بعد قرار ترامب.. ما الخطر الذي يواجهه الـCIA؟

منذ 3 ساعات
بعد قرار ترامب.. ما الخطر الذي يواجهه الـCIA؟

تواجه وكالة المخابرات المركزية الأميركية واحدة من أكبر الأزمات الأمنية في تاريخها الحديث بعد الكشف عن تسريب معلومات عن مسؤولين شاركوا في مهام سرية عن طريق الخطأ، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة لشبكة CNN.

وبحسب تقرير نشرته شبكة CNN، تجري الوكالة حاليا تحقيقا داخليا لتقييم الأضرار المحتملة بعد إرسال بريد إلكتروني غير سري إلى البيت الأبيض في أوائل فبراير/شباط. وتضمن البريد الإلكتروني قائمة بأسماء المسؤولين الذين تم تحديدهم حسب أسمائهم الأولى والأخيرة. وقد يؤدي هذا إلى الكشف عن دورهم داخل الوكالة ويعرضهم للخطر.

1

ويعد التسريب جزءًا من جهد أوسع نطاقًا تبذله إدارة ترامب لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية. وتشمل هذه التغييرات خفض الوظائف ومراجعة الإنفاق في أجهزة الاستخبارات. ويرى المسؤولون الأميركيون الحاليون والسابقون أن هذه الإجراءات تشكل تهديداً خطيراً لبعض العمليات الحكومية الأكثر حساسية.

وبحسب مسؤولين مطلعين تحدثوا إلى الشبكة الأميركية، فإن هذه الجهود لا تؤثر على عمل وكالة الاستخبارات المركزية فحسب، بل تمتد أيضاً إلى مجالات أخرى في الحكومة الفيدرالية. كما أنها تعمل على إضعاف البنية الأمنية الخاصة بها وتجعلها عرضة للتجسس الأجنبي والهجمات الرقمية.

2

المخاوف بشأن أمن البيانات والمعلومات المالية

وفي تطور ذي صلة، أثار مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية مخاوف بشأن منح مهندس كمبيوتر يبلغ من العمر 25 عاما ويعمل في إدارة كفاءة الحكومة، وهي وكالة مرتبطة برجل الأعمال إيلون ماسك، إمكانية الوصول إلى نظام المدفوعات الحكومي شديد الحساسية. وبحسب المذكرة، فإن هذا الإجراء قد يكشف أسرار المدفوعات السرية للغاية لوكالة المخابرات المركزية التي تتدفق عبر النظام المالي الأمريكي، وهو ما يزيد من المخاطر الأمنية.

في مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في الطابق السابع، حيث توجد الإدارة العليا، يناقش المسؤولون بقلق العواقب المحتملة لعمليات التسريح الجماعي للعمال. وقد يؤدي هذا إلى تراكم أعداد من الموظفين غير الراضين وزيادة احتمال نقل المعلومات الحساسة إلى وكالات الاستخبارات الأجنبية المعادية للولايات المتحدة.

وقال موظفون سابقون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للإذاعة إن عمليات التسريح الجماعي توفر فرصة لوكالات الاستخبارات الدولية مثل الصين وروسيا لتجنيد عملاء سابقين فقدوا وظائفهم ويعانون من صعوبات مالية. وأكدت وزارة العدل الأميركية هذا الأمر بقولها إنه في السنوات الأخيرة ظهرت عدة اتهامات ضد مسؤولين سابقين في الاستخبارات والجيش بنقل معلومات سرية إلى بكين وموسكو.

3

النزوح الجماعي ومشاكل الأمن

وأقالت الوكالة الآن أكثر من 20 مسؤولاً كانوا يتعاملون مع قضايا التنوع والشمول. ويقوم الموظفون المفصولون الآن باتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذا القرار. وذكرت الحكومة الأميركية في وثائق قضائية أنها تدرس اتخاذ تدابير أخرى لتقليص حجم الوكالة وفقا لأمر ترامب. ويثير هذا مخاوف من أنه قد يؤدي إلى خسارة موظفين يتمتعون بخبرة استخباراتية فريدة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقوم الوكالة حاليا بمراجعة كيفية التعامل مع الموظفين الذين وردت أسماؤهم في رسالة البريد الإلكتروني للبيت الأبيض والذين كان من المقرر نشرهم سرا في مواقع حساسة في الخارج. وقالت مصادر أمنية إن بعض هؤلاء المسؤولين قد يتم إعادة تعيينهم في مهام أخرى وسط مخاوف من أن هوياتهم قد تتعرض للخطر من قبل قراصنة مدعومين من حكومات أجنبية.

كانت إحدى القضايا الأكثر حساسية التي أثيرت خلال المراجعة الأمنية هي الكشف المحتمل عن مواقع استخباراتية في السفارات الأميركية، حيث يعمل بعض موظفي وكالة الاستخبارات المركزية تحت غطاء دبلوماسي. وقال مسؤول استخباراتي سابق إن الكشف عن الأسماء قد يكشف عن عمل الوكالة في العديد من البلدان الحساسة، مما قد يثير غضب الحكومات المضيفة ويؤدي إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد الولايات المتحدة.

أطلقت الوكالة تحقيقًا داخليًا شاملاً، أطلق عليه اسم “تقييم الأضرار”. وهذا الإجراء مصمم لقياس مدى تأثير التسريب على العمليات السرية. وبحسب مسؤول سابق تحدث لشبكة CNN، فإن الهدف ليس فقط تحديد ما إذا كان المسؤولون المعنيون قادرين على الاستمرار في شغل مناصبهم، ولكن أيضًا التحقيق فيما إذا كانت المناصب نفسها أصبحت عديمة الفائدة في المستقبل.

وقال مسؤول استخباراتي سابق: “إذا تم شغل نفس المنصب داخل السفارة من قبل العديد من موظفي وكالة المخابرات المركزية على مر السنين، فقد تستنتج وكالات الاستخبارات الأجنبية، بعد الكشف عن هوياتهم، أن الدور كان دائمًا مجرد غطاء للعملاء الأميركيين”.

4

وبينما تسعى الوكالة إلى إيجاد حلول لمنع تفاقم الأزمة، تواجه قيادتها معضلة كبرى حول كيفية مراقبة الموظفين السابقين الذين قد يصبحون أهداف تجنيد لوكالات الاستخبارات المعادية. وعلى الرغم من الجهود المستمرة للحفاظ على السرية، قال مسؤول استخباراتي سابق: “بمجرد خروج المعلومات إلى العلن، لا يمكنك استعادتها”.

وأضاف مسؤول آخر: “قد لا تكون الإدارة الحالية على علم بخطورة هذه التسريبات، وحتى لو كانت على علم بها، فمن غير الواضح ما إذا كانت تهتم حقا”. لكن الخطر حقيقي والعواقب قد تكون كارثية”.

ونظراً لهذه التحديات، تواجه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية واحدة من أعظم الأزمات الأمنية في تاريخها الحديث. وبينما تحاول الحكومة الفيدرالية احتواء الأضرار، يظل السؤال قائما حول ما إذا كانت ستتمكن من حماية أسرار الدولة في ضوء التغييرات الجذرية التي تجري داخل الوكالة.


شارك