طَرق على السطح.. مسرحية من قلب غزة على خشبة مسرح رويال كورت في بريطانيا

تعرض حالياً في المملكة المتحدة مسرحية “طرق على السطح” للكاتبة خولة إبراهيم وبطولة أوليفر بتلر. وهو عرض مسرحي عن الحياة في غزة تقدمه خولة منذ أكثر من عشر سنوات ويعرض حالياً على مسرح رويال كورت.
يقدم فيلم “طرق على السطح” صورة مثيرة للحياة في غزة من خلال وجهة نظر الشخصية الرئيسية مريم، وهي أم شابة تعيش تحت التهديد المستمر للغارات الجوية الإسرائيلية. المسرحية من تأليف وتقديم خولة إبراهيم، وتتناول التأثير النفسي لـ”الطرق على السطح”، وهو تكتيك عسكري إسرائيلي يتم فيه إلقاء قنبلة غير قاتلة كتحذير من الدمار الوشيك، ويمنح السكان مهلة مدتها خمس دقائق لإخلاء منازلهم. تشكل التدريبات المهووسة التي تقوم بها مريم لهذا الواقع المحتمل – تعبئة الضروريات الأساسية، والتخطيط للوقت المناسب للهروب، والتفكير في سيناريوهات مختلفة – جوهر هذا النص المؤثر.
حصلت المسرحية على مراجعات إيجابية. ووصف تشارلي إليس من ريفيوز هاب الفيلم بأنه “تذكير محلي صارخ بالحياة اليومية التي تظهر في الأخبار، حيث يمزج السيناريو بذكاء بين روتين الحياة اليومية ورعب الحرب الوشيكة”.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن “مجموعة فرانك جيه أوليفا البسيطة – وهي مسرح عارٍ بكرسي واحد مقابل جدار من الطوب – ترمز بشكل فعال إلى الحبس والخراب الذي يحيط بعالم ماري، كما يعزز تصميم الإضاءة الخاص بأونا كيرلي وإسقاطات هانا إس كيم من الأجواء، ويتغير بشكل خفي ليعكس الحالة الذهنية لماري وخوفها المتزايد من الخطر الوشيك”.
قد يظن المشاهد البريطاني أن أغنية “طرق على السطح” كتبت ردًا على الوضع الحالي، والأحداث الأخيرة في قطاع غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. لكن الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن خولة إبراهيم صممت القطعة في الأصل كقطعة مدتها 10 دقائق في عام 2014. وهذا يظهر مدى ضآلة ما تغير بالنسبة للشعب الفلسطيني ومدى إصرار آلة الحرب الإسرائيلية على قمع الشعب المحاصر.
ورغم عدم وجود عنف على المسرح مطلقًا، إلا أن التهديد به متجذر بعمق في نص خولة. ربما تكون قصة مريم خيالية، ولكن هناك الآلاف من القصص الحقيقية مثلها. إنها صورة مأساوية للظروف التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني منذ عقود، وهي تتجاوز بكثير العناوين الرئيسية، كما تقول أنيا رايان في صحيفة الإندبندنت البريطانية.