوثيقها وترميمها ونقلها إلى منطقة أخرى آمنة على بعد ثلاثة كيلومترات شمال الموقع الأثري وبعيداً عن أنشطة التعدين الحديثة التي تجري حالياً.

كما تم تنفيذ محاكاة لهذا المعسكر على مساحة 6 أفدنة وتم بناء مركز للزوار يحتوي على شاشات كبيرة تعرض خطوات العمل بالمشروع وصور للتماثيل والأواني والقطع الأثرية الأخرى المكتشفة بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات الإرشادية والتوعوية عن تاريخ المنطقة.


شارك